أقلام حرة

عبد السلام العمري يكتب: الإسلام القسري لا يفيد

إنَّ الحكومة التي تجوع شعبها وتطعم شعب بلد آخر لا علاقة لها بالإسلام، والحكومة التي تسجن مثقفيها وباحثيها ونخبها ليست حكومة إسلامية. إن الحكومة التي تؤنب شعبها على الصلاة والحجاب، لكن بطون الناس فارغة، يعانون من الفقر والبطالة، ليست حكومة إسلامية.

 

وتتمثل الحكومة الإسلامية في أنه لا فرق بين الحاكم والعامة، ويجب على الحكومة الإسلامية توفير كافة الاحتياجات الإنسانية لشعبها، والقضاء على الفقر والبطالة، والتمييز والقمع.

 

يعاني شعبنا اليوم من الفقر والبطالة والاقتصاد الفاسد والعقول الفاسدة والقمعية، والناس غير قادرين على توفير أبسط احتياجات حياتهم.

 

وبينما تتمتع بلادنا بثروة وإمكانات اقتصادية كبيرة، لماذا لا يتم توسيع منصة العمل وتوليد الدخل؟ لماذا لا تفكر السلطات في حل مشاكل الناس؟ لماذا يريدون قمع الشعب الجائع والمتعب بالقوة العسكرية، بالبنادق الصاعقة وبسجنهم وتعذيبهم؟

 

إنَّ السجن والتعذيب لن يوقفا أبداً الطوفان الهائج من الشباب والمثقفين، لذا يتعين على الحكومة أن تطيع رغبات الشعب، وأن تتوقف عن الاستبداد واللعب، لأن الناس يعيشون في أسوأ الظروف.

 

لا يستطيع الناس شراء أي شيء، لقد كسرت الضغوط الاقتصادية والمعيشية ظهور الناس، إنه لأمر مخز حقًا بالنسبة للسلطات أن يبحث الناس عن الخبز في صناديق القمامة، وينامون في الشوارع ليلاً، والآن أصبح عليهم شراء السيارات والدراجات النارية والطعام والمنزل بالنسبة لهم حلم وكابوس.

 

لكن المسئولين في حساباتهم مليارات الدولار، يسكنون في القصور والفلل، فأين هذه العدالة، أين الإسلام الذي تتحدثون عنه؟

 

إنكم لا تحملون إلا اسم الإسلام، ولكن ليس لديكم علم بحقيقته وقدرته وقيمه السامية، فالإسلام لا يفرض نفسه على أي أمة، ولا فائدة من الإسلام القسري.

عبد السلام العمري

باحث في الفكر والثقافة الإسلامية.. ومتخصص في اللغة العربية وآدبها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights