أقلام حرة

عبد السلام العمري يكتب: الصحوة الإسلامية

اليوم، كلمة الصحوة الإسلامية لها قيمة وأهمية واسعة النطاق في المجتمع الإسلامي والإنساني، كلُ شخصٍ يسعى أن يكون له إسهاما فيها لإيقاظ المسلمين واشعال جذوات إيمانهم ونزواته، وإنقاذ المسلمين من الأزمات والتحديات والمشاكل التي حاصرتهم من كل حدب وصوب، جميع غيرها، ومتعاطفي الأمة الإسلامية والمجتمع البشري، بين الحين والآخر عندما يسمعون هذه الكلمة المباركة يتفاعلون بها ويستبشرون بها، واليوم يحتاج العالم الإسلامي إلى هذه الكلمة أكثر من أي وقت، لأنها بلسم على جروح وآلام وأتراح المسلمين المضطهدين.

هناك حركات ومنظمات كثيرة تبذل قصارى جهودها لإثارة الغيرة الإسلامية وإعادة التاريخ الإسلامي المجيد وأخذِ زعامة الإنسانية من جديد، وأن يثبتوا للعالم بأنَّ الإسلام له صلاحيته وكفاءته لقيادة البشرية وأنه يستحق أن يقود الإنسانية كما قادها قرونا متوالية، أما أي حركة تظهر على ساحة الميدان العلمي، يجب أن تكون عقيدة قادتها مستفادة من الكتاب والسنة وبعيدة عن الانحراف والبدع والخزعبلات. الحركة التي تنقص العقيدة الصحيحة النقية فهي لا تستحق أن تسمي نفسها حركة الصحوة الإسلامية.

يجب أن تكون أي حركة من أجل الصحوة الإسلامية صحيحة ومستمدة من القرآن والسنة، وهي في مأمن من الانحرافات الإيديولوجية أو الفكرية أو الحزبية، وعدم الرغبة في الأحزاب والأفكار الفاسدة والمسمومة، وتجنب الميول العرقية والعلمانية، والاعتقاد الصحيح؛ هو نفس الاعتقاد الذي صنع القادة والعلماء مثل الخلفاء الراشدين وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعمر بن عبد العزيز. رضي الله عنهم.

وأي حركة لا تكون معتقدات قادتها في العمل والسلوك كالصحابة، فهي لا تتأهل ولا تستحق لقيادة المجتمع الإسلامي،

ثم يجب على أولئك الذين يرغبون في التدخل في طريق الصحوة الإسلامية أن يفهموا الفهم الكامل للتاريخ الإسلامي، والحركات الثورية التي ظهرت على مر التاريخ، ينبغي أن يدرسوا التاريخ الإسلامي بعمق ودقة عالية ووعي كامل.

وأن يجدوا النقاط الإيجابية والسلبية للحركات، ومعرفة أسباب النجاح والفشل والضعف، ولا يُلدغوا من حفرة واحدة عدة مرات. ويبدؤوا عملهم في مجال الصحوة الإسلامية مع اليقظة والاهتمام، يجب أن يكون لدى الدعاة والمتعاطفين مع المجتمع الإسلامي فهم دقيق وعميق لتاريخ الحركات، مع رؤى إسلامية عميقة.

اليوم، يدعو العديد من الذين ليس لديهم أي معرفة بفهم كلمات القرآن والأحاديث والفقه الإسلامي، مثل الببغاوات، ينشرون ما يسمعون من ذا وذاك، دون فهم ما يقولون وينشرون،

يجب أن يكون لدى الداعي معرفة كاملة بعلوم القرآن والسنة، وأن يكون على دراية باحتياجات ومشاكل المجتمع الحالي، وحل المشكلات الشاذة للمجتمع بطريقة ناعمة وعاطفية وبعيداً عن الجمود الفكري.

وأن يكون الداعي على دراية بتكنولوجيا اليوم، واللغات الحية في العالم، والثقافة والأذواق والحضارات في الأمم، وأن لا يكون أسيراً للأفكار التافهة الضئيلة والنظريات التي رسمها قادة الحركات عبر عقود وهي فاقدة اعتبارها وحيويتها، وهي اليوم لا تجدي نفعاً للإسلام والبشرية ولا تلبي حاجات العصر.

عبد السلام العمري

باحث في الفكر والثقافة الإسلامية.. ومتخصص في اللغة العربية وآدبها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights