عباقرةٌ منسيُّون: الشاعر أحمد مُـحـرّم
وَإِنّي لَأَدري أَنَّ لِلأَمرِ مُدَّةً
وَأَنَّ قَضاءَ اللَهِ لا بُدَّ واقِعُ
وَلَكِنَّني حيناً أَضيقُ بِحَملِها
هُموماً تُريني اللَيلَ وَالصُبحُ ساطِعُ
وَإِنّا لَتَخشى الحادِثاتِ نُفوسُنا
وَإِن صَدَقَت آمالُنا وَالمَطالِعُ
بِنا مِن هُمومِ العَيشِ ما المَوتُ دونَهُ
وَلا عَيشَ حَتّى يَصدَعَ الهَمَّ صادِعُ
نُراقِبُ عَهدَ الشَرِّ أَن يَبلُغَ المَدى
وَنَرجو مِنَ الخَيراتِ ما اللَهُ صانِعُ
تَمادى بِنا عَهدٌ مِنَ السوءِ هائِلٌ
وَطاحَ بِنا خَطبٌ مِنَ القَومِ رائِعُ
أَما وَالسِهامِ المُصمِياتِ قُلوبَنا
لَقَد فَزِعَت لِلهالِكينَ المَصارِعُ
عَيينا فَما يَدري الفَتى أَيَّ نَكبَةٍ
يَقي نَفسَهُ أَو أَيَّ خَطبٍ يُقارِعُ
غِياثَكَ ياذا الطَولِ وَالحَولِ كُلِّهِ
فَما لِلَّذي نَشكوهُ غَيرُكَ دافِعُ
غِياثَكَ إِنَّ القَومَ قَد دَبَّروا لَنا
مِنَ الأَمرِ ما تَخشى النُفوسُ الجَوازِعُ
نَظَلُّ حَيارى نَرقُبُ الشَرَّ يَومَنا
وَنُحيي الدُجى مِمّا تَهولُ المَضاجِعُ
رُوَيدَ العِدى إِنَّ الحَياةَ إِلى مَدىً
وَإِنَّ الفَتى يَوماً إِلى اللَهِ راجِعُ
———————-
الشاعر المصري “أحمد محرّم”
(وُلدَ في شهر محرّم، فسمّاه والده هذا الاسم المركّب: أحمد محرّم)
اسمه الكامل: أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي.
– الميلاد: 20 يناير 1877م، قرية إبيا الحمراء، مركز الدلنجات، محافظة البحيرة.
– الوفاة 13 يونيو 1945م، (68 سنة)
– من شعراء القومية والإسلام، الذين وهبوا حياتهم للدفاع عن العقيدة، والخلافة الإسلامية، وعَودة مجد الأمة.
– نشأ في أسرة مُتديّنة، وقرأ السيرة النبوية والتاريخ، وكُتُب الأدب، والشعر، وحفظَ القرآن الكريم،
– ظلَّ في دمنهور، ولم يغادر محافظة البحيرة إلى القاهرة، كما يفعل معظم الشعراء والكُتّاب المصريين.
– كانت له ندوة شهيرة بدمنهور، يرتادها مثقفو وشعراء وأدباء البحيرة، والمحافظات المجاورة لها.
– انفرد أحمد محرّم من بين شعراء العربية بتصوير البطولة الإسلامية من خلال سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) فنظم ملحمته النبوية «مجد الإسلام» في (3000 بيت شعر) ثلاثة آلاف بيت، صوّرَ فيها سيرة وحياة النبي (صلى الله عليه وسلم) بواقعية التسلسل الزمني، متضمنة الوقائع الثابتة، والمعارك والغزوات:
أنت معنى الوجودِ بل أنتَ سرٌّ
جهلَ الناسُ قبله الإكسيرا/
أنتَ أنشأتَ للنفوسِ حياةً
غيَّرَت كل كائنٍ تغييرا/
أنجب الدَّهرُ في ظلالك عصرًا
نابِهَ الذِكر في العصور شهيرا/
كيف تَجزي جَميلَ صُنعك دُنيا
كُنت بعثًا لها وكنت نُشورا؟/
وَلدتك الكواكبُ الزُّهرُ فجرًا
هاشميَّ السَّنا وَصُبحًا منيرَا/