مقالات

عبد المنعم إسماعيل يكتب: أفراح الصهيونية وكوارث التراشق

أعظم اهداف الصهيونية والباطنية والعلمانية تكمن في استثمار التراشق بين الحركة الإسلامية وأطيافها المتعددة التي غرقت في تيه الهوى وعشوائية البراء بعد الغلو في الولاء الخاضع لتصورات كل فصيل أو جماعة أو حزب.

لكي تنجح الأمة الإسلامية في استثمار جهود الأفراد والجماعات الإسلامية والكيانات المهتمة بالإصلاح متعدد الآليات لابد من ضبط بوصلة التصور الشامل أو الجزئي لقضايا الأمة العربية والإسلامية لأن العجز في تحديد بوصلة الرؤية الخاصة والعامة للفرد والجماعة والدولة بمثابة كارثة محققة الوقوع.

بين يدي الباحثين عن التوافق ومنع التراشق حول رباعية البناء الشامل للفرد والأمة وهي: ميراث وواقع وتحديات ومسؤولية.

في واقعنا المعاصر تعيش أمتنا العربية والإسلامية بين مطارق الأعداء وسندان تفرق الأولياء ومن ثم زاد البلاء وفتحت أبواب الفتن والمحن على الأمة.

ومما عمت به البلوى في واقعنا المعاصر بلوغ التنازع بين أبناء الأمة الإسلامية منتهاه حتى وصل الأمر إلى فاشية التفرق حول النقير والقطمير من متغيرات الواقع العقلي والنفسي والفكري والأخلاقي والاقتصادي والسياسي للأمة العربية والإسلامية حتى وصل الأمر إلى انحدار العقل الإسلامي إلى مرحلة التيه النفسي خاصة عند رموز العمل الإسلامي المعاصر الذي سقطت فيه الجماعات الإسلامية إلى جب الهوى والهاوية حتى شيطن بعضهم بعضا ووصل الامر شرعنة دعشنة العقول والتكفير على الراية الحزبية أو الرؤية السياسية بعد تغيير ملامح الاستدلال عند فتح ملفات التاريخ لعلاج قضايا الواقع المعاصر في كافة الجوانب المتعلقة بملفات الإصلاح المنشود.

سؤالات حول همجية التراشق:

لن تستطيع جماعة إسلامية أو حزب إسلامي اختزال تاريخ الأمة العربية والإسلامية في تصورات قادتهم الذين جعلهم بديلا حصريا عن عموم بناء الأمه الجامع لكل الاطياف والعقول والمفاهيم.

 ان إدراك المكونات الجامعة للأمة العربية والإسلامية لأهمية التنوع نقطه فارقه في مسيره العمل الإسلامي.

ليس من العقل أو الرشد التسويق لفكره الجماعة البديلة عن الامه او الحزب البديل على الدولة أو الأمة العربية والإسلامية

ليس من المنطق تسويق البعض للمعادلة الصفرية مع الشركاء في الوطن أو الإقليم أو الأمة العربية والإسلامية عامة والحركة الإسلامية خاصة.

امتنا الإسلامية نعيش مرحله من أخطر مراحلها عبر التاريخ حيث كثرة الرايات وتعددت المراكز العلمية والبحثية ودور الفتوى وسقط العقل الجمعي للأمة في تيه التصورات الأحادية الناتجة عن الولاءات الجزئية ومفردات الفكر الحزبي الذي يغالي في عقل المؤسس بعيدا عن العقل الجمعي للأمة العربية والإسلامية.

نحن لا نؤسس للغلو في منع التنوع الفكري او الذي يؤسس لمنع العمل الجماعي كلا ومليار كلا نحن نؤمن ونعتقد ان اصلاح الفرد المسلم هو الممر الأكيد لإصلاح الجماعة المسلمة سواء كانت في شكل أسرة أو نقابة أو عائلة أو قبيلة أو مدينة أو دوله تتعدد مدارس الإصلاح فيها وتتنوع الآليات لكنها لا تهدم البنيان الشامل لمجرد خلاف التنوع أو التضاد في فكره محدده أو قضية اختلفت العقول فيها.

تسعى الصهيونية العالمية إلى استثمار التراشق وصناعة النزاعات بين الحركة الإسلامية المعاصرة لهدم جهود السلفية عن طريق أحد فروع الحركة الإسلامية معتمدين على منهجية بني صهيون في أن يقطع شجرة الإسلام أحد فروعها

الخلاصة:

إن التراشق والتنازع بين أبناء الأمة العربية والإسلامية خاصه كيانات الحركة الإسلامية متعددة المدارس بمثابة انتحار جماعي لعموم الامة لأنه باختصار لن ولم تكون هناك جماعة إسلامية واحدة أو حزب إسلامي واحد أو تصور عقلي معاصر لشيخ أو عالم القدرة والاستطاعة في أن يكون بديلا عن الكيان الأممي الجامع للأمة العربية والإسلامية.

يجب على الأمة أن تحسن التعايش والتعاون على البر والتقوى وتحسن إدارة التنوع في الأمور المختلف فيها او المسائل التي اختلفت العقول فيها خلاف تضاد لأنه لم ولن تستطيع جماعه اسلاميه منع التنوع مهما اوتيت من قوه ومن ثم وجب على الجميع التفكير الجاد في وقف التراشق بين صغار طلاب العلم او بين طلاب العلم او الدعاء او الساسة لأنه لا يخدم الا الخصوم العقديين للأمة.

ان كارثه التراشق صنعها من لا عقل له ويستثمرها من لا مروءة له ويجعلها قضية صفرية في الولاء والبراء من لا بصيره له.

إذا عجزت الكيانات عن التعاون على البر والتقوى مستشعرين الهدف الا يدركون مخاطر الهلاك البيني الخادم لخصومهم البعيد عن تحقيق مرادهم؟

ماذا يحقق ضحايا الغلو في الرؤى الخاصة بكل فصيل من خير لهم أو لمنهجهم الذي ينتسبون إليه؟

هل تتحرر الأمة من العلمانية لمجرد تشويه العلماء والدعاة؟

هل تعود فلسطين عقب نشر جاهلية الطعن والاسقاط لكل مخالف في تصور محدد؟

لسنا ممن يمهدون الطريق لهجر التناصح والإصلاح الشامل بمزاعم الولاء الجماعي للأمة ولسنا ممن يجهل أهمية حراسة المفاهيم الكلية الجامعة للأمة الإسلامية.

لسنا ممن يحسن التطبيل لكل صاحب عاطفة نجحت في جلب الكوارث نتيجة للحماس المفارق للوسع أو ممن يعشق الاستغراق في توابع طوفان التسويف والارجاء المدمر حال فاشية الخصوم المتربصين بالأمة ولكننا ندرك حجم فاشية الخصوم وجهاد المستضعفين المدافعين عن الأرض والدين والعرض فلهم منا خالص الدعاء وعدم توجيه اللوم بل تقديم منهجية النصح لتصحيح المسار لصيانة الأمة من الاستغراق.

عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى