الأحد سبتمبر 29, 2024
بحوث ودراسات

عبد العليم شداد يكتب: صورة العرب في مناهج التعليم السودانية

من العجيب أن مناهج التعليم السودانية تجتهد في تقديم صورة سلبية تماما عن العرب، كما أنها تعمل بإصرار شديد على نفي عروبة معظم السودانيين وتقدمهم لأنفسهم على أنهم هجين من العرب وغيرهم، فالعرب في مناهج التعليم السودانية هم مجموعة بشرية غير أصيلة دخلت السودان على سكانه الأصليين ثم اختلطت بهم، وأن السكان الأصليين للسودان هم الأفارقة (الزنوج) الذين نزحوا جنوبا خوفا على أنفسهم ومعتقداتهم من العرب، هذه الصورة الثابتة والمكررة نجدها تتكرر في كل كتب التاريخ المدرسية التي تتناول هذا الجانب ولمختلف المراحل الدراسية، مثال ذلك ما نجده مثلا في كتاب التاريخ الذي يدرس لتلاميذ الصف الثاني المتوسط إذ نجد فيه أن الدرس الأول في الكتاب يتحدث عن معارك متعددة بين العرب والسكان الاصليين اذ يقول الكتاب ما يلي نصه (دارت معارك متعددة بين (العرب) من ناحية وسكان البلاد الأصليين من النوبة والبجا من الناحية الأخرى) – وذلك بافتراض أن البجا في شرق السودان والنوبة في الشمال هم قبائل غير عربية وهذا غير صحيح- ثم يتحدث الكتاب عن العرب تعميقا لفكرة انهم مواطنين مهاجرين غير أصيلين مفترضا للأسباب التي دفعتهم للهجرة إلي السودان والتي يلخصها في نشر الإسلام أو للحصول على المعادن الثمينة أو طمعا في المراعي الواسعة لممارسة حرفتهم في تربية الحيوانات أو تأمينا لحدود مصر الجنوبية التي دخلوها بعد الإسلام خوفا من النوبة والبجا.

هذه الصورة النمطية الخطيرة التي تمت زراعتها في الذهنية السودانية مذ زمن بعيد والتي أصبحت هي العنوان المهيمن للشخصية السودانية فأصبح معظم السودانيين مجبرين على النظر الى أنفسهم على انهم شيء آخر غير العرب وانهم خليط من العرب و(الأفارقة)، وهذا جعل بقية السودانيين الآخرين ينظرون إلى أنفسهم على انهم هم أصحاب السودان الأصليين وأن الآخرين دخلاء يستمتعون بما ليس لهم، وبسبب هذه التصورات والمعلومات الخاطئة نتج الكثير من الضرر والتشويه في المجتمع السوداني.

الفكرة الأساسية التي تقوم عليها مناهج التعليم السودانية الموروثة من الاستعمار هي أن العرب أمة متخلفة غير متحضرة موطنهم الأصلي هو المناطق القاحلة الجدباء في صحراء الجزيرة العربية التي لم يخرجوا منها إلا لنشر الإسلام أو بحثا عن الماء والكلاء لإبلهم في حين أن الحقيقة هي أن العرب قبل الإسلام لم يكن موطنهم هو صحراء الجزيرة العربية فقط، فمعظمهم كانوا يعيشون في أخصب المناطق وأفضلها على الإطلاق وقد كانوا حكاما وملوكا علي معظمها فقد كانوا في العراق والشام ومصر والحبشة وشمال أفريقيا وفي السودان كذلك، وقد كانوا دائما روادا وعنصرا أساسيا في معظم الحضارات والإمبراطوريات، ففي الشام كانت للعرب حضارات عظيمة منذ أمد بعيد فقد حكم العرب الغساسنة أجزاء واسعة من سوريا والأردن وفلسطين واستمرت دولتهم لأكثر من (أربعمائة عام) وكانت عاصمتهم الأولى في بصرى ثم انتقلت إلى الجابية وكانت الرصافة الجميلة عاصمة ثانية لهم، وقد كان عرب الشام على الديانة المسيحية وآثار أديرتهم وأبراجهم في دمشق والجولان وحوران ولبنان موجودة حتى اليوم، وقد انحاز الكثيرون منهم للإسلام قبل أن يهزمهم خالد بن الوليد فكان إسلامهم قاصمة لظهر الروم ونهاية لامتدادهم في الشام.

أما العراق بأنهاره وخصوبة أراضيه وتاريخه العريض فهو أرض العرب من قديم الزمان فقبل الإسلام كانت مملكة الحيرة دولة قوية امتد حكمها لأكثر من (ثلاثمائة وستين سنة) وامتدت حدودها من العراق إلى مشارف الشام شمالًا وكان لها أسطولا بحريا ضخما هاجم مدنا فارسية عديدة، وامتدت دولة الحيرة حتى جنوب عمان والبحرين وكانت في حلف وثيق مع الفرس وقاتلت الروم في الكثير من المعارك وانتصرت عليهم حتى أن ملكهم أرسل رسوله لقيصر الروم لأخذ الجزية منه والذي احتج بأنه أعطى الجزية لملك الفرس، وقد كان الخلاف الذي نشب بين العرب والفرس سببا لتدهور مملكة الفرس قبل الإسلام وذلك حينما قام كسرى بقتل النعمان بن المنذر فقامت الحرب بين العرب والفرس وانتصر فيها العرب في معركة ذي قار الشهيرة التي كانت هزيمة قاسية للفرس نتج عنها استغلال البحرين وتمرد العديد من القبائل العربية وتزامن ذلك مع ظهور الإسلام، أما في شمال أفريقيا فنجد أن الوجود العربي في المغرب العربي وجود قديم من قديم الزمان فقد أسس الفينيقيون العرب إمبراطورية قرطاج التي كانت تحكم أجزاء واسعة من شمال أفريقيا وأوروبا، وفي مصر كذلك كان الوجود العربي ظاهر ومعروف حين جاء عمرو بن العاص فاتحا لمصر، ولعل المعلومة التي يجهلها الكثيرون أن الفراعنة المصريين هم عرب وقد أجمع على ذلك كبار المؤرخين المسلمين كالطبري والمسعودي وابن الأثير فقد أجمعوا على عروبة الفراعنة وأن أصلهم يعود إلى العماليق الذين هاجروا من اليمن إلي مصر، وهذا أمر أشارت اليه الدراسات الحديثة ففي دراسة حديثة لخبراء من معهد Max Planck institutes التابع لجامعة Jena الألمانية ونشرتها مجلة Nature البريطانية الشهيرة أظهرت الدراسة من بعد دراسة الخريطة الجينية لعدد من المومياوات أن الفراعنة ليسوا زنوجا افارقة وأن جيناتهم تتوافق مع جينات سكان (بلاد الشام والجزيرة العربية). فالعرب كانوا أمة متطورة متقدمة ولذلك كانت الكثير من المدن العربية قبل الإسلام معروفة بصناعاتها وفنونها فقد اشتهرت الحيرة في العراق مثلا بمهارة صُنّاعها الذين برعوا في شتى المجالات، مثل صناعة الخزف والأسلحة والمنسوجات والحلي والآلات الزراعية وانتشر فيها العلم والطب والأدب وقد كان طراز البناء الجيري طرازا فريدا قائما بذاته قامت عليه الكثير من القصور في العصر الإسلامي، ونجد أن المباني الضخمة متعددة الطوابق ظهرت عند العرب منذ قديم الزمان وربما تكون أول ما ظهرت في اليمن حيث كان (قصر غمدان) في مدينة صنعاء باليمن الذي سكنه الملك سيف بن ذي يزن قبل الإسلام وكان قد زاره فيه وفد قريش وكان فيهم عبدالمطلب بن هاشم جد رسول الله عليه الصلاة والسلام ليهنئوه بانتصاره على الاحباش واستعادة حكم اليمن من بين ايديهم وكان قصرا عظيما وآية من آيات الهندسة المعمارية في العالم وقد بلغت عدد طوابقه العشرين طابقا وكان مبنيا بالجرانيت والمرمر، وما يزال اليمن يعج بالمباني التاريخية الضخمة المتعددة الطوابق الموجودة حتى اليوم، وفي جانب الدين اعتنق العرب اليهودية ثم المسيحية، وقصة اصحاب الاخدود التي ذكرها القران الكريم تحكي قصة أهل نجران الذين اعتنقوا المسيحية فقتلهم حاكم اليمن اليهودي حرقا بالنار حتى يرتدوا عن دينهم وتلك كانت مأساة تعكس عمق التمسك بالدين والايمان الذي لا يتزعزع عند عرب نجران، ومن الآثار المعمارية العظيمة الكنائس والكاتدرائيات العربية الضخمة في الشام مثل كاتدرائية بصرى الشام عاصمة مملكة الغساسنة التي ما تزال آثارها موجودة حتى اليوم، فالعرب هم من أول من اعتنق المسيحية فقد عاش عدد من تلاميذ المسيح مثل متى وبرثلماوس وتداوس والقديس بولس في أرض العرب، وقد كان الكثير من شعراء العرب على المسيحية مثل قس بن ساعدة الإيادي وطرفة بن العبد وأمية بن أبي الصلت وعمرو بن هند وغيرهم، وهذا كله يؤكد أن العرب قبل الإسلام كانوا أهل علم وفن وحضارة وذلك إضافة إلى أنهم كانوا يمثلون كثافة بشرية عالية منتشرة في معظم الدول العربية الموجودة اليوم وهذا مما يفسر الانتشار السريع للإسلام.

الفرضية التي يتم تسويقها ضمنيا في مناهج التعليم السودانية هي أن العرب أصحاب بشرة بيضاء وبناء على ذلك وبهذا المفهوم تريد مناهج التعليم السودانية أن تقول إن السودانيين إما أفارقة أو خليط من العرب والأفارقة، وهذا تمويه متعمد فيما يبدوا فمعروفًا أن العرب من قديم الزمان كان فيهم الأبيض والأسمر والأسود وكثير من سادات قريش كانت بشرتهم سوداء واللون الغالب على القرشيين كان هو اللون الأسمر وليس الأبيض، وقد كان سيدنا علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان أصحاب بشرة سمراء، وأاسامة بن زيد وسعيد بن جبير وجُليبِيب كانت بشرتهم سوداء، وللجاحظ الشاعر العربي المشهور وكان أسود البشرة رسالة شهيرة في هذا الجانب بعنوان (فخر السودان على البيضان)، والحقيقة أنه فيما يتعلق بلون بشرة الإنسان وشكله فأننا نجد أن البيئة المحيطة بالإنسان والطعام الذي يأكله هي العوامل التي تشكل شكل الانسان ولون بشرته وبذلك تنتج اشكال الشعوب وصفاتهم الخارجية وفقا لطبيعة بلدانهم التي يعيشون فيها، وأوضح مثال لذلك ما نجده اليوم في اليهود الذين يتم حشدهم من كل مكان في دولة إسرائيل حيث يتم جلبهم من مختلف أرجاء العالم فنجد أن أشكالهم وألوانهم تختلف بحسب البيئات والمناطق التي أتوا منها، فالذين أتوا من أوروبا تختلف ألوانهم عن الذين أتوا من العراق أو اليمن مثلا وكذلك الذين جاءوا من أثيوبيا أو روسيا أو مناطق أخرى لهم ألوانهم وأشكالهم التي تشبه ألوان أهل المناطق التي أتوا منها، وبنفس هذا السياق فإن العرب تختلف ألوان بشرتهم وأشكالهم بحسب المنطقة التي يعيشون فيها فعرب المناطق الباردة مثل الشام وشمال أفريقيا يختلفون في ألوانهم عن عرب المناطق الدافئة أو الحارة مثل عرب اليمن أو السودان.

