الأثنين مايو 20, 2024
أقلام حرة

عبد السلام العمري يكتب: مأساة غزة وخذلان حكام العرب

أحداث ومأساة وأزمات غزة الصامدة لا تخفى على أحد، تحدث كلها على مرأى ومسمع من العالم المتحضر، الدول الغربية التي تدق على طبول حرية الرأي والحفاظ على حفظِ حقوق الإنسانية، كلها تشاهد وتتابع الأحداث والأوضاع المتفاقمة المأساوية في غزة، ويعضون أناملهم من الغضب على غزة.

 دون أي مبرر يدعمون إسرائيل الإرهابية وجرائمها وبطشها واحتلالها، هم يومئذ أقرب إلى البهيمة، الرأفة والرحمة والإنسانية ذهبت من صدورهم وحلت بها البهيميةُ والبربريةُ والسفاهة والبلاهة، إسرائيل منذ ثمانية عقود تمارس أبشع وأشنع الجرائم الشنیعة العدوانية ضد أهل غزة وفلسطين المحتلة، تسفك الدماء، تنتهك الأعراض، تدنس الأوضاع وتدوس كرامة الإنسانية دون أي مبرر، والأمم المتحدة المعادية للإسلام تصفق لها وترقص لها وتؤيدها فيما ترتكبه وتمارسه.

و نحن المسلمون خلال هذه الحرب الشعواء الضروس الضارية، لم نستطع أن نجد حلولاً مفيدة نافعة لحلِ قضية فلسطين، الأوضاع المأساوية المتأزمة، تتفاقم وتزداد يومياً، وإسرائيل تستهدف البنية التحتية والمدارس والإدارات ومخازن البترول والإغاثات والمواد الغذائية والطبية والصحية، تمنع الدول من إرسال المساعدة الإنسانية إلى غزة، والدول الإسلامية العربية لا تتجرأ على إدانة الجرائم اللاإنسانية، لا تتجرأ على مساعدة غزة وانقاذها من هذه المحن الشرسة الهالكة.

 الدول العربية اليوم فقدت سيادتها وإرادتها القيادية والسياسية، بل هي كلها خضعت واستكانت وتنفذ وتجري ما تأمره أميركا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل، لولا الدعم الأمريكي الأوروبي لقادة العرب، لم يبقوا على أريكة الحكم لمح بصر، أميركا تحكم عقولهم وقلوبهم، ونواصيهم بِيدِ أميركا حيث تجرها وتسوقها.

اعلموا، أنّ الاحتجاجات العارمة والمظاهرات والإدانات اللسانية والمؤتمرات العشوائية الضئيلة لا تجدي نفعاً ولا تحل قضية فلسطين ولا تقيم دولة مستقلة فلسطينية وعاصمتها القدس أبداً.

غزة اليوم، تمر بمرحلة خطيرة مروعة ومجازر مخيفة وأشلاء وجثث ملقاة ومطمورة ودماء مسفوكة، قمة العربية التي لا توزن لها أمريكا وزناً ولا تعدها شيئاً، لم تستطع أن تنجز شيئاً مفيداً لصالح غزة، بل لا تخرج قراراتها من بوابة القمة المخزية.

قال شيخ الإسلام، المفتي، القاضي، محمَّد تقي العثماني حفظه الله ورعاه: أيقظ هذا الاضطهاد ضمائر أحرار العالم حتى في البلاد غير المسلمة.

تتقدم دولة جنوب أفريقيا إلى المحكمة العالمية من أجل الفلسطينيين.

ولكن هل سمعنا حاكماً من حكّام المسلمين ينصر إخوانه الفلسطينيين أو يُقدم على إيقاف العدوان الإسرائيلي؟ ولو ببنت شفة؟

هل غشيت أبصارهم الغشاوة؟ هل كلّت ألسنتهم؟

نعم هذا الاضطهاد أيقظ العالَم وحرك الضمير الإنساني الحر، ايقظ الإنسانية ونادى بأعلى صوته: هلموا إلى غزة يا أحرار العالم.

أيقظ هذا الاضطهادُ العالمَ كله، أما لم يوقظ حكام بلاد المسلمين، الذين يمتلكون القيادة والسيادة والثروات الباهظة الكاثرة الكثيرة وأبار النفط والغاز والمعادن الثمينة، بل هم كالبهائم بل هم أضل، صمُ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون ولا يسمعون ولا يتألمون ولا يحسون القرح، بل نبت الكفر والإلحاد والضغينة والجبن في صدورهم.

 يساومون على دماء وأشلاء وعِرض وكرامة إخوانهم وأخواتهم في غزة الصامدة، الشعب الفلسطيني يناشد العالَم ويطلب حقه والمساعدة، أما في المقابل، صمت أذان الحكام وأعمت عيونهم، لا تشتعل الغيرة والنخوة والأخوة والعروبة في أفئدة قادة العرب، اليوم، لا نملك سيادة ولا قيادة ولا قوة ولا إرادة مستقلة لإدارة بلادنا والحفاظ على مصالحنا.

فإلى الله المشتكى

Please follow and like us:
عبد السلام العمري
باحث في الفكر والثقافة الإسلامية. ناشط في اللغة العربية وآدبها. بلوشستان الإيرانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب