الأحد يوليو 7, 2024
مقالات

عامر شماخ يكتب: لماذا يحرقون المصحف [5]

مشاركة:

«صراع الحضارات.. حقيقة وليس وهمًا»

الذين يبررون العداوات الغربية للمسلمين، والتنكيل بهم، واحتلال أراضيهم، بأنها من أجل النفط، أو الثروة، أو تحديد مناطق نفوذ -واهمون، فما يحدث (تار بايت)، وصراع حضاري، ألم يقل بوش إنها حرب صليبية؟! إنها بالفعل حرب يشنها الصليب على الهلال، ويتقدم الجيوش الغربية قادة الكنيسة والمنصِّرون المخلصون، إن هناك إلحاحًا مستمرًّا من جانب قادة أوروبا وأمريكا لاستثارة شعوبهم -دينيًّا- وتحريضهم ضد المسلمين…

 والأقوال والتصريحات التالية ترد على حَسَنِي النية الذين غابت عنهم حقائق تلك الحروب القذرة التي تشنها أمريكا وحلفاؤها الغربيون على الإسلام والمسلمين، وتؤكد أن الصراع بين الحضارة الغربية- التي انهارت فعليًّا -وحضارة الإسلام الإنسانية الخالدة، إنما هو حقيقة وليس وهمًا كما يدّعي البعض.

إن الأقوال التالية لقادتهم تؤكد ذلك:

  • مسئول بوزارة الخارجية الفرنسية (عام 1952م): «ليست الشيوعية خطرًا على أوروبا فيما يبدو لي، إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديدًا مباشرًا وعنيفًا هو الخطر الإسلامي، فالمسلمون عالمٌ مستقلٌ كل الاستقلال عن عالمنا الغربي، فهم يملكون تراثهم الروحي الخاص بهم، ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة، فهم جديرون بأن يقيموا قواعد عالم جديد، دون حاجة إلى إذابة شخصيتهم الحضارية والروحية في الحضارة الغربية، فإذا تهيأت لهم أسباب الإنتاج الصناعي في نطاقه الواسع، انطلقوا في العالم يحملون تراثهم الحضاري الثمين، وانتشروا في الأرض يزيلون منها قواعد الحضارة الغربية، ويقذفون برسالتها إلى متاحف التاريخ…

 وقد حاولنا نحن الفرنسيين خلال حكمنا الطويل للجزائر أن نتغلب على شخصية الشعب المسلمة، فكان الإخفاق الكامل مقابل مجهوداتنا الكبيرة الضخمة، إن العالم الإسلامي عملاق مقيد، لم يكتشف نفسه اكتشافًا تامًّا، فهو حائرٌ، وهو قلق، وهو كاره لانحطاطه وتخلفه، وراغبٌ رغبة يخالطها الكسل والفوضى في مستقبل أحسن، وحرية أوفر.. فلنعط هذا العالم الإسلامي ما يشاء، ولنقو في نفسه الرغبة في عدم الإنتاج الصناعي والفني؛ حتى لا ينهض، فإذا عجزنا عن تحقيق هذا الهدف، بإبقاء المسلم متخلفًا، وتحرر العملاق من قيود جهله وعقدة الشعور بعجزه، فقد بؤنا بإخفاق خطير، وأصبح خطر العالم العربي وما وراءه من الطاقات الإسلامية الضخمة خطرًا داهمًا ينتهي به الغرب، وتنتهي معه وظيفته الحضارية كقائد للعالم».

  • أيوجين روستو -مساعد وزير الخارجية الأمريكية، مستشار الرئيس جونسون لشئون الشرق الأوسط حتى عام 1967م-: «يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول أو شعوب، بل هي خلافات بين الحضارة الإسلامية، والحضارة المسيحية، لقد كان الصراع محتدمًا ما بين المسيحية والإسلام منذ القرون الوسطى، وهو مستمر حتى هذه اللحظة، بصور مختلفة، ومنذ قرن ونصف القرن خضع الإسلام لسيطرة الغرب، وخضع التراث الإسلامي للتراث المسيحي…

إن الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هي جزء مكمل للعالم الغربي، فلسفته، وعقيدته، ونظامه، وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الشرقي الإسلامي، بفلسفته وعقيدته المتمثلة في الدين الإسلامي، ولا تستطيع أمريكا إلا أن تقف هذا الموقف في الصف المعادي للإسلام وإلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية؛ لأنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها».

  • سالازار: «إن الخطر الحقيقي على حضارتنا هو الذي يمكن أن يحدثه المسلمون حين يغيرون نظام العالم».
  • الكاتب الفرنسي جان كلود بارو -في كتابه (المخلص الذي لا يرحم: حرب الإسلام ضد العالم الغربي)-: «إن ما يمكن أن نسميه أشد درجات الرغبة في إذلال الآخرين، موجود في الاستعداد النفسي الأصيل لدى المسلمين ومن أصل عقيدتهم، فهي عقيدة حربية عدوانية تسعى للسيطرة والتوسع، وتشحن الفرد باحتقار غير المسلمين، والإسلام في مجمله عدو للغرب؛ لأنه يؤمن بلاهوت الغزو والفتوحات والانتصارات، ولا يرضى بلاهوت الهزيمة».
  • مارجريت تاتشر -رئيسة وزراء بريطانيا: «يجب المحافظة على حلف الأطلنطي لمواجهة الخطر الإسلامي».
  • مفكر الإستراتيچية الأمريكية «صموئيل هنتنجتون»: «إن عناصر صدام الحضارات متوافرة، وإن ردود الفعل تجاه أحداث 11 سبتمبر تمت في حدود الخطوط والأطر الحضارية بشكل صارم.. والصحوة الإسلامية هي رد فعل تجاه الحداثة والتحديث والعولمة.. ومع ذلك، فإن عصر حروب المسلمين له جذوره في أسباب أكثر عمومية، وهذه الأسباب تعني العقيدة الإسلامية والقناعات الإيمانية في الإسلام».
Please follow and like us:
عامر شماخ
كاتب صحفي مصري
قناة جريدة الأمة على يوتيوب