وبالنسبة لمسألة اللغات غير العربية في شمال وشرق السودان فهذا لا ينفي عروبة النوبة في الشمال أو البجة في الشرق فحتى في المملكة العربية السعودية وفي يومنا هذا يوجد عرب لا يتكلمون اللغة العربية ولا يفهمونها حيث يتكلمون لغة تسمى باللغة المهرية وذلك في مناطق جنوب السعودية وقريبا من الربع الخالي، وتعدد اللغات هو أمر طبيعي وشائع في معظم الدول العربية، فالحقيقة الثابتة هي أن توالد اللغات ونشؤ لغات جديدة تختلف عن اللغة الأم هو امر طبيعي يحدث بسبب العزلة، فأي مجموعة بشرية سكنت في منطقة منعزلة عن الاخرين ستنحرف لغتها الى لغة جديدة، فاللغة هي أصوات بشرية متعارف عليها تنقل الأفكار والأحاسيس والمشاعر بين الناس، والأصوات البشرية لكل مجتمع منعزل يمكن أن تنحرف شيئا فشيئا إلى أان تصبح لغة جديدة، واللغة العربية نفسها مرت بمراحل متعددة فحتى عند نزول القران الكريم كانت هناك لغات عربية مختلفة وكان القران الكريم يُقرأ بمختلف اللغات العربية الى ان أمر عثمان بن عفان أن يُقرأ بلغة قريش فقط لأنه نزل بها وأمر بحرق جميع المصاحف المكتوبة بخلاف ذلك، وبالنظر إلى ذلك فان النوبة والبجة هم عرب أقحاح لا شك في عروبتهم تبدل لسانهم بسبب العزلة ثم عادوا إلى لغتهم العربية اللغة الأم اليوم مرة أخرى بعد اختلاطهم ببقية عرب السودان، والجدير بالذكر هنا أن النوبة في شمال السودان وسكان الجبال في جنوب السودان لا توجد أدني علاقة بينهم إلا علاقة أنهم لا يتكلون اللغة العربية فالعلاقة بينهم يمكن تشبيهها بالعلاقة بين الهنود الحمر في أمريكا والهنود في الهند الذين لا توجد بينهما أية علاقة إلا الاسم الذي تم إطلاقه خطاء فأصبح اسما متداولا، وهنا من الواضح أن بعض القادمين من جهة الشمال وجدوا النوبة في الشمال لا يتكلمون اللغة العربية ولما توغلوا جنوبا وجدوا سكان الجبال لا يتكلمون العربية كذلك فربطوا بينهم وبين سكان الشمال وأطلقوا عليهم نفس الاسم، مع ملاحظة اختلاف اللغات فلغاتهم مختلفة، بل إنه حتى سكان الجبال انفسهم يتكلمون بعدد كبير من اللغات فلكل مجموعة سكانية جبلية لغتها الخاصة بها، وأصحاب اسم النوبة الأصليين هم أهل الشمال حيث كانت هناك مملكة نوباتيا الشهيرة التي كانت في جنوب مصر وعاصرت فتح المسلمين لمصر فأخذوا اسمها مثلما نسمي الناس اليوم بأسماء دولهم كان نقول السودانيين أو المصريين فبحسب الدولة ننسب السكان اليها وهؤلاء نوبيين بنسبتهم الى دولة نوباتيا في جنوب مصر.

بالنظر إلى ما سبق نجد أن الفرضية التي تقول بتزاوج العرب المسلمين المحتلين مع السكان المحليين هي فرضية سخيفة وغير منطقية وغير مقبولة وتستبطن اتهام العرب بالخسة والدناءة باستيلائهم على ما ليس لهم بهذه الطريقة طريقة زواج الكل بالكل، وهذا ليس غريبا على منهج التاريخ السوداني فهو نفس المنهج الذي يتكلم عن اتفاقية البقط بنصوصها الغريبة والغير منطقية.

حيث نجد أن منهج التاريخ السوداني يقدم للتلاميذ ما يعرف باتفاقية (البقط) كحقيقة تاريخية ثابتة ويختار من بين الروايات الواردة في هذا الموضوع الرواية التاريخية الأضعف والتي تختلف عن غيرها من الروايات ولا يوجد مبرر لاختيار هذه الرواية إلا الغرض السيئ لتوجيه الحس العام نحو وجهة معينة تشبه السياق العام الذي يتجه نحو شيطنة العرب في السودان, مع العلم بان جميع تلك الروايات هي روايات شفهية تم تدوينها بعد قرون من التاريخ المفترض لوقوعها، فالرواية التي يتم تدريسها في كتب التاريخ المدرسية السودانية هي رواية المقريزي الذي ولد بعد نحو 800 سنة من تاريخ الاتفاقية المزعومة, ويرجح خبراء التاريخ ان تلك الاتفاقيات كانت بين المسلمين ومملكة نوباتيا في صعيد مصر الحالية ولا علاقة للسودان الحالي بها فجيوش المسلمين لم تصل دنقلا الا في زمن متأخر وهو زمن المماليك، وقد وردت تلك الاتفاقية في مصادر تاريخية متقدمة بمسمي (صلح وهدنة أمان) وليس بمسمى (البقط) ووردت بنصوص مختلفة تماما عن اتفاقية المقريزي التي تتبناها كتب التاريخ المدرسية حيث تحدثت المصادر الأخرى عن هدنة امان بين الطرفين ووقف الحرب وتحدثت عن شراء النوبة للأغذية من المسلمين وان يدفع النوبة مقابل ذلك رقيقا لم يتم تحديد عدده، فرواية المقريزي هذه يعتريها الضعف الشديد وحولها الكثير من علامات الاستفهام فكتاب التاريخ لا يخبرنا من أاين للنوبة بهذا العدد الكبير من الرقيق المذكور في الاتفاقية الذي يدفعونه للمسلمين (360 عبدا سنويا) فهل كانوا يستعبدون شعبا اخر مثلما كان يفعل فرعون مع بني إسرائيل ام انهم كانوا يقدمون أبناءهم رقيقا وفي هذه الحالة كان الاستسلام هو الأفضل لهم، ومعلوم أن النوبيين كانوا يدينون بالمسيحية بمعنى أنهم كانوا شعبا مستنيرا على اتصال بالعالم لا يمكن أن يقبلوا بصلح ليس لهم فيه مصلحة، والجدير بالذكر أن العديد من خبراء التاريخ قد تحدثوا في هذا الأمر مثل الدكتور الياس حسين وغيره.

خلاصة القول إن هذه الصورة المشوهة التي تقدمها المناهج المدرسية للعرب في السودان يجب إصلاحها فهي نوع من أنواع الاضطهاد العنصري والفكري والثقافي العنيف كما أنها تجعل العرب بكل فئاتهم في مكان المجرم المستبد على الدوام مهما فعل وأصلح، والموهومون فقط هم الذين يبررون لذلك بمفهوم أن هذا هو الطريق نحو الوحدة الوطنية، وهم بلا شك على خطاء كبير، وقد ثبت خطأهم فها هي الحروب العرقية في السودان لا تتوقف إلا لتبدأ من جديد، فمشكلة السودان هي مشكلة شعوب كانت تعيش في عزلة اختيارية لزمان طويل عن العالم فواجب الدولة أن تعمل على تنمية هذه المناطق، والمقصود بالتنمية هنا هو عمل بنية اقتصادية تحقق دورة انتاجية متكاملة توفر فرص عمل كبيرة وتنتج سلع ومنتجات تستطيع أن تنافس بقية العالم وتعود بعائد مجز لأصحابها بما يحقق لهم الاندماج الإيجابي مع من حولهم، كما ننبه إلى أن الوحدة الوطنية تبنى على احترام الناس لبعضهم البعض بمفهوم انهم بشر يرجعون في أصلهم لأب واحد وأم واحدة، فالناس كلهم يولدون متساوون في مشاعرهم ورغباتهم فكلهم يمتلكون نفس الحواس الخمسة ولهم نفس العدد من الأيدي والأرجل وكلهم يرغبون في الحياة الكريمة وفي أن يحترمهم الآخرون فما تحب أن يعاملك الناس به عليك أنت أيضا أن تعاملهم به، فكان الأجدر بهذه المناهج أن تعلم الناس احترام الإنسان للإنسان بغض النظر عن طلاءه الخارجي بدلا عن هذا الغثاء الذي يخربون به المجتمع.

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب