الأحد مايو 19, 2024
أقلام حرة

عبد الرزاق المهدي يكتب: الأمراء ثلاثة

الأول: إمام عادل

كعمر بن عبد العزيز وهذا قليل نادر في هذه الأمة. حتى قال سُفْيَانَ الثَّوْرِيّ:

أَئِمَّةُ الْعَدْلِ خَمْسَةٌ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَقَدِ اعْتَدَى.

فهذا يحبه الله ويحبه الناس ويدعى له بخير دائما ويجب على العلماء وعموم المسلمين أن يكونوا عونا له.

وهو في مرتبة علية وعليه يتنزل قوله ﷺ:

سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ…” الحديث.

 متفق عليه عن أبي هريرة

الثاني: إمام فاجر ماجن..

فهذا إن أمكن خلعه فواجب إن وجدت الشوكة وبأقل خسائر.

وإلا فيدعى عليه بالهلاك ليريح الله منه العباد والبلاد.

وقيل الأحسن أن يقال: اللهم إن علمت فيه خيرا فأصلحه وإلا فأهلكه.

وهذا الذي يهجره العلماء الصادقون قديما وحديثه ويحذرون منه ولا يتابعه إلا عالم باع دينه بدنياه.

وهذا يتنزل عليه قوله صلى الله عليه وسلم:

 “ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة” متفق عليه عن معقل بن يسار.

الثالث: إمام جمع بين الخير والشر..

فتارة يأمر بمعروف وتارة يأمر بمنكر ويكثر عن معاونيه الظلم والجور.

فهذا ينطبق عليه قوله صلى الله عليه وسلم:

إنَّه يُسْتَعْمَلُ علَيْكُم أُمَراءُ، فَتَعْرِفُونَ وتُنْكِرُونَ، فمَن أنكر فقَدْ بَرِئَ، ومَن كره فقَدْ سَلِمَ، ولَكِنْ مَن رَضِيَ وتابَعَ.

 قالوا: يا رَسولَ اللهِ، ألا نُقاتِلُهُمْ؟ قالَ: لا، ما صَلَّوْا” (مسلم من حديث أم سلمة)

فهذا القسم يمثل أكثر خلفاء وولاة المسلمين منذ عهد الأمويين والعباسيين وهلم جرا..

ومعنى لفظ: «ولكن من رضي وتابع» أي ولكن الإثم على من رضي بما يصدر عن هذا الأمير أو ذاك السلطان من منكر وظلم وجور بل ويدافع عنه ويبرر له ويذكر جانب الخير فقط..

وإذا قيل له عن الظلم والجور والمكوس.. أعرض وقال: هو أحسن من غيره!! وهذا الذي يطلق عليه الناس (مرقع)

تنبيه: كان معظم علماء السلف يحذرون من الدخول على السلطان ومخالطته.

وسنتكلم عن ذلك في المقال الآتي.

الشيخ عبد الرزاق المهدي

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب