عبد الجليل هزبر يكتب: المتاجرون بقضية فلسطين

أكثر من استفاد من مأساة غزة هم الحوثيون حيث استثمروا الحرب على غزة بالقرصنة على السفن التجارية في البحر الأحمر، وأخذ مبالغ كبيرة من الشركات الملاحية نظير السماح لسفنهم بالمرور دون الاعتداء عليها، واستفادوا من الحرب كذلك بحشد قطعان من المغفلين تحت مسمى تحرير المسجد الأقصى، وزجوا بهم في حربهم على اليمنيين!
السلطة السيسية في مصر لم تكتف بحصار غزة من الغذاء والدواء، بل استفادت من الحرب على غزة واتخذت منها شماعة تعلق عليها ارتفاع الأسعار في مصر!
والسلطة الهاشمية الأردنية لم تكتف بخذلان أهل غزة، بل ذهبت تُصدّر 1300طن من الخضروات لدولة الصهاينة!!
والسلطة في بعض الدول الخليجية لم تكتف بمنع شعوبها من القيام بأي مظهر من مظاهر التضامن مع إخوانهم في غزة، ولم تكتف بإقامة الحفلات والمهرجانات الفنية أثناء سفك الدماء في غزة، بل صنعت جسرا بريا في أراضيها لإيصال المواد التموينية للقتلة الصهاينة!!
الحاكم الغربي يحترم القوانين المحلية في بلده ويلتزم بتطبيقها دون أي إخلال، لكنه ينتهك القوانين الدولية، ولا يقيم لها أدنى اعتبار،
بينما الحاكم العربي عكسه تماما، تراه ينتهك القوانين الداخلية في بلده ولا يقيم لها أي اعتبار، والقوانين الدولية يقف عندها بكل خضوع وإجلال!!
الذي يدفع الحاكم الغربي لاحترام القوانين المحلية لبلده، ويلتزم بها، هو خوفه من الشعب الذي لا يسكت على أدنى مخالفة!!
والذي يجعل الحاكم العربي ينتهك قوانين بلده ويخالفها متى شاء، هو عدم خوفه من الشعب الذي لا يعترض عليه مهما بلغت المخالفة!!
ختاما
القضية الفلسطينية تاجر بها الحاكم العربي سابقا، وتتاجر بها المليشيات الشيعية الإيرانية في اليمن ولبنان حاليا،
وليس لها من نصير حقيقي بعد الله سوى الشعوب الحرة، فلا ننخدع بالمتاجرين بها،
ولا نقصر في الاحتشاد لنصرتها حتى نتجنب عقوبة خذلانها التي -لا شك- ستحل بالمتاجرين بها والخاذلين لها.
دمتم عليه وحده مصلين