مقالات

عامر شماخ يكتب: «سامسونج وإشاعة الفاحشة»

بعد أسبوع واحد من الصدمة التي سببتها فتاة الفيلم الإباحي التي استضافتها وخطيبها الديوث إحدى القنوات التابعة للنظام -ظهر «تريند» آخر بطلته ممثلة ناشئة كانت محجبة،

وكانت شبه داعية، ثم خلعت الحجاب وتعرّت بشكل مبالغ فيه، ثم كان مهرجان «الجونة» مناسبة أخرى لتتعرى تمامًا، فيما عدا مواضع عفتها.

العجيب أن كاميرات الدنيا -وبدون داعٍ- كانت مسلّطة على هذه الفتاة، وجميع المواقع التي غطت المهرجان أجرت معها عشرات الحوارات، وفي كل مشهد كانت تزداد عريًّا،

وتظهر بملابس وإكسسوارات باهظة الثمن.. وما إن انتهى المهرجان حتى تلقفتها القنوات الأشهر،

فسجل معها «عمرو أديب» و«منى الشاذلي» وغيرهما من المشاهير، وظهرت البنت في كل هذه اللقاءات كأنها ذات منجزات حضارية مهمة.

الشاهد: أن تلك رسالة ثانية، بعد رسالة البنت بتاعة الفيلم الإباحي، والتي قالت بالنص: (اتقدملي عرسان كتير جدًّا بعد انتشار الفيلم بتاعي)؛

ما يُفهم منه أنه تحريض منها على الفسق والرذيلة لبنات جنسها.. ورسالة اليوم تعني أن الحجاب كان فقرًا على صاحبته،

وبعدما تخلصت منه ازدادت جمالًا ولمعانًا، غير ما أنجزته في مجال النجومية والالتحاق بعالم الفن.

في الحالتين؛

من المؤكد -ومن واقع خبرتنا المهنية- أن هناك أوامر عليا للمواقع والقنوات باستضافة هذه النوعيات المنحرفة؛

بهدف ضرب القيم المجتمعية، وللتشويش على التيار الخصم المعروف بتوجهاته الدينية، وكعصفورة من عصافير صندوق النقد،

وأيضًا لتزييف الوعي الجمعي بنشر التفاهة وإعلاء مكانة الجهلة والضائعين،

وصناعة قدوات وقادة رأي من السفهاء والمتعاطين غير المعنيين بسُبل التغيير والإصلاح. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

عامر شماخ

كاتب صحفي مصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى