عبد المنعم إسماعيل يكتب: أمتنا بين الاجتهاد المشروع والتنازع الممنوع

بعد مرور زمن النبوة على صاحبها الصلاة والسلام والخلافة الراشدة رضي الله عن الصحابة أجمعين وخلافة بتي أمية رضي الله عن الصحابة منهم ورحم الله البقية منهم وخلافة بتي العباس رحمهم الله وبني عثمان رحمهم الله ثم تفكك الخلافة الإسلامية واحتلال بلاد العرب والمسلمين وتمكن العلمانية من العقول وسيطرة الباطنية الخمينية على إيران السنية في أصلها واحتلال الأحواز العربية وعلو ريح الطائفية السياسية والمذهبية الفكرية المدمرة وانتشار فكرة الولاءات المصنوعة نتاجا لعقول القادة.
هل من العقل والرشد أن يتخيل عقل إمكانية التوافق الشامل بين القادة والاتباع خاصة في زمن الهوى المتحكم؟
هل من العقل خلط الأمور العظام التي يدعى إليها أهل العلم والخبرة المدركين على الحقيقة لا على أساس التخصص المصنوع لخدمة محددة الوجهة والرؤية لأصحاب النفوس الصغيرة المصاحبين للعجلة وهجر منهجية إدراك مآلات الأمور؟
هل من العقل أن تعرض قضايا لو عرضت على أهل بدر لسكت بعضهم ورعا على عقول صغار العقول والنفوس الذين قد لا يستوعبون الخطاب الأدبي العميق فكيف يطلب منهم القطع في مسائل فقهية من أساس السياسة الشرعية للدولة أو الأمة العربية والإسلامية؟
لسنا ممن يؤمن بحصرية الفهم ولكننا نحب المنهجية والأدب بعد العلم في عرض القضايا الفكرية أو الأمور المنهجية بعيدا عن جاهلية الطعن الذي لا يحقق الا تفكيك البنية المجتمعية للدولة والأمة العربية والإسلامية.
من الدين بيان العلماء والدعاة الربانيين لدقائق الأمور بما يحقق المصلحة العامة للدولة والأمة وعدم ترك النصيحة أو تدليس الحقيقة أمام الجماهير لأن المسؤولية تقع على الجميع وفاتورة الجهل والتحريف والتبديل للشريعة تعم الجميع ولا تخص قائد بعيدا عن الجماهير لذا وجب البيان بما يحقق مصالح الامة في الواقع والمستقبل.
الخلاصة:
لسنا ممن يؤسس فكرة الكهنوت للحاكم مهما أصاب من حق ولسنا ممن يؤسس لفكرة عشوائية الردود والفوضى الفكرية لمجرد وجود الخطأ ظنيا كان يقينيا لأن المسلم يدرك خير الخيرين وشر الشرين فليس من العقل عند السعي لتصحيح خطأ فتح أبواب الكوارث والمحارق العقلية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية خاصة في زمن تربص الأعداء ووحدتهم وعجز الأولياء وفرقتهم.
يجب العمل بكل جد واجتهاد على وقف متوالية الانقسام خلف كل تنوع أو نزاع.
يجب حصر قضايا الخلاف والنزاع العلمي في المجالس الدعوية العلمية بعيدا عن عقول عوام الأمة العربية والإسلامية فدخول العوام والجماهير مواطن النزاع محرقة للعقول والنفوس والقلوب والواقع والمستقبل.
هل من العقل أن تنشغل الجماهير بخمسة في المائة 5٪ قضايا تنازعت الأمة فيها او تنوعت ثم تتجاهل 95٪ توافق بين المسلمين؟
لماذا يراهن البعض من دعاة الطائفية أو الحزبية الإسلامية على فكرة وحتمية الرؤية الصفرية في التعامل مع أخطاء الحكام أو المخالفين لهم في الرؤية ولو كانوا اخوانهم او شركاء الوطن ؟
هل يمكن لأبناء الحركة الإسلامية المعاصرة أن تتخلص من كافة الاتجاهات المعارضة لهم في كافة الكيانات والدول وعموم الأمة العربية والإسلامية؟
هل يعقل تكوين وبناء دولة بلا تنوع فقهي او سياسي أو فكري أو ثقافي؟
متى يستفيد الإسلاميون من تجارب القرن الماضي الكثيرة التي راح ضحيتها ملايين الشهداء وملايين المسجونين والمهاجرين؟