عبد الرزاق المهدي يكتب: حقيقة الإمامية الإثنا عشرية (5)

(الأصل الأول: اعتقادهم الجازم بتحريف القرآن)

وقد أجمع أهل السنة على أن من أنكر شيئا من القرآن أو قال: وقع فيه زيادة أو نقصان فقد خرج من ملة الإسلام.

وسننقل بعض ما جاء في صحاحهم

ونبدأ بكتاب الكافي فهو أصح صحاحهم وأعظمها عندهم.

أخرج ثقة الإسلام الكليني والحجة عندهم في الكافي 4/456 عن هشام بن سالم, عن جعفر الصادق المعصوم بإجماعهم قال:

إن القرآن الذي جاء به محمد سبعة عشر ألف آية.

وروى الكليني أيضا 1/255 بسنده عن جابر الجعفي قال: ما ادعى أحد أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، ما جمعه وحفظه إلا علي والأئمة من بعده.

وروى في 1/ 265 أيضاً بسنده عن أبي بصير عن جعفر قال: وعندنا مصحف فاطمة! قلت: وما مصحف فاطمة؟ قال: فيه مثل قرآنكم ثلاث مرات ما في قرآنكم منه حرف واحد. قال أبو بصير: هذا هو العلم والله؟!!!!

وقال الفيض الكاشاني في مقدمة تفسيره الصافي (1/ 32) بعد ذكره روايات كثيرة تثبت وقوع التحريف والنقص:

“المستفاد من جميع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن ليس بتمامه كما أنزل على محمد بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو محرف، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها: اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع، ومنها: لفظة آل محمد. محمد

والآن ننقل إجماعهم على القول بتحريف القرآن: قال الشيخ المفيد وهو من كبار علماء المذهب المتوفي 413 في كتاب أوائل المقالات ص 48ـ 49:

” واتفقت الإمامية على أن أئمة الضلال ـ الصحابة ـ خالفوا في كثير من تأليف القرآن وعدلوا فيه عن موجب التنزيل.

قال: وأجمعت المعتزلة والخوارج والمرجئة وأصحاب الحديث على خلاف ما ذهب إليه الإمامية.”

وقال مرجعهم الكبير نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية:

 الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة على وقوع التحريف في القرآن، كلاما ومادة وإعرابا, وقد أطبق أصحابنا على ذلك. نعم قد خالف الصدوق والمرتضى، وهذا صدر منهم لأجل مصالح كثيرة.

وقال أيضا: الأخبار الدالة على تحريف القرآن تزيد على ألفي حديث. اهـ 2/ 357 – 358

وكذا نقل الإجماع على وقوع التحريف والتغيير والنقص الشديد الفيض الكاشاني وعدنان البحراني ويوسف البحراني والحر العاملي والخوئي ومما قاله الخوئي:

إن كثرة الروايات على وقوع التحريف في القرآن تورث القطع بصدور ذلك عن المعصومين. البيان ص 226.

وقال الحر العاملي في مرآة الأنوار ص 36: قد تواترت الأخبار أن القرآن الذي بأيدينا وقع فيه من التغييرات بعد النبي صلى الله عليه وسلم وأسقط الذين جمعوه بعده كثيرا من الكلمات والآيات، والقرآن المحفوظ عما ذكر هو ماجمعه علي رضي الله عنه وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن وهكذا إلى أن وصل إلى المهدي.

وجمع النوري الطبرسي المتوفي سنة 1320هجري كتابا سماه “فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب” نقل فيه عن ألفي عالم وكتاب كلها تنص على تحريف القرآن عندهم.

وهذا الكتاب مطبوع متداول عندهم.

سؤال: هل ورد عن بعض علمائهم نفي التحريف؟

الجواب: نعم!! وقد أجاب عن ذلك المجلسي والكاشاني والخوئي والنوري وغيرهم فقالوا: وما ورد عن بعض علمائنا كالصدوق والمرتضى والطوسي من نفي التحريف فإنما كان ذلك منهم على سبيل التقية!!

قلت: وعلى ذلك يحمل كلام بعض المعاصرين كالصدر والحكيم ونصر اللات والحوثي وغيرهم من نفي التحريف فإنما هو على سبيل التقية. والدليل انتماؤهم للإمامية وولاية الفقيه.

الخلاصة: بعد بحث في صحاحهم العشرة وغيرها ومراجعهم المعتمدة ظهر لي بأن الإمامية يعتقدون اعتقادا جازما بأن القرآن قد وقع فيه تحريف وتبديل وزيادة ونقصان، ومن لا يعتقد ذلك عندهم فليس من الإمامية.

وأختم بمثال يدل على كذب من نفي التحريف:

لو أن شخصا ينتمي لأهل السنة صار يقول بتحريف القرآن!!

فكيف سيتعامل معه أهل السنة؟ وهل يبقى سنيا؟!!

الجواب: جميع أهل السنة سيحكمون بردته ويتبرؤوا منه.

فالحذر الحذر من إعادة تعويمهم وإحياء فكرة التقارب معهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights