عادل الشريف يكتب: هل ظلم السلفنجي العطار؟
لا اقصد العطار بائع العطارة ولكني أقصد الدكتور عصام العطار ذلك المجاهد والمفكر الإسلامي الفخم والذي توفاه الله أمس بعد رسالة وداع كتبها للمسلمين في المشارق والمغارب يوصيهم فيها بالعمل لله بتجرد وإخلاص ووحدة الصف والصبر حتى تنكشف الغمم.
كان الرجل يحاول الظهور برباطة الجأش والصبر رغم فقدانه رفيقة دربه منذ أكثر من أربعين سنة، فتحت الباب بعد دق الجرس لتتلقى بنان الطنطاوي ابنة الدكتور على الطنطاوي ست رصاصات متتابعة من المخابرات السورية الخائنة على أرض أخن الألمانية لتفدي بروحها زوجها الذي كان مستهدفا بالأساس في إطار تعقب فكرة الإخوان برمتها وكل متزعم لقيادها او منتسب إليها.
ولما لقيت أحد السلفنجية في العام 2006 وكان يقطن مدينة أخن فقلت له يا لجمال حظك أن تجلس قريبا من الملهم عصام العطار فنظر الشاب إليْ شذرا ليقول لي بل قل من تعاستي أن أكون قريبا من هذا الإخواني المبتدع.. فلما لقيت العطار 2013 لأتعزى بلقائه عن حجم الأسى والمعاناة فيما بعد رابعة وجدته روحا شفيفة بالغة التسامي فأيقنت ساعتها أن التيار السلفنجي هذا محتاج إلى إعادة صياغة لأرواحه بل لإنسانيته ومن ساعتها وأنا دائم فضحهم فلقد احشر يوم القيامة وفي ميزاني عشرتاشر ألف منهم قد افاقوا من هذا الانهيار الروحي البغيض بسبب عدم التنبه لأبعاد جماليات الاخلاق الإسلامية والتي منها (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا)، فلو فكر هؤلاء في طرح الغل والحقد على الإخوان فلربما تنظفت قلوبهم وطهُرت قلوبهم ليفقهوا دين الله على وجه يَسعدون به ويُسعدون من حولهم به، والعلامة أو كلمة سر الإفاقة هما الأرز والهلال.
ألا ترون اننا نودع أغلى مشايخنا وافقه علمائنا وأصدق مجاهدينا في الأشهر الأخيرة بدءا من القرضاوي ومرورا بالمحلاوي ومن قبل وها هو العطار.. فرحم الله أياما كان هؤلاء وغيرهم كثير يملؤون حياتنا نورا ورشدا، والفارق بينهم وبين مشايخ البترودولار لايدركه إلا النابهون اذكياء العقل والروح، فرحمهم الله ورحم كل نبت استنبتوه وأحسن اللهم خلاصنا من هذه الدنيا ولا تتوفنا إلا وأنت عنا راض وفصلت القضاء بيننا وبين عدوك وعدونا في عسقلان وكل أرض عليها حر يقاوم الطغيان.. يا رب.