عامر شماخ يكتب: «عاهات التيك توك»
لا أبالغ إن قلت إن ما يُعرض على منصة «التيك توك» في مصر، هو تجسيد لتلك الحقبة الحالكة التي نعيشها، بما فيها من إسفاف وفساد وضياع، وأن مشاهيره نتاج لما جرى من تغيير قسري وتردٍّ قدّم النفايات وأخّر الكفايات.
أسجّل تقديري لمن أوحي إلي بهذا العنوان، وأطلق على بعض «اليوتيوبرات»: عاهات «التيك توك»؛ فإننا بالفعل إزاء خطر أخلاقي مزلزل، لا يقل بحال عن خطر الرذيلة والمخدرات.
صادفني «فيديو» لمجموعة ليست قليلة من الشباب الجامعي تُسأل عن أفضل «يوتيوبر ولد» وأفضل «يوتيوبر بنت»، فكانت الإجابة (ك.م)، و(س. أ)، فدفعني الفضول للبحث عنهما فوجدت الآتي:
• الولد (ك.م) شاب ثلاثيني من منطقة شعبية، غير متعلم، سائق توكتوك، ألذغ في أربعة حروف، أحمق أو كأن به عتهًا.. أما سبب شهرته فهو حمقه؛ إذ يسب ويشتم بألفاظ إباحية، وليس لتجاوزه وانفلاته حدود؛ ما أهّله لشهرة كبيرة، جعلت المنتجين يعرضون عليه أعمالًا فنية، لولا اعتراض نقابة المهن التمثيلية، بعدما شارك في أحد المسلسلات، وتتسابق المواقع والقنوات للتسجيل معه، واتخاذه مادة للسخرية.. لكن لغياب الرقيب تمادى هذا الولد في مساخره وقام بنشر فيديو إباحي مع مذيعة مغمورة، فقُبض عليه، ثم أُطلق سراحه، وقد ازداد شهرة ورعونة.
• البنت (س. أ)، طالبة ثانوي، من نفس منطقة الولد، حمقاء، لا تعرف الحياء وليس عليها أثر للتربية، اشتُهرت بعد فيديو مع والدها وهي تسبه وتلعنه وتصدر أصواتًا بأنفها، لها أخت معوقة تستغلها في جمع الأموال والهدايا من المشاهدين.. تفتخر هذه البنت بأنها تركت بيت أبيها واستأجرت شقة لوحدها، وبأنها تسهر حتى الصباح مع الشباب، وهي قدوة سيئة في طريقة كلامها، ولغة جسدها، وسلوكها في الأكل والشرب إلخ.
للأسف هذه النماذج هي قدوات كثير من الشباب المراهق الآن، الذين وُلدوا في تلك الأجواء الاستثنائية التي لا تليق بمصر والمصريين، وقد أُفسح لهم المجال ليبيضوا ويصفروا، كما أُفسح لـ«بيكا» و«شطة» و«شاكوش» حتى أفسدوا الذوق العام.. أما تلك العاهات ففسادها غير محدود. اللهم بلغت، اللهم فاشهد