الأحد أكتوبر 6, 2024
أقلام حرة

عبد السلام العمري يكتب: لماذا نجحت الثورات في أوروبا ولم تنجح في البلاد العربية؟

مشاركة:

هذا سؤالٌ طرحه المحلل السياسي السوري الدكتور فيصل القاسم، لماذا نجحت الثورات في أوروبا الشرقية بلمح البصر بأقل الخسائر، بينما تحولت بعض البلاد العربية إلى خراب ودمار بعد الثورات؟ هل يكمن السبب في الشعوب، أم ليس مسموحاً للانتفاضات العربية أن تنجح؟

كلما تنتفض الثورات في الدول العربية ينتفض الغرب ويصدر قرارات خطيرة للاكتساح بها ، لأنها ستؤدي بانهيار سلطة كلابها في الدول العربية، قادةٌ عملاءٌ يخدمون لمصالح الغرب، ينفذون خططه ومؤامراته في الشارع العربي، كلما يرتفع صوت الحق فيتأهب الغرب لإطفائه.

 قادة العرب كلهم يرأسون دولهم بعد إذن الغرب، لولا دعمه لهم، ما حكموا دقيقة في بلادهم، لاسيما في هذه الآونة الأخيرة الصعبة التي تمرُّ بها فلسطين وسوريا واليمن وليبيا، الجحافل المدججة الغربية كلها تأهبت للقضاء على فلسطين، مع ذلك الدول العربية اكتفت بالإدانة والتصريحات الزائفة عبر الشاشات والفضائيات دون جدوى.

هذه الإدانة لن تحل قضية فلسطين ومأساتها المروعة ، الثورات العربية كلها تخالف مصالح الغرب، كلها تقوم لمكافحة الغرب وإزالة خططها المدرسة فيها،لن يسمح الغرب لِعملائه في الشرق الأوسط أن يخالفوه في سياساته العدوانية، أنه يرى نفسه قائد الإنسانية سياسياً ومدنياً وثقافياً، يجب على الدول العربية أن تخضع له وتخضد شوكتهم له، وتكون الكبرياء والسلطة والقوة العسكرية كلها له.

فلسطين تباد على مرأى ومسمع من العالَم والدول العربية لا تتجرأ على إدانة بني صهيون ومحاربتهم عسكرياً ، لولا ولاؤهم للغرب لم يحكموا لحظة ولم تطل سلطتهم لمح البصرِ، لهذا نرى كيف يدعم الغرب كلابه في الدول العربية،  وكل ثورة معادية لهم مهددة بالتلاشي والانهيار دون أي تلكؤ من قِبلِ الغرب.

  كل ثورة حدثت في البلاد العربية، أصبح الغرب أكبر عدو لها وتآمر عليها بكل قوته السياسية والدعائية والإعلامية والصحفية. وحولت تلك الثورة إلى ندم، ومثال واضح على ذلك ثورة شعوب سوريا واليمن وليبيا التي حولت هذه البلدان إلى أنقاض.

 يعيش الشعب السوري منذ عدة عقود أسوأ حرب عسكرية، حيث تسقط عليه القنابل الذرية والفسفورية ليل نهار. لقد تحولت المدن السورية إلى أطلال ومكبات للنفايات، والغرب هو الداعم الأكبر لهذه المجزرة والدمار الشامل للأمة السورية.

لأنه إذا انتصرت الثورة الشعبية في سوريا فإن أمن إسرائيل وكل الدول الغربية سيكون في خطر، وسيتحقق انتصار فلسطين وتدمير الصهيونية المجرمة، ولذلك فإن الغرب ضد هذه الثورة الشعبية في سوريا ، لهذا الغرب لن يدعم الثورات العربية أبداً بل يطفئهم في بكرة أبيها.

✍️عبد السلام العمري

بلوشستان الإسلامية

Please follow and like us:
عبد السلام العمري
باحث في الفكر والثقافة الإسلامية. ناشط في اللغة العربية وآدبها. بلوشستان الإيرانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *