عبد الجليل هزبر يكتب: غزوة الأحزاب وغزوة غزة

عندما نتأمل اليوم في معركة طوفان الأقصى في غزة، وغزوات النبي ﷺ نجد أن معركة غزة تتوافق -إلى حد ما- مع غزوة الأحزاب.

فغزوة الأحزاب نجد أن الذي حمى القلة المسلمة من الكثرة الكافرة المتحالفة هو الخندق،

وغزوة غزة الذي حمى القلة المقاومة من قوى الاستكبار المتحالفة هو النفق.

في غزوة الأحزاب تم تطويق المسلمين في المدينة من كل مكان، كما قال القرآن:

{إِذۡ جَاۤءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠}،

وفي غزوة غزة جرى تطويق غزة برا وبحرا وجوا، وجاءوهم من فوقهم ومن أسفل منهم، حتى زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وظنوا بالله الظنونا.

في غزوة الأحزاب أصابت المسلمين في المدينة الشدة واللأواء وقلة المؤونة، حتى عز التمر والماء، وفي معركة طوفان الأقصى اشتدت بأهل غزة اللأواء حتى أنهم لم يجدوا الماء والدواء.

في غزوة الأحزاب كان المعتدون فيها هم المشركون العرب، والخونة فيها هم اليهود، وغزوة طوفان الأقصى المعتدون فيها هم اليهود، والخونة فيها هم العرب.

معركة الأحزاب كانت فاضحة للمنافقين والذين في قلوبهم مرض الذين قالوا: {.. مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۤ إِلَّا غُرُورࣰا}،

وكانت فاضحة لليهود الذين غدروا ونقضوا العهود،

ومعركة طوفان الأقصى فضحت المنافقين الذين يسلقون حركة حماس في الإعلام والمنابر بألسنة حداد، وفضحت محور الممانعة، وأصحاب شعار الموت لإسرائيل، وفضحت خيانة وتآمر النخب الحاكمة.

في غزوة الأحزاب تحقق النصر بتدخل مباشر من السماء، كما قال الله تعالى:

{یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱذۡكُرُوا۟ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ إِذۡ جَاۤءَتۡكُمۡ جُنُودࣱ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَیۡهِمۡ رِیحࣰا وَجُنُودࣰا لَّمۡ تَرَوۡهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرًا}،

وفي معركة طوفان الأقصى رأينا تدخل السماء واضحا جليا في 7 أكتوبر، ونرى تدخل السماء في السكينة التي أنزلها الله على أهل غزة، ونرى تدخل السماء في تسديد ضربات المقاومة للجيش الإسرائيلي وتدمير دبابات المركابا المتطورة بسلاح يدوي عادي، ونرى تدخل السماء في تزويد المقاومة بسلاح الرعب الذي أصاب الجيش الإسرائيلي، فترى المقاوم يرمي عدوه من المسافة صفر، ثم يعود سالما غانما:

{إِذۡ یُوحِی رَبُّكَ إِلَى ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ أَنِّی مَعَكُمۡ فَثَبِّتُوا۟ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ۚ سَأُلۡقِی فِی قُلُوبِ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ ٱلرُّعۡبَ فَٱضۡرِبُوا۟ فَوۡقَ ٱلۡأَعۡنَاقِ وَٱضۡرِبُوا۟ مِنۡهُمۡ كُلَّ بَنَانࣲ}.

ختاما: –

لو كان القرآن يتنزل في هذا الزمان لتحدثت بأحداث طوفان الأقصى السور الطوال،

ولتَلوْنا آيات معركة غزة في سورة الأحزاب والأنفال.

دمتم عليه وحده مصلين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights