عبد السلام العمري يكتب: نظرة على تعليم اللغة العربية
نستمع ونقرأ ونشاهد ونتابع مواقع كثيرة، نقرأ من هنا وهناك حول كيفية تعلم اللغة العربية وتعليمها ونشرها في البيئات المدرسية، ونجمع قدر ممكن من الأفكار والاقتراحات والاستراتيجيات المتنوعة المجربة لكي نستخدمها في تعلم لغة الضاد، هناك محاولات واجتهادات بارزة مهمة نفاعة يطرحها الخبراء والمدرسين في هذا المجال، مع ذلك لا نرى تلك الحلول التي نقصدها، وربما تذهب جهودنا هباء منثورا وبلا جدوى، المشكلة الرئيسية التي تعانيها مدارسنا ومعاهدنا هي عدم الأساتذة المؤهلين الأكفاء لتعليم المادة الدراسية، فإن فكرة تعليم اللغة العربية المرجوة مع هذه الأزمة الكبيرة لا تجدي نفعاً ولا تنمي ولا ترقي متعلمي لغة الضاد، ينبغي أن نستخدم رجالاً مؤهلين متضلعين حتى تؤتي جهودنا أثمارها وتثقف المتعلمين ثقافة عربية ويتبحروا في العربية، المدرِّس الذي لا يتجرأ على التكلم باللغة العربية فكيف يدرِّس هذه المادة؟
هذا ضعف كبير وأزمة خطيرة معوقة تعانيها المدارس، صناعة الرجال أولى من فتحِ المعاهد العربية، آن أن نواكب الجامعات العالمية في تعليم الدراسات، وأن نتخلص من الأسلوب الروتيني الفاشل، الآن الأساليب القديمة أو الابتعاد عن مواكبة الجامعات العصرية لا يفيد أبدا، يجب على المدارس الشرعية في بلادنا أن توفر كافة الإمكانيات والوسائل التعليمية العصرية لخدمة الدراسات الإسلامية وأن تكون الدراسات العليا فيها على أحسن شكل ممكن، نرى ونشاهد الانحطاط العلمي والثقافي في المدارس، المتخرج بعدما قضى عشر سنوات في المدارس الشرعية لا يتجرأ على التكلم بالعربية لأنه لم يأخذ حظاً وافراً منها، ما فائدة هذه الدراسة حينما لا يستطيع أن يتكلم أو يكتب سطراً باللغة العربية؟
كل مدير يسعى أن يزداد تلاميذ المدرسة، حتى يري عضلاته للآخرين، أما الكيفية التعليمية والجودة لا تهمه أبداً، بعضها يبلغ عدد تلاميذها عشرين أو أقل من ذلك، ثم تُسمى بجامعة فلان وفلان، أولاً هذه التسمية أكبر خداع وتزوير وخيانة، المدرسة التي عدد تلاميذها عشرون نفراً؛ وأساتذتها غير مؤهلين وأكفاء، كيف تسمى بالجامعة، الجامعة لها تعريف خاص، ولا تسمى كل مدرسة بها، لذا ينبغي أن تكون الدراسة على أعلى رتبة ممتازة، وأن نستفيد من تجارب واقتراحات واستراتيجيات الجامعات الراقية المتطورة العالمية، وأن نتخلص من الجمود الفكري السائد في مدارسنا.