عادل الشريف يكتب: مائدة الشيطان
ابتسم الشاب المغربي الصغير وهو يقول: هل سمعت يا عماه عما فعله تجار المخدرات المغاربة، قلت: سمعت يا إبني الحبيب وهو موقف لاشك فيه من الرجولة المفقودة نصيب جيد لكني أسأل الله لهم الهداية ليقلعوا عن التجارة الخبيثة هذه، قال الفتي اللذيذ: ولكن الحكومة المغربية تبيح هذا النوع الذي يتاجرون فيه، قلت: ولو أباحته كل حكومات الأرض سيظل الحرام حراما ننهى عنه فهو يغيب عقل الإنسان مثلما تفعل الخمر، والله يريد إنسانية متيقظة تنتهز فرصة الحياة للقيام بواجبات العبودية لله والاستخلاف الحضاري العمراني النشط على الأرض.
سأل الفتى، وهل الحشيش يأخذ نفس درجة تحريم الخمر، قلت له لو كنت محلك ما سألت هذا السؤال، وأنا فعلا بطول عمري حتى قبل التزامي بشريعة ربي الحبيب لم أحاول الاقتراب من مائدة الشيطان بكل ما حوت، فكلها خبيثة طعما ورائحة وأثرا قريبا أو بعيدا، فمدخن السجائر الذي يتلمس من يقول بكراهتها وعدم طلاقة حرمتها لو يراجع رائحته بعد التدخين وآثر هذا التدخين في إتلاف رئتيه وجهاز هضمه وتصل مع البعض إلى السرطنة، ثم انظر إلى حساب نفقته على هذه السجائر في عشر سنوات مثلا فستراها كان يمكنه ان يستفيد منها في تطوير بقية عناصر معيشته على نحو أفضل..
إن مائدة الله محشودة يا ولدي بالحليب والتمر واللحم والطيور والأسماك والأرز والفواكه العديدة الأصناف والبديعة الألوان ومتنوعة الأطعمة وكلها شهي وتسفر مع الاعتدال عن عافية وطاقة إيجابية ونشاط وقدرات وتميز وحتى في جمال شكل الإنسان المقتصر على ما أحله الله لإنها مائدة الرحمن،
أما المائدة الأخرى فمحشودة بالخبائث والمُغيبات والمرهقات والقاذورات وما صاحبها من تيه وصخب وعنف وحقارة شأن وخبائث الروائح والآثار المدمرة، لإنها مائدة الشيطان.
والفارق كما ترى بينهما يا ولدي مذهل، إنه ذات الفارق بين الخير والشر، والنور والظلمات، والسيسي ومرسي، وفتح وحماس.