عام آخر على الحرب العراقية الإيرانية المدمرة

الأمة | أقام رئيس نظام الملالي في إيران احتفالا في ساحة آزادي بطهران لتقديس حربه مع العراق،  مشيرا إلى التقدم الذي حققته صناعاته العسكرية، بما في ذلك الصواريخ والطائرات بدون طيار، ووصفها بأنها من ثمرات الحرب.

لم يلتفت رئيسي في الاحتفال الذي جرت العادة على إقامته سنويا لاعترافه الضمني بسلب قوت الشعب وإنفاقه على الصواريخ والطائرات المسيرة على حساب جوع الإيرانيين وحرمانهم المتزايد.

تعكس تصريحات رئيسي رؤية خامنئي الذي أشار في لقاء مع المحاربين القدامى من قوات الحرس إلى الدور الحيوي للحرب من أجل الحفاظ على النظام وتصدير أفكاره الرجعية، بقوله إن الحرب «وسعت حدودنا، لا أقصد الحدود الجغرافية، فهي توسع حدودنا الأخرى» ليخلص إلى أن الأمن كل شيء.

أسفرت الحرب عن مليوني قتيل وجريح ومشوه، تدمير 50 مدينة وإلحاق إضرار مادية بألف مليار دولار، كانت مليئة بالكوارث بالنسبة للشعب الإيراني، لكن خميني اعتبرها «نعمة إلهية» لأنها ضمنت «الأمن» وبقاء النظام، وكانت غطاء لخنق المجتمع، وإعدام المئات والآلاف من خيرة أبناء الشعب الإيراني .

حاول خامنئي خلال السنوات الـ 35 الماضية الحفاظ على صناعة حمل النعوش ونقل الطلاب إلى مناطق الحرب تحت عنوان قوافل السالكين نحو النور ناشراً شبح الحرب وظلالها المشئومة ومانعا تفجر الغضب والاحتجاج الشعبي.

في المقابل كان موقف المقاومة الرافض لدعوات خميني للحرب والكاشف لسر استمرارها من خلال فضح أهداف خميني الشريرة، وبحسب اعتراف قادة الحرس، ومن بينهم الحرسي سعيد قاسمي كانت جبهات الحرب خالية من القوات ولم يلتفت أحد إلى دعوات إرسالها.

رفع جيش التحرير الوطني شعار «السلام والحرية» وفتح الطريق أمام الانتفاضة بسلسلة عمليات ضد آلة الحرب والقمع التي أدت في النهاية إلى عملية «الثريا» ودخول مدينة مهران ورفع شعار «اليوم مهران وغدا طهران» الذي أجبر خميني على التنازل عن مواصلة القتال حتى آخر بيت في طهران، وقبول وقف إطلاق النار، لأن الدجال المروج للحرب أدرك أن التأخر قليلا، يعني اكتساح جيش التحرير لسلطته.

رفع خميني يديه متخاذلا، تجرع كأس سم وقف إطلاق النار الذي كان برأيه أكثر مرارة وفتكاً من السم  الزعاف، وبهذه الطريقة حققت المقاومة الإيرانية وجيش التحرير هدف السلام، وأنقذت الشعب الإيراني من أكبر مصيبة في التاريخ الحديث، زعم كثير من السلطويين بعد وقف إطلاق النار أنهم كانوا ضد استمرار الحرب، قال خليفة خميني في حينه حسين علي منتظري «إذا ارتكبنا خطأ في الحرب، علينا أن نتوب» واعترف الحرسي محسن رضائي لاحقا بان «عمليات والفجر» التي أسفرت كل منها عن عشرات الآلاف من القتلى كانت خاطئة وما كان ينبغي القيام بها وكذلك عملية كربلاء 4، قال رفسنجاني قبله انه كان من الممكن إنهاء الحرب مبكراً، وما كان جائزا استمرارها كل هذه المدة، ودخل الأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن علي شامخاني إلى الساحة قائلا  في مقابلة تلفزيونية “باستثناء مجاهدي خلق، لم يطالب احد في البلاد علنا بإنهاء الحرب، ودفعت الاعتراضات خميني للتدخل والاعتذار دجلا لعوائل المليوني قتيل ومشوه.

أعظم خدمة قدمتها منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية في فضحها وتحطيمها لسحر حرب خميني المعادية للوطن ورفعها راية السلام والحرية هي تسجيل حقيقة أن العدو الرئيسي للشعب الإيراني هو دكتاتورية ولاية الفقيه، ويشهد على ذلك المستاءون من أهالي المدن والقرى الذين يوجهون أصابع الاتهام للنظام باعتباره عدوا.

سمير زعقوق

كاتب صحفي وباحث في الشئون الآسيوية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights