عبد السلام العمري يكتب: هل الجاهلية للعرب فحسب؟

كلما نقرأ تاريخ البشرية قبل الإسلام، نرى الكتّابَ يتحدثون عن الجاهلية التي سيطرت على الجزيرة العربية وبسطت أجنحتها عليها فحسب، والعرب هم الذين كانوا غارقين حتى الأذقان في الجاهلية، أما الأمم الأخرى كانت تتمتع بالحضارة والثقافة والإنسانية والأخلاق والقيم النبيلة.
يجعلون الجاهلية في دائرة ضيقة، كأن الجاهلية تقتصر في العرب وهم الذين كانوا يتسكعون فيها، هذه ليست إلا أكذوبة مشؤمة تاريخية لا طائل تحتها، كانت الجاهلية منتشرة وآفاقية وكونية.
وجميع الملل كانت منغمسة في دوامة الجاهلية والغباء واللادينية، كانت جميع الأمم في ذلك الوقت أسيرة الجهل، لكن حقيقة أن المؤرخين يقتصرون الجاهلية للعرب فهي أكبر أكذوبة في التاريخ.
إن انتساب الجهل للعرب فحسب ووصفهم بأنهم الأمة الجهلة والوحشية، وعدم الكتابة عن جهل الأمم الأخرى ووحشیتها وبربریتها، فإنها خيانة تاريخية، وتزویر کبیر،
الحق، أن الأمم المتواجدة على الكرة الأرضية آنذاك كلها كانت جاهلة وأمية ووحشية وهمجية.
العرب كانت أمة تعرضت للشرك، أما القيم الأخلاقية والرجولة والبطولة والجود كانت تموج في العرب، أمام الفرس والروم والهندوكية والبوذية والمجوسية الدنيئة تخطت القيم الأخلاقية والحياء والعفة والقيم الإنسانية، وداستها وعاثت بها.
هذه مؤامرة ودسيسة عدوانية مدبرة من قبل الجهلة الأغبياء لتشوية العرب وتقليل مكانتهم، يجب أن ننتبه ونشمِّر عن سواعدنا لإزالة هذه الأكذوبة التاريخية التي روّجها بعض الجهلة من الكتّاب الإسلاميين والمستشرقين.