لا تكونوا للخائنين والمجرمين ظهيرا یا عباد الله، لا تتورطوا في دوامة العصبية الجاهلية الخبيثة التي نهانا عنها رسول الله صلّ الله عليه وآله وسلّم : لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ).
كذلك نهى عن العصبية القبلية، إذ قال: «دعوها فإنها منتنة»؛ أي أنه يقول لا للتعصب للشكل أو اللون أو القبيلة، وقال: «لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود ولا أحد على أحد إلا بالتقوى». فالهدف من القبائل ليس للتعصب، لقوله تعالى: «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم».
العصبية الجاهلية أو القومية مردودتان مرفوضتان في الإسلام، هما تنافيان الإسلامَ كله، لا عصبية في الإسلام، الشيء الذي يؤسفنا ويؤلمنا كثيراً هو هذا الألم المبيد الذي تجذر في بلادنا، العصبية الجاهلية التي يمشي وراءها المعممون والمتظاهرون بالعلم والتدين والتفقه، الترحم على الظالمين جرمٌ كبيرٌ ودناءة خبيثة لا يستهان بها، بل كل عصبية تهوي أهواء إبليس مردودة لا ملجأ لها في الإسلام، ولا يعتني بها ولا يقاتل أحدٌ تحت رأيتها إلا مَن كان منافقاً أو مساوماً على دينه وعزه وشرفه.
قال تعالى: لا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار، فهذه الآية الكريمة تكفينا وعظاً وتحذيراً أن لا نكون لأي مساوم على دينه وعزه وشرفه ظهيراً ومدعماً ومترحِماً، الفتنة الأكبر والأشد هي أن تتوسخ ألسنة المعممين بالعصبية العمياء التي تتوسع يومياً في بلادنا، وتبتلعها وتوقعها في دوامة الحروب الطائفية الدامية التي تنهك شعبنا وأرضنا و مكونات حياتنا الفردية والاجتماعية، إياكم ثم إياكم يا معممون أن تقعوا في ورطة العصبية العمياء و الموالاة مع الظالمين والطغاة.
وما علينا إلا البلاغ المبين