الانقلابات التي تقع في البلاد ويقيمها الثوار حسب نواياهم تكون نتيجة للجرائم البشعة اللاإنسانية واللادينية التي ترتكبها الأنظمة الفاسدة الحاكمة في حق الأبرياء والمضطهدين، فهذه الجرائم الإجرامية تشعل شرارة الانقلاب والثأر من تلك الأنظمة المجرمة، والإطاحة بها، والقضاء عليها، فحينئذ الشعب يفدي بالنفس والنفيس للقضاء على تلك الأنظمة الفاسدة المغطرسة، ولايهمه ثمن ذلك الانقلاب مهما كانت عواقبه وخيمة، لأنَّ الجرائم والمظالم العدوانية تكون بمثابة شرارة أولاً ثم تزداد قوة يوماً بعد يومٍ حتى تكون دوَّامة ممية تطيح بالأنظمة تدريجياً وتستأصل شأفتها من بكرة أبيها.
لن تبقى أي أنظمة إجرامية طاغية وتستمر قوتها أمام إرادة الشعب القوية الفولاذية التي تشحذها النزوات الإيمانية وجذواتها، ولو استنجدت تلك الأنظمةُ كافة القوى العالمية للحفاظ على نفسها وكيانها وهويتها ستخسر في نهاية المطاف وتندثر وتباد وتذهب هباءً منثورا، الجرائم الإجرامية ستكون كَوكزة قاصمة قاضية على وجه تلك الأنظمة وتدك رأسها وترغم بالتراب أنفها، والوعود البرّاقة المعسولة الخلابة الخادعة لن تستطيع أن تطفئ شرارة الانقلاب والثأر من الأنظمة الفاسدة، والقوى الناشطة القوية ذات الشعبية الواسعة المتصاعدة ستدرك حقيقة المنظمات الفاسدة العميلة التي تحكم على أشلاء وجثث شعبها وتتصدى لها وتضحي بالنفس والنفيس للإطاحة بها.
اعلموا، بأنّ أي نظام حاكم مدجج اذاق شعبه واستنجد القوى العالمية للقضاء عليه سيخسر ويضمحل ويندثر أمام إرادة الشعب القوية، الإرادة القوية الإيمانية وحلاوة الحرية تكسران كافة القوى العالمية مهما كان ثمنها، ومهما كانت قوة تلك القوى المدججة التي كشرت عن أنيابها لتمزيق الأبرياء وإبادتهم الجماعية، ففي سوريا والعراق وليبيا ولبنان وأفغانستان عبرة لكل حاكم فاسد مغطرس جزار فتاك في العالم، الحرب المسجورة المعسورة التي شنّتها أميركا على أفغانستان والعراق والفيتنام اصبحت شوكة في حلق أميركا وذيولها وأذنابها.
خسرت أميركا ملايين الدولارات وخسرت ألافا من الجنود بين القتلى والجرحى، رغم قوتها المرعبة المروعة الفائقة انكسرت واضمحلت واندثرت أمام حفنة بشرية صغيرة من حيث العَدد والعُدد والمعدات العسكرية في ورطة أفغانستان والعراق والفيتنام، القوة العسكرية والاقتصادية والإعلامية تثمل الإنسان وتغره وتدفعه إلى ارتكاب الجرائم الوحشية البربرية التي تنكّس الرؤوس ويتندّى لها الجبين حياءاً وخجلاً، أما كم مِن فئة قليلة أو حفنة صغيرة أما مؤمنة بربّها استطاعت استئصال شأفة أعدائها في بكرة أبيها وعقر دارها رغم قوتها الفائقة العسكرية.
الحكومات الإجرامية التي ليست لها آذان صاغية وقلوب واعية يقظة لسماع همسات منتقديها، بل بدلا من سماع صوتهم تبدأ بقتلهم وتعذيبهم بشكل جنوني بربري وتشريدهم من ديارهم، ستثور عليها الشعوب وتدوسها وتطيح بها وهي ستخسر وتنكسر وتباد على مرأى ومسمع العالم، الظلم مؤذن لخراب العمران، الذين يريدون التخلص من الأنظمة الفاسدة التي تحكمهم؛ فهو يتطلب منهم
أولاً: إرادة إيمانية قوية تستلهم قوتها من الكتاب والسنة،
ثانياً: أخذُ الأهبة لتحمل كل مصيبة وتضحية وضرر يلحقهم في الأنفس والأموال،
ثالثاً: مَن لم تكن له بداية محرقة لن تكون له نهاية مشرقة مضيئة،
رابعاً: الحرية والإطاحة بالأنظمة الفاسدة تتطلبان التضحية والفداء والثمن الباهظ.