قد بدأت إسرائيل حربها وتشنّ حرباً عضوض ضروس على غزة الكرامة من جديد، و هي داست جميع المواثيق والاتفاقيات التي اتخذت لوقف اطلاق النار، وستجرُّ هذه الحرب الشعواء مصائب و كوارث ونكبات لشعب غزة الصامدة، وتجسّم بهم الأزمات والهمجيات والبربرية المحدقة بهم، إسرائيل التي ترتكب هذه الجرائم البربرية الهمجية تحت مهجرة أميركا وأعوانها بكل ضراوة وشناعة وجريمة، ليس هناك من يستنكرها ويقف صامداً مجاهداً أمام هاتين الدولتين الإرهابيتين اللتين تخطا قيم الإنسانية وداستها بكل وقاحة ودناءة، والقادة العرب رؤوسهم مطأطأة منكوسة وضمائرهم ميتة لا حراك فيها ولا حرارة فيها ولا عاطفة فيها، الذين سلّموا أنفسهم لهاتين الدولتين، ولا يتجرأ أي زعيم عربي أن يندد هذه الجرائم ويستنكرها ويدعم غزة وأهلها بكل المقاييس.
بل يتلّقبون في أعطاف الحياة الرخية الثرية المليئة بالرفاهية والهناء والعيش الهنيء، والجيوش الإرهابية الوحشية الظامئة للدماء الفلسطينية التي تعودت الضراوة الوالغة في دماء الأبرياء، ترتكب أسوأ وأشنع الجرائم الإجرامية دون أي مبرر قانوني أو سياسي، وكأنّها تنوي من خلالها أن تستأصل شأفة غزة للأبد وتمحو شخصيتها وهويتها وتهودها وتستعلي عليها بمعنى الكلمة، الدولة التي تكون وليدة ترهات وخباثة أبالسة الإنس والجن اليوم تحكم العالم كله، هذه الفئة القليلة القذرة تحكم العرب والعجم وتسوقهم حيث تنوي وتقصد.
أما الدول العربية النائية الثرية تخضع لها وتصفق لها وتؤيدها في ما ترتكبه، اعلموا، بأنّ الدول العربية لا تملك في إدارة بلادها أي حق، ليس لقادة العرب حق وإرادة وحرية واستقلالية وشخصية محترمة ورأي مسموع لدى الغرب، هي حكومات وضعية مصنوعة مطيعة خاضعة لإرادة أميركا وإسرائيل، هذه الحكومات الخاضعة للغرب تدوس الكرامات، وتُسكِت صوت الحق، وتبيد الأدمغة المفكرة الواعية اليقظة أو على الأقل تسجنها وتغسلها فكرياً وعقدياً، اليوم، سلسلة الظلم والغطرسة والوحشية والإبادة الجماعية العنصرية والانتهاكات العدوانية السافرة في غزة كشفت لنا حقيقة هذه الحكومات الفاسدة المتصهينة المتأمركة التي تحكم على أجساد وأشلاء الأبرياء والمنكوبين في العالم الإسلامي.
والقادة العرب، الذين يتمتعون بالحياة الرغيدة الناعمة الوادعة الرخية والثروات الكاثرة الكثيرة لا تنفطر قلوبهم لِغزة وأهلها مهما كانت الظروف والمحن والأزمة، وهذه الرفاهية والمتعة والسلطة تعميهم وتصمهم من مشاهدة مآسي ومحن وأزمات غزة وأهلها ولا تحرك فيهم الساكن ولا تغلي مرجل غيرتهم وحميتهم الدينية.
بل ماتت فيهم الغيرة والرجولة والبسالة والعروبة ميتة لا رجعة فيها، لهذا نرى البغاث في أراضينا يستنسر، هم لن يهمهم الإسلام والدين والقيم الإنسانية التي جاء بها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، الذي يتوقع النصر منهم كالذي يستسقي الأموات، فآن الأوان أن تتحرك الشعوب الإسلامية الأبية الحرة لكسر سلاسل العبودية والخنوع للغرب ويتسلحوا ويستلوا سيوفهم لحسم رقاب الصهاينة والمتصهينين من بني جلدتنا الخونة العملاء الأنذال، إلى متى هذا الذل والهوان والعار؟ ألم يأن للمسلمين أن تثير فيهم الغيرة والحمية الدينية تجاه إخوانهم المنكوبين المضطهدين؟ فلسطين هي أمانة عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص ومعاوية وصلاح الدين والعثمانيين، فماذا نجيبهم يوم القيامة يا مسلمون؟