عبد السلام العمري يكتب: السارق الدنيء

السرقة جريمة كبيرة دولياً، جميع القوانين والشرائع تخالفها و توجب على مرتكبيها عقوبات شديدة، السجون والزنزانات مليئة بالسارقين واللصوص، اللصوص یسدّون الطرق ویرتکبون أسوأ وأشنع الجرائم اللاإنسانية، يسرقون الأشياء الغالية والذهب والجوالات، أو لص يدخل بيتاً ليلا وينهب كل غالي ونفيس، في الصبح صاحب البيت يقيم ويقعد العالم ويصيح ويصرخ، والشرطة تتدخل في القضية وتبدأ التفتيش لعلها تطلع على أثر مؤدي إلى معرفة السارق، هذا نوع من السارقين أحب إلي من سارق العِرض والأخلاق والعفة والحياء، الشبكات والفضائيات والبرامج الإباحية هي كلها سارقة للأخلاق الفاضلة والحياء والعفة، هي تبذل قصارى جهودها لانتزاع الأخلاق وأعز شيء عند شاب وشابة وهو الحياء والعفة والأخلاق الفاضلة، اليوم، الشبكات الفضائية ومقاهي الإنترنت كلها تنزع الحياء وتنهب العفة من الشباب وتفسِد عقيدتهم وعفافهم وأخلاقهم، تسوق بهم إلى شفا حفرة من الإباحية والسلوكيات الماجنة والإباحية والدعارة، هذه السرقة أخطر على أمتنا من سرقة الأموال، الأموال تعوض، أما الحياء لا يعوض، فاقد الحياء لا يهمه ما يفعله، يدوس معاني الأخلاق وقيمها، لماذا الحكومات تغرم سارق المال، ولا تغرم سارق الحياء والأخلاق الفاضلة؟
اليوم، الأعمال الشهوانية والأفلام الماجنة والدعارة تهدى إلى شبابنا وأخواتنا حتى يُنزع منهم الحياء والعفة، النساء العاريات المميلات يتجولن ويتسكعن في الشوارع والجامعات والكليات والمنتزهات، والحكومات لا تتجرأ على عقوبتهن وإيقافهن من هذه السلوكيات الفاسدة التي توفضي إلى تدمير الشباب عقلياً و سلوكياً وثقافياً و دينياً، سرقة الحياء من الشباب هي أخطر وأضرّ للأمة الإسلامية من كل سرقة تضر الشخص مالياً، اختلاط الشباب بالبنات في الجامعات يكفي لإفساد الجامعة وبيئتها وإثارة الشهوة والدعارة بين الطلاب والطالبات، والحكومة ساكتة كَشيطان أخرس، بل المثقفون يعدون هذا الاختلاط ثقافة وحضارة، اليوم أصبحت جامعاتنا العصرية أكثر فساداً ودعارة، بل تموج الدعارة فيها وتلطم أمواجها الطلاب والطالبات فيها، أليس هذا القانون سارقاً للأخلاق والحياء والعفة؟ هذا القانون المشؤم الغربي افسد جامعاتنا وبيئتها واحدث مشاكل كثيرة تتلعثم الألسنة من ذكرها، وهذا القانون سارق للحياء والعفة ومفسِد للأخلاق وقيمها.
(سارق الحياء أخطر من سارق المال)