عبد السلام العمري يكتب: فلسطين وقضيتها
احتلال فلسطين هو أكبر ضربة قاضية مؤلمة للأمة الإسلامية، اليهود تجرأت بكل وقاحة شنيعة على احتلال أرض الأنبياء وتدنيسها وإراقة دماء أهلها على مرأى ومسمع من العالَم، نسجت اليهود مؤامرات ودسائس مدروسة مسبقة حتى تتمكن من احتلال فلسطين، الجرائم الإجرامية التي ترتكبها اليهود منذ سبعة عقودٍ تشهد على قساوة اليهود وعداوة هذا القوم للإسلام، هؤلاء لطخوا أيديهم بدماء الفلسطينيين صغاراً وكباراً، ولا يرون في الأبرياء إلَّاً ولا ذمة.
منظمة الأمم المتحدة الطاغية تغمض عينيها على جرائم الصهاينة الجزارين، تراقب الأمم المتحدة جرائم الإرهابيين الصهاينة، ولا يصدر أي رد فعل أو إدانة من هذه المنظمة الخائنة، أنها لا تتجرأ على الإدانة الشديدة ضد الصهاينة، لأنها متواطئة معهم في كل جريمة شنيعة يرتكبها الصهاينة في فلسطين، هؤلاء يمتصون دماء الشعب المظلوم ويذيقونهم أسوأ الآلام والأتراح، يهجرونهم ويشردونهم من أوطانهم ويدمرون بيوتهم ويغلقون مساجدهم ويهينون إلى مقدساتهم، وهذا لا يحرك ساكناً من الأمم المتحدة الطاغية.
ألم يأن للمسلمين أن يأخذوا أهبتهم لتحرير القدس وتطهيرها من الرجس الصهيوني؟ ألم يأن لهم أن يستيقظوا من سباتهم وكبوتهم؟ إلى متى رؤوسهم تنتكس ويندى جبينهم ويسيل العرق منه؟ لمَ لا تشتعل الغيرة والحمية والنخوة الإسلامية فيهم؟ إلى متى يتحملون الذل والهوان والخزي في دينهم ودنياهم؟ بل آن الأوان أن تثير الأمة الإسلامية على الصهاينة وتثأر للفلسطينيين المظلومين والثكالى والأبرياء والأطفال، آن أن تتأهب الشعوب الإسلامية كلها لتحرير القدس وانقاذها من الأيادي الأثيمة الخرقاء الصهيونية، وأن تعي الأمة الإسلامية بأنه ليس أي سبيل لتحرير القدس إلا بالدفاع والأسلحة والجهاد.
العدو الألد لا يعي أية لغة سوا لغة السلاح، لأنه يتبختر ويتجبر ويتكابر ويتفاخر بقوته العسكرية، ويزدري بالمسلمين ويستهزئ بهم، هؤلاء يتمنون السيطرة والسلطة على الجزيرة العربية، السيطرة على العقول العربية، يريدون عرباً لا يخطو خطوة ولا ينجز إنجازاً إلا بأمرٍ منهم، وأن يكون العرب عبيداً لهم.
وأميركا ومنظمة الأمم المتحدة وبريطانيا وأروبا كلها تحمي إسرائيل وتدعمها وتغذيها عسكرياً وفكرياً في هذا المشروع المشؤم، لولا مساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا لما تجرأت إسرائيل على احتلال الأراضي الفلسطينية، لقد اختبر اليهود والغربيون غيرة وشجاعة حكام الدول الإسلامية وجعلوهم عبيدا خاضعين لهم ويعرفون أنه لا ضرر لإسرائيل من هؤلاء المتصهینین والمتأمركين، ولا يهدد الصهاينةَ أي خطر من جانبهم.
يجب أن نبني علاقتنا مع الله، ونتجنب الذنوب والمعاصي، حتى تشملنا رحمات الله، ثم ندعو الله في كل لحظة، ونطبق الكتاب والسنة على حياتنا ونجعل حياتنا تسير على وفق القرآن والسنة، نطالع السيرة النبوية ونتمثل بها ونطبقها في حیاتنا ونجعلهما نبراسا لإضاءة حياتنا والنجاة من فخاخ النفس الأمارة بالسوء والشيطان، ثم نعد لأعدائنا ما استطعنا من قوة نرهب بها عدونا وعدو ديننا، وأن نعاهد الله على المنشط والمكره ولا نتخاذل عن قضية فلسطين.
وننقذ الأمة الإسلامية من الأزمات والتحديات التي حاصرتها وجرت عليها كل الويل والألم، ثم المسؤولية الكبرى على عاتق العلماء والدعاة والرموز الإسلامية أن ينددوا هذه الجرائم بكل شجاعة وبسالة ويحرضوا الأمة الإسلامية على قضية فلسطين ومأساتها المروعة، المساومة على فلسطين أكبر خيانة وجريمة وذل في حق المسلمين في فلسطين، فأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ترهبون بها الصهاينة الجزارين.