عبد السلام العمري يكتب: الفتاوى الكاذبة وعلماء السوء
لولا الفتاوی العشوائية الكاذبة التي اصدرتها الهيئات الإفتائية العميلة، لم تبق غزة محتلة مدمرة تحت الركام، الدوائر التي تعمل لصالح الأنظمة الفاسدة تصدر فتاوى بمنع مساعدة حماس والمجاهدين الصامدين، رأينا علماء السلطة كيف أفتوا بعدم جواز المساعدة لمقاتلي حماس، تُصدر هذه الفتاوى تلبية لأهداف الساسة المتصهينين المتأمركين.
الحكومة التي تجبر علماءها على السمع والطاعة منها وتشبعهم وتنفق عليهم أموالاً باهظة لطمسِ الحقيقة والأوامر الإلهية لا تستحق أن تُطاع أبداً، هذه أكبر هجمة خطيرة مؤسفة على الدين والقيم الإسلامية، القادة يريدون أن يكون العلماء خاضعين لهم، وأن يساوموا على دينهم وعقيدتهم، هم يريدون من العلماء إسلاماً أمريكياً صهيونياً لا يمس الغربَ وأهدافه ومؤامراته الخبيثة، الخضوع والخنوع والانقياد التام للحكومات يفسد الإيمانَ والعقيدة الإسلامية النقية.
قال الله تعالى: (لا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)، تكفي هذه الآية الكريمة الربانية لِعلماء الحكومة أن يعرفوا حقيقة الانقياد والخضوع للحكومات الفاسدة والطواغيت المتغطرسين، اليوم، رأينا كيف هيئات الإفتاء في الدول العربية أصدرت قراراً يخالف شرعية الجهاد وحماس في فلسطين، هذه القرارات الفاسدة تمنع الشباب المسلم من الجهاد والتضحية والتفاني في سبيل الله.
الدول العالمية الملحدة والكنائس والخاخامات والشبكات الفضائية كلها تدعم الجرائم الحربية التي تمارسها إسرائيل وتنتهك القانون الإنساني الدولي، تزودها بالسلاح والمال والآليات والمعدات العسكرية الخطيرة، أما علماء السلطة يصفقون للصهاينة ويعترفون بإسرائيل والتطبيع معها، يكفِّرون حماس والمجاهدين والمدافعين عن الحرية والكرامة والعقيدة الإسلامية.
الذين يخاطرون بأنفسهم وأرواحهم في مواجهة الأعداء الألداء البربرين، هذه الفئة المؤمنة المجاهدة قهرت وكسرت شوكة أكبر قوة عسكرية نووية حاقدة خبيثة على وجه الأرض، هذه الفئة القليلة المؤمنة تدافع عن كرامة ملايين مسلم، أما الدول الإسلامية والعربية عجزت عن نصرة هذه الفئة القليلة.
عندما علماء السلطة يفتون بمنع نصرة المجاهدين في فلسطين ويكفرونهم ويعدونهم إرهابين، فماذا نتوقع من القادة العملاء والعلماء الخاضعين للحكومات، الذين يمنعون الناس من الجهاد في سبيل الله، هؤلاء أكبر فتنة مهددة على الإسلام والمسلمين، كيف لعلماء الإسلام أن يقفوا أمام المجاهدين لإيقانهم من تحرير بلادهم؟ كيف أصبح العلماء عملاء للطواغيت الكفرة الفجرة.؟
لماذا علماء السلطة والطواغيت في الدول العربية المستبدة لا يرون ما ترتكبه إسرائيل من الجرائم الوحشية البربرية والإبادة الجماعية المروعة؟ لماذا هيئة علماء السعودية والإمارات والبحرين ومصر أخرست وعمت واصبحت كلباً نباحاً لصالح الأمراء الجبناء الأنذال؟
قال الله تعالى حول علماء السوء: وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ.
هذا مثال عالمٍ أَخلد إلى الأرض وركن إلى الطواغيت فأصبح كلباً يلهث وكان ينبح لأعداء الله ورسوله، فالذي يركن إلى الصهاينة فهو كالذي وصفه الله تعالى بالكلب النباح، فيا مَن تصفقون للصهاينة والطواغيت الأنذال اسمعوا ما قاله الله لأمثالكم.
قال تعالى: ولَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ولَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ [102].
هذه الآيات الكريمة نزلت في علماء اليهود، انتبهوا ألا تكونوا منهم، فتصيبكم النار والندامة والخزي والعار في الدارين، والتاريخ يخلد فسقكم ودناءتكم وخيانتكم.
بلوشستان الإسلامية