لقد اختار الأسوأ عندما رفض السجود لاستخلاف آدم الذي خلقه الله بيديه كما قال له ربه (لما لا تسجد لما خلقت بيدي)، ولم يراجع نفسه بعد ارتكاب مصيبته بل صرح بالإجابة حمقاء غبية، وعندما أعلن الله عقوبته لم يقل كلمات الاستغفار وطلب الصفح والتوبة كما فعل آدم بعد عصيانه بل طلب من الله إمهاله ليستكمل دائرة حقده على آدم وذريته ويجتهد في إضلالهم، المهم أنه لم يتراجع رغم أنه بين يدي الملك الحق المبين.
وكذلك اتباع الشيطان لا يتراجعون مهما ظهرت أمامهم كلاحة وسوداوية مصائرهم فإنهم لا يتراجعون، فمثلا كان يمكن للنتن ياهو أن يعلن بعد أيام من الحرب الأخيرة انه يرفض أن يكون سببا في تدمير وقتل الأطفال خاصة والمدنيين عامة وتصور لو قال ذلك بعد أسبوع مثلا فلربما كنت ستقف متحيرا أمام عدد الصور والتماثيل التي تشخص هذا البطل الرائع ذي القلب المفعم بالإنسانية ولكنه لم يفعل ولم يخطر على باله ان يفعل ليتحول إلى أحقر شخصيات القرن وأبغضهم.. وربما تكون علامة الغد على تحضرك وإنسانيتك هو هل تلعن هذا النتن ياهو أم تتوقف عن لعنه لينظر إليك أولادك وأحفادك نظرة احتقار لعقليتك الكلاسيكية المريضة التي تشبه عقلية نعمات شفيق السيساوية المتألقة الحقارة.
وكذلك يفعل بيضين بيك وجميع طاقم حكومته ومستشاريه رغم رؤيتهم لشعوب العالم كله وحكوماته الذين يصوتون في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية أنهم مع وقف إطلاق نار كامل وشامل وبالرغم من ذلك تتخذ الحكومة الأمريكية الفيتو البلطجي الحقير وتكرر أنها مع استمرار القتل والإبادة والتهجير والتشريد والتجويع، ورغم تراجعات شعبية بيضين وتهديده بعدم حصوله على مقعد الرئاسة لفترة ثانية إلا أنه مازال رخيصا تافها لا يتوقف ولا يرعوي، ويشعل الجندي الأمريكي النار في نفسه فيلهم ويلهب عشرات الآلاف من الطلاب في الجامعات الأمريكية والأوربية وتتسع دائرة معارضة الطلاب والأحرار ولا يتراجع العجوز المخرف ولا وزير خارجيته.. لا يتراجعون إلى الخلف النظيف رغم أن كل شبر يتحركون فيه للأمام ليس فيه إلا الطين والسواد والحقارة وانعدام القدرة على الفكاك من هذا المستنقع العفن البغيض، بل تراه يدفع إلى أحقار الكونجرس رغبته في دعم استمرار الكيان الصهيوني في اعماله التدميرية بست وعشرين مليار دولار.
لقد فتحت لك قوسا ووضعت لك معيارا فهل تستطيع أن تكتب ما يكمل القوس حتى استدارته الشمالية الثانية منتهزا فرصة المعيار لتخبرنا بما هو آت كحتمية قدرية وسنة ربانية.. اجتهد ولا تعجز، اكتب وبشّر فلعل روح القدس تؤيدك كما أيدت من قبل بن ثابت حسانا.
