الأثنين مايو 20, 2024
مقالات

عامر شماخ يكتب: جاهدوا الملحدين بألسنتكم وأموالكم

مشاركة:

سرَّني وسرَّ كلَّ مسلم حر تلك الحملة العفوية وردّ الفعل الحاسم القاصم على تدشين المنافقين لمركز إلحادي لحرب الإسلام والبدء بالطعن في السُّنة؛ وتلك خيرية الأمة وجاهزيتها للجهاد والمنافحة عن دينها وشريعتها، وتأكيدٌ لما استقرّت عليه الشواهد السابقة: أن هذه الأمة تمرض لكنها لا تموت، وتعاني لكنها لا تهلك، وتتململ لكنها لا تيأس.

 إن مرتزقة من أذيال المستبدين ووكلاء الغرب غرّهم غياب صوت الدعاة وغلق المساجد وإفساح الساحة لهم ليبيضوا ويصفروا فانطلقوا يستبيحون عقيدة الأمة، فكان الردُّ مزلزلًا وقد خرج المارد من قمقمه لينذر تلك الفئة المنحرفة ومن استأجروهم رافعًا شعار «إن عادت العقربُ عُدنا لها… وكانت النعلُ لها جاهزة؛ قد علمت العقربُ واستيقنتْ… ألا لها دنيا ولا آخرة).

وتلك رسالة لكل من تسوِّلُ له نفسه الاقتراب من حرم الإسلام ومنازلة أبنائه، الذين لم يمنعهم احتماء هؤلاء الكذبة بالمستبدين، فأفرغوا فيهم شحنات غضبهم المكبوت، ولاحقوهم في كل جهة، وتصدوا بجدارة لتلك الحرب الإعلامية القذرة التي يتولى كبرها «السياديون» وينفقون عليها من أموالنا ومقدراتنا آملين أن ينزعوا الإسلام من قلوب الأمة، فإذا بهم يجدون هذه الأمة في استقبالهم؛ ليعلموا أن سجن العلماء وتغييب الدعاة لن يحقق لهم غاية، بالعكس فسوف يجنون في القريب العاجل الحسرة والندامة بعد أن يُغلبوا بإذن الله ويكونوا مداسًا للأحرار.

لم يكتفِ الطغاة بسجن الأمة وإفقارها وإيقاع الفتنة بين أبنائها، بل أطلقوا هؤلاء الملحدين ليشككوا فى دينها، ويكذبوا ويدلِّسوا، ويسخروا من الله وشريعته، ومن الرسول وآل بيته، ومن الأئمة والسلف العظيم، ثم لا يقبلون بمن يناظرهم، مستقوين بمن بعثوهم لتلك المهمة فجمعوا بين الجهل والغشم، والفسق والنفاق فهم من ثمَّ أشد خطرًا على الدين من غيرهم، لكنَّ الأمة المحافظة الشريفة كانت لهم بالمرصاد وقد كشفت سوأتهم وعرَّت باطلهم وقالت لهم بلسان الحال والمقال: ما أهونكم وما أحقركم.

إن المهمة التي تقوم بها تلك القلة المتطرفة هي نفسها مهمة المنصِّرين والمستشرقين الذين أرادوا تدمير الإسلام وإبادة أهله، وفى كل مرة كان الله يرد كيدهم إلى نحورهم فيعودون خائبين، وهذا ما صرّح به المستشرق «شاتلي» إذ يقول: (إذا أردتم أن تغزوا الإسلام وتكسروا شوكته، وتقضوا على هذه العقيدة التي قضت على كلّ العقائد السابقة واللاحقة لها، والتي كانت السبب الأول والرئيس لاعتزاز المسلمين وشموخهم، وسبب سيادتهم وغزوهم للعالم، فعليكم أن توجهوا جهود هدمكم إلى نفوس الشباب المسلم والأمة الإسلامية بإماتة روح الاعتزاز بماضيهم، وكتابهم «القرآن» وتحويلهم عن كلّ ذلك بواسطة نشر ثقافتكم وتاريخكم، ونشر روح الإباحية، وتوفير عوامل الهدم المعنوي).

والمطلوب من المسلمين أن ينتبهوا لذلك العدو الخفي الذى يتسلل باسم العلمانية تارة وباسم التنوير تارة أخرى؛ وذلك بصناعة الوعى، ورصد الابتزاز الفكري، ومواجهة الإرهاب العلماني، وإن الأمة التي دحرت المنصِّرين قادرة بإذن الله على رد هذه الأفاعي؛ (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) [الأنفال: 8]، (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) [المدثر: 31]، «لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك».

لينهض كلُّ مسلم آمن بالله ربًّا وبالإسلام دينًا للذبِّ عن دينه، والجهادُ ميدانُه واسعٌ ومجالُه فسيحٌ وليس مقصورًا على حمل السلاح لصدِّ الكفار ومواجهة العدوان، بل في داخله الجهاد باللسان والجهاد بالمال والجهاد بالوقف والجهاد بالوقت إلخ؛ يقول النبي ﷺ: «ما يمنع قوم نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم»، (يا ابن الحنيفية دين الحق ها هو ذا… يدعوك فانهض وشمِّر عاملًا نشطًا؛ واثبت على منهج الإسلام في ثقة… مستعليًا بتحدي ضغط من ضغطا؛ والزم طريق رسول الله في بصرٍ… وفى اعتدالٍ وجانب خلط من خلطا).

ولتصل إلى هؤلاء المارقين رسالة مفادها أن ما جاء به محمد ﷺ هو الحق، وأن رسالته هي خير الرسالات، ونهجه أفضل المناهج، وشريعته أكمل النظم التي تتحقق بها سعادة البشر؛ (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) [الزخرف: 43، 44]، (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ [الجاثية: 18]. ولتصلهم رسالة أخرى أننا لا نساوى شيئًا من غير هذا الدين، مهما أتوا به من مذاهب وأفكار، وقد رأينا انهزامها من قبل وذهابها؛ (وما وجدت بغير الدين معركة… للعرب فيها على أعدائها الغلب؛ إن العروبة بالإسلام عزتها… فإن تولوا فلا عز ولا عرب).

ولتصلهم رسالة ثالثة: أن ديننا دمُنا وشرايينُنا، ولن نسمح بأن يُمسّ أو يُفترى عليه، أيًّا كان المعتدى، فما كان عيش بعده ولا كانت حياة؛ (سلام على الدنيا سلام على الورى… إذا ارتفع العصفور وانخفض النسر)، (خلوا الطريق لنا فنحن الناس… أما الذين بغوا فهم أنجاس؛ وارفع جبينك يا وريث محمد… حتى يراع الغادر الخنّاس).

Please follow and like us:
عامر شماخ
كاتب صحفي مصري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب