عبد السلام العمري يكتب: الأسرة وتربية الأولاد

الأسرة لها مسؤولية كبيرة في تربية الأولاد، الأسرة هي أول مدرسة تربوية يتربى ويترعرع فيها الأولاد، هم يتأثرون بالبيئة التي يترعرعون فيها، لها تأثير كبير على الأولاد، الأسرة الناجحة الموفقة هي التي ترتبط بالقيم الإسلامية ارتباطاً قوياً، وهذه العلاقة القوية تكوِّن الأسرة تكويناً سالماً ربانياً .

الدراسات الإسلامية والتعاليم الأخلاقية المأخوذة من الكتاب والسنة تحسِّن خُلقهم وسلوكهم وأدبهم، توفير أسباب الراحة والأموال الباهظة لا يفيد الأولاد، لا يضمن مستقبلهم، اليوم التعالیم الشرعية فقدت قيمتها لدى الأسر والمجتمع، لذلك نرى المشاكل في المجتمع تزداد وتتضخم يومياً، حيَّرت العقولَ وأزعجت المجتمعَ، إن المشاكل التي حدثت في مجتمعنا اليوم سببها بُعد الأسرة عن القيم الإسلامية.

 اليوم، ليس للتعليم الديني نصيب بين أفراد الأسرة. الأفلام والألعاب الإلكترونية والبرمجية وعدم الاهتمام الأسري الجاد بالأطفال تسبب الكثير من الأزمات والمعاناة،

المشاكل الأخلاقية، الإدمان على المواد الأفيونية، الشذوذات الاجتماعية، المشاكل الثقافية، كلها نتيجة إهمال الأسر لأطفالها، فلا توجد علاقات عاطفية بين أفراد الأسرة، ولا يتم الاهتمام بالأمور الدينية، وهذه الأمور لها نتائج خطيرة جداً.

وينبغي أن يكون تعليم القرآن والأحكام والعقائد قبل أن ينشغل عقل الطفل وأفكاره بأمور أخرى أو تصله أفكار أخرى؛ لأن عقولهم الفارغة سوف تتلقى الحقيقة بشكل أفضل وأسهل،

وأن يبتعد الطفل عن الصحبة والصداقة والتنقل مع الأطفال الذين اعتادوا على الاسترخاء والرخاء والمرح والمترفين في الملبس والحياة.

إذا أهملت الأسرة طفلها في طفولته ولم تقم بتربيته، فسوف يكبر متقلب المزاج، كاذباً، حاسداً، سارقاً، ثرثاراً، عنيداً وفضولياً، وسيكون ماكراً، مخادعاً، متكبراً، فخوراً وسخيفاً … والطريق إلى الوقاية من كل هذا هو الرعاية والتعليم والتأدب والتعامل.

ومن الضروري أن يدرس الطفل القرآن والقصص النبوية وقصص الأنبياء وأحوال الصحابة في المدارس الدينية والمساجد،

 حتى يزرع بذور المحبة والصداقة للصالحين في حياته. ينبغي علينا منذ الصغر أن نزرع بذور القرآن والسنة في قلوب الأطفال، ونعرّفهم على تعاليم الكتاب والسنة، تُزرع هذه التعاليم الإسلامية في نفوسهم.

وفي المنزل، يجب أن يكون جميع أفراد الأسرة على دراية بالتربية الدينية. حتى يحصل الطفل على انطباع جيد عن العائلة.

عبد السلام العمري

باحث في الفكر والثقافة الإسلامية.. ومتخصص في اللغة العربية وآدبها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights