الأثنين يوليو 8, 2024
مقالات

عامر شماخ يكتب: إحدى عشرة سنة علَى المؤامرة [2/ 3]

مشاركة:

بدأ الدكتور مرسي في تنفيذ برنامجه الانتخابي، آملا الحفاظ على الأمن القومي المصري، واستعادة دور مصر إقليميًّا ودوليًّا، وزيادة الاستثمارات الأجنبية لدعم الاقتصاد؛ لذلك لم يكن ينام سوى سويعات محدودة.. كان يشغله للغاية إصدار دستور وطني محترم يليق بمصر، والفصل والتوازن بين السلطات، وتأكيد دولة القانون، والالتزام بحوار وطني من أجل تدعيم المشاركة الاجتماعية، فضلًا عن دعم جميع ما يتعلق بقضايا الحريات، ودعم حقوق الأقباط، وحماية المرأة، وتحقيق عدالة انتقالية وعدم التفريط في حقوق الشهداء.

لكن ما إن بدأ الرئيس يعمل جادًّا مجتهدًا مخلصًا حتى واجهته قوى معادية كثيرة سعت لإفشاله من أجل إسقاطه، على رأس هذه القوى أمريكا ودول الغرب؛ لانتهاج الرئيس مسارًا تحرريًّا، قائمًا على المرجعية الإسلامية التي لا تعرف التبعية، بل تعتمد على الاستقلالية في إنتاج غذائها ودوائها وسلاحها، فلم يقبل إملاءات خارجية، ورفض تطبيق النماذج العلمانية، ولم يسر في ركاب الدول العربية الخانعة التي تتستر وراء أنظمة إسلامية موالية للغرب، ولم يلتفت لتهديداتهم إن لم يركب مركبهم.

واستخدم الجميع أجهزة الإعلام في أبشع حملة إعلامية شوّهت صورة الرئيس وألّبت الناس ضده، وللأسف واجهها هو بأخلاق النبلاء وترفّع تمامًا عن الردِّ عليها أو معاقبة مرتكبيها، الأمر الذي رسّخ الأكاذيب في أذهان الناس، وكذلك كانت الدولة العميقة تعمل ضده، فالأجهزة الرقابية لا تمده بالتقارير، وجهاز الشرطة يدّعي العجز عن فرض القانون وتوفير الأمن، في الوقت الذي كانت تتعاون فيه مع البلطجية وتحرّضهم وتحميهم، وكان بعض قيادات الجيش تراودهم رغبة استعادة نفوذهم السابق بالهيمنة على السلطة والتحكم في مسار السياسة.

 نتج عن هذا أن سعى السياسيون لهدم المؤسسات الدستورية كلما تم إنشاؤها، فبعد حلّ مجلس الشعب وحلّ الجمعية التأسيسية الأولى استهدفوا حلّ مجلس الشورى وحلّ الجمعية التأسيسية الثانية التي تم تشكيلها بالتوافق معهم، الأمر الذي دفع الرئيس لإصدار إعلان دستوري لحماية الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى، إلا أن صياغته تضمنت بندين متجاوزين، الأمر الذي استغله المعارضون السياسيون وحرّضوا الناس ضده..

وسارت مظاهرات معارضة انتهت بأعمال عنف وتخريب ومحاولة اقتحام قصر الاتحادية، وتخاذلت الشرطة، ما اضطر المؤيدين للرئيس للنزول للدفاع عن الشرعية، وحدثت مواجهات بين المؤيدين العزل، والمعارضين الذين استعانوا بالبلطجية المسلحين، وسقط 9 شهداء من المؤيدين للرئيس وصحفي كان يباشر عمله المهني.

وقد دعا الرئيس لحوار عام لرؤساء المعارضة والمؤيدين وشخصيات عامة، فرفض الأوّلون الحضور، وحضر الآخرون وتم تعديل الإعلان الدستوري، ووصف الرئيس المادتين المتجاوزتين بأنهما كانتا خطأ.

 استمرت المعارضة في عراقيلها، فانسحبت من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور عندما قارب على الانتهاء، إلا أن الجمعية استكملت أعضاءها من الاحتياطيين واستكملت إعداد مشروع الدستور، فقامت المعارضة بمحاولة تعطيل الاستفتاء عليه، ثم قالت إنها ستقاطع الاستفتاء، وأخيرًا اشتركت ورفضت الدستور وحضّت الناس على رفضه، وساعدتها وسائل الإعلام، إلا أن الشعب وافق عليه بنسبة 64%.

 دعا الرئيس للاستعداد لانتخابات مجلس النواب، فأعلنت المعارضة مقاطعتها لها، واعترضت المحكمة الدستورية على قانون الانتخابات وقانون مباشرة الحقوق السياسية أكثر من مرة.

 دعمت هذه الحملات أموال ضخمة أتت من الخليج بقصد إسقاط النظام في ظل تواطؤ من مختلف الأجهزة. طيلة هذه الفترة لم تنقطع المظاهرات في القاهرة والمحافظات التي قادتها مجموعات تخريبية من البلطجية و(البلاك بلوك)، استخدمت فيها العنف والقتل والحرق الذي طال المؤسسات الحكومية والمنشآت الاقتصادية، بهدف تفاقم الأزمة الاقتصادية لإثارة سخط الناس، كذلك لم تنقطع المظاهرات الفئوية المطالبة بمميزات خاصة بكل فئة، والتي ترتب عليها توقف الإنتاج وقطع الطرق والسكك الحديد والمواصلات في بعض الأوقات.

وفي عشرة أشهر -أي بعد شهرين فقط من تولي «مرسي» السلطة- تم تنظيم نحو (24) مليونية، راح ضحيتها عشرات الشباب، وتخللتها أعمال عنف وفتن خطيرة:

 – 24/8/2012 «مليونية حل الحرية والعدالة وإسقاط مرسي».

 – 31/8/2012 «مليونية لرفض أخونة الدولة ومحاكمة العسكر».

– 21/9/2012 «مليونية إنذار بكشف حساب».

– 12/10/2012 «مليونية الحساب لمرور 100 يوم على رئاسة مرسي».

– 19/10/2012 «مليونية مصر مش عزبة».

– 23/11/2012 «مليونية عيون الحرية».

– 27/11/2012 «مليونية للثورة شعب يحميها».

 – 7/12/2012 «مليونية الكارت الأحمر».

 – 14/12/2012 «مليونية لا للاستفتاء».

 – 18/1/2013 «مليونية ألتراس أهلاوي».

– 25/1/2013 «مليونية لا لدولة الإخوان».

 – 1/2/2013 «مليونية جمعة الخلاص».

– 8/2/2013 «مليونية جمعة الكرامة والرحيل».

 – 11/2/2013 «مليونية 11 فبراير تذكيرًا لـ«مرسي بالسبب الذي خُلع مبارك من أجله».

 – 15/2/2013 «مليونية كش ملك».

– 22/2/2013 «مليونية محاكمة نظام مرسي».

 – 1/3/2013 «مليونية العدالة الاجتماعية وعايزين نشتغل».

 – 15/3/2013 «مليونية الفرصة الأخيرة».

– 22/3/2013 «مليونية رد الكرامة».

– 29/3/2013 «مليونية ما بنتهددش».

– 19/4/2013 «مليونية إعدام مبارك وإسقاط مرسي».

 – 25/4/2013 «مليونية استقلال القضاء وإسقاط مرسي».

– 17/5/2013 «مليونية العودة للميدان».

– 24/5/2013 «مليونية القصاص وإسقاط مرسي».

[يتبع]

Please follow and like us:
عامر شماخ
كاتب صحفي مصري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب