عبد السلام العمري البلوشي يكتب: الشاة العائرة
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «مثل المنافق کمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة» رواه مسلم
هذا مثال مَن ينافق ويهوي إلى أعداء أهل السنة، يركن إليهم ويتزلف ويتملق ظناً منه أنه يسترزق من المؤالاة مع الأعداء، كشاة عاهرة تعير إلى غنم مرة وإلى غنم آخر مرة أخرى، الذين يساومون على عقيدتهم ومذهبهم أشبه مثال لهذه الشاة العاهرة، مذبذب بين الأغنام، يتمتع بذا وذاك، تباً لمثلِه وسحقاً له، هؤلاء لايهمهم دينٌ ولا مذهبٌ؛ بل الذي يهمهم هو الجاه والمال والسُمعة.
لسوء الحظ، في هذا الوقت من العالم الذي نحن فيه، تعاون العديد من المنافقين مع العدو واتحدوا لتدمير الإسلام، وقاموا بالمزاد العلني مقابل خمسة كيلوغرامات من الزيت وعشرة كيلوغرامات من الأرز.
أي مسلم أو معمم له علاقات مع أعداء الإسلام، وينضم إليهم، في سبيل تحقيق مصالح دنيوية ومادية، فمثاله مثل تلك الشاة، على كل إنسان أن يحافظ على معتقداته ومبادئه الدينية بالمخالب والأسنان، ولا يذوب في أفكار الآخرين الملوثة. أما المنافق فهو كَتلك الشاة العاهرة العائرة التي تميل إلى كل غنم للاستمتاع به،
(كَمَثَلِ الشَّاةِ الْعَائِرَةِ) أي الطّالبة للفحل المتردّدة، الشّاة العَائِرَة: الحائرة المتردِّدَة لا تدري أيّها تتبع. قال الله تعالى:
{الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}
(النساء:141)،
هي صفات خبيثة يظهر بها المنافق ويساوم على عقيدته ومذهبه، كالذباب يتغذي من كل مزبلة ومستنقع، فالذي يسترزق من مزبلة الأعداء فهو منافق، ومَا يواليهم ويركن إليهم فهو منهم، في الآية الأخرى قال تعالى:
{مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلا}
(النّساء:143)،
المنافق كلما يعتريه شكُ يتخاذل عن مبادئه وأسسه، هكذا المنافقون في عصرنا ينتهزون الفرص للنيل إلى الدنيا، يوالون الأعداء ويتزلفون إليهم، حرصًا منهم على الدنيا وزخارفها، فاجتنبوا من دوائر النفاق واللادينية، لا تركنوا إلى المنافقين الذين يوالون أعداء أهل السنة، لأنهم أشرّ وأخبث وأخطر للأمة من الأعداء.