عبد الرزاق المهدي يكتب: سجون المحرر وأحوال المعتقلين
سجون المحرر وأحوال المعتقلين يجب أن يكون منضبطا بشرع الله دون أي مخالفة ولو قيد أنملة وإلا فهو ظلم وبغي أو تكبر على عباد الله..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إلَيَّ: أَنْ تَوَاضَعُوا، حَتَّى لَا يَبْغِيَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ..» أخرجه مسلم.
أيها الأمراء والقضاة! لا تعتقلوا أحدا بغير بينة شرعية مع تبليغه بمذكرة رسمية.. أما مداهمة البيوت والاطلاع على الحرمات فلا يجوز..
ولا تعاملوا المتهمين والموقوفين كما يعاملهم الطغاة فأنتم مسلمون.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
((اتقُوا الظُّلْمَ؛ فإن الظلم ظلُمات يوم القيامة)) (مسلم عن جابر)
هناك حقوق للمساجين مهما كانت الجناية.. باستثناء من ثبتت عمالته أو زرع العبوات…
وما سوى ذلك فلهم حقوق منها:
– أن يكون مكان التوقيف صالحا مع تأمين الفراش.
– الطعام المناسب والشراب.
– الدفء في فصل الشتاء.
– توفير الماء ليتمكن السجين من الطهارة والصلاة.
– توفير كتاب رياض الصالحين والأذكار وغير ذلك ومصحف لكل معتقل ليقرأ ويحفظ ما تيسر من القرآن أثناء مدة توقيفه.
– وقف كافة أنواع التعذيب وسوء المعاملة المخالفة لشرع الله فالتعذيب مرجعه التعزير الذي قرره فقهاء الأمة الأقدمون دون ما ابتدعه طغاة الشرق والغرب وطغاة العرب.
– العناية الصحية المجانية والفحص الطبي بشكل دائم.
– الزيارة الأسبوعية لأهاليهم.
– كما يحق لهم تقديم الشكاوى ضد أي تجاوز من قبل القضاة أو المحققين والسجانين.
نصيحة لكم أيها الأمراء والقضاة والسجانون.. راقبوا الله في جميع أعمالكم وإياكم وظلم العباد فإنه عند الله عظيم.. والله لن ينفعكم المنصب ولا القوة والجبروت والخدم والأعوان فكله زائل.. فحينما ينزل بأحدكم بلاء أو مرض فتاك فأول شيء يتذكره هو ظلمه لفلان وتعذيبه لفلان..
ويقول: ليتني لم أظلم فلانا.. ليتني لم أعذب فلانا.. ولكن حين لا ينفع الندم..
قال الله تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُون).