الأحد مايو 19, 2024
مقالات

عبد السلام العمري يكتب: الأنظمة العربية فقدت بوصلتها

منذ شهر وطوفان الأقصى يلتهب أجندة إسرائيل الإرهابية ويكسر شوكتهم، هجمات شرسة ضارية فتاكة مستمرة على غزة الصامدة، العدو اللدود جاء بِكل إمكانياته وقوته الضارية لهزيمة محور المقاومة السُنِّية في غزة وانتزاعها من أيدي أبطال القسام، لهذا الهجمات البربرية الدامية الجوية مستمرة منذ شهر، إسرائيل الإرهابية تقصف المدنيين والأبرياء والأطفال والنساء.

 تستهدف البنية التحتية من المستشفيات والمدارس والإدارات ومخازن البترول، تبيد جميع الإمكانيات، إسرائيل تنوي من هذه الحرب الشعواء الضروس السيطرةَ الكاملة على غزة، أنها تنوي أن تبسط أجنحة سيطرتها على غزة وتضمها إلى خارطتها الجغرافية، الهدف المشئوم الصهيوني هو توسيع خارطة إسرائيل والسيطرة على كافة أراضي فلسطين، حتى تصبح إسرائيل دولة كبيرة ذات شوكة وقوة فائقة مرعبة، إنهم يعتقدون ويحلمون أن تتوسع إسرائيل من فلسطين إلى النيل والفرات  وخيبر والمدينة المنورة، هم يريدون بناء دولة يهودية إرهابية جزارة في كبد الشرق الأوسط، حتى تتمكن من السيطرة والسيادة على الجزيرة العربية، تخاذل العرب من غزة منذُ سبعة عقود.

 هم استسلموا لليهود وآمنوا بسيادتهم وقيادتهم، لذا سلموا فلسطين على طبق من الذهب إلى إسرائيل، حفاظاً على أرائكهم وسيادتهم الزائفة التي تساوي جناح بعوضة للصهاينة، مهما شاءت إرادتهم يطيحون بأريكة من شاءوا، السيادة العربية اليوم ليست إلا مضحكة وسخرية ولعبة عابثة للصهاينة، الصهاينة أيقنوا واطمئنوا بأن العرب لا يتجرؤون على إطلاق رصاصة على إسرائيل، بل هم يكتفون بالإدانات الزائفة والصرخات الضئيلة والمؤتمرات الجنونية التي لا طائل تحتها وتجدي شيئاً، الدول العربية علاقاتها وطيدة مع إسرائيل،  كل واحدة تتنافس وتتسابق إلى التطبيع وتحسين العلاقات العامة مع إسرائيل، اليوم فقدت الأمة العربية سيادتها وقيادتها وإرادتها، لا تمتلك إرادة من نفسها.

 بل إسرائيل هي التي تصدر القرارات بشأن الأوضاع المأساوية في غزة، لا سمح الله أن يطلق جندي عربي رصاصة نحو ذباب إسرائيلي فضلاً عن جندي، فتجتمع كافة الجيوش المدججة العربية للقضاء على ذلك الجندي، وتُصدر قرارات حاسمة لإدانة تلك الجريمة الكريهة.

اعلموا بأنَّ الأنظمة الفاسدة الحاكمة على الدول العربية هي سبب نكبة وهزيمة وخزي الأمة الإسلامية كلها، هذه الأنظمة الفاسدة تجلب كل شر للمسلمين، هي رأس كل فتنة و مصيبة و نكبة للمسلمين، أنها تساوم على دماء وأشلاء وعِرض وكرامة المسلمين، يجب الإطاحة بهذه الأنظمة المستبدة الطاغية الباغية قبل الإطاحة بالصهاينة، لأنها تساوم على المسلمين وتبيع كرامتهم لِدراهم بخس معدودة ضئيلة.

قاب قوسين أو أدنى أن تسلِّم الحرمين الشريفين إلى إسرائيل وأميركا، لا يمكن الوثوق بهذه الأنظمة الفاسدة العربية الحاكمة على الأمة العربية،  أنها فقدت سيادتها وقيادتها ولاحق لها في إدانة أو إزالة شيء دون إذن الصهاينة، هذه المؤتمرات والمهرجانات والندوات التي تقام في رحاب القمة العربية كلها مضحكة ولعبة عابثة وتضيع الوقت، لا غفر الله مَن يعتمد على هذه الأنظمة الفاسدة.

✍عبد السلام العمري

كاتب ومحلل إسلامي

من بلوشستان الإسلامية

Please follow and like us:
عبد السلام العمري
باحث في الفكر والثقافة الإسلامية. ناشط في اللغة العربية وآدبها. بلوشستان الإيرانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب