عبد المنعم إسماعيل يكتب: إبليس و الغرب ومشروع الهيمنة؟
قال تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}. سورة البقرة
جاء القرآن الكريم كلام الله تعالى الذي أوحاه إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ليبين أزلية العداء من إبليس وجنوده بصفة عامة والصهيونية والصليبية العالمية بصفة خاصة .
جاء الإسلام بجيل الصحابة رضي الله عنهم لينجح بفضل الله عز وجل في كسر الهيمنة الفارسية والرومانية وتبع الصحابة رضي الله عنهم الدولة الأموية المباركة لتدخل الإسلام إلى وسط آسيا والهند وأوروبا حتى جنوب فرنسا عام 103هجرية ويأتي عهد الدولة العباسية بمنهجية الانفتاح والترجمة ومن ثم يكون هارون الرشيد يحج عاما ويغزو عاما حتى تتكالب الباطنية للعمل على صناعة التآكل الداخلي عن طريق التمدد الباطني حيث ابن العلقمي المجرم وابن نصير الطوسي خدمة لهولاكو ملك المغول المفسدين في الأرض ليقتحم بغداد ويقتل ما يقارب المليون مسلم طمعا في نشر الهيمنة الابليسية على الأمة العربية والإسلامية بعد كسر بغداد عاصمة العز والفخر العربية الأصيلة وعقب كل مرحلة من مراحل من مراحل سعي الشيطان لكسر الهيمنة الإسلامية على الجغرافيا والواقع كانت الأمة على موعد مع قادة فاتحين يعيدون لم شمل الأمة وإعادة الاصطفاف من جديد لتبدأ مرحلة من مراحل العز الإسلامي من جديد كما قام بها سيف الدين قطز وصلاح الدين الأيوبي ثم عادت الأمة الصيهيوصليبية إلى منهجية الهيمنة من جديد في حقبة وقرن الاحتلال لبلاد العرب والمسلمين عقب تمدد فكر الصوفية القبورية والإرجاء وتحلل قضية الولاء والبراء وتمدد الطائفية بعد نجاح مخطط التدمير كما حدث في بلاد الأندلس عقب حروب إعلان فاشية الهيمنة الصليبية الأوروبية ثم نجح الغرب الصهيو صليبي في تأسيس منظومة الولاء الفكر الغربي لتستمر فكرة الهيمنة عقب التحرر الشكلي لبلاد الأمة الإسلامية حيث بقي الغرب راعيا لفكرة التغريب والعلمانية ليحكم العربي أخيه الإسلامي بعقلية الغرب الخليطة من جاهلية يهود وبني صليب المدمجة في قرص العلمانية الفاشية التي تسعى لتفتيت البنية العقلية والفكرية للأمة العربية والإسلامية لتعيش الأمة في كهف الهيمنة الغربية على. طول الطريق.
العراق والسعي نحو الخروج عن الهيمنة:
جاء صدام حسين رحمه الله رحمة واسعة الذي سعى لامتلاك موازين القوة حال مقاومة شيطان القرن المخدوم صهيونيا وصليبيا الدجال الخميني عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
ورغم أن صدام لم يكن مصنفا ضمن التصنيف الإسلامي حسب نظرة الغرب إلا ان الغرب الصليبي لم يتركه لمجرد التفكير في الخروج عن النسق العام المرسوم للمنطقة العربية والإسلامية فكان المخطط الجهنمي نحو احتلال العراق وتدمير الشام واليمن ولبنان وفلسطين والسير نحو بسط نفوذ الهيمنة الغربية فوق أجساد الأطفال والنساء كما رأينا ملايين القتلى لإرضاء شذوذ الفكر الصليبي والصهيوني.
هل أسلم الغرب وتنازل عن الهيمنة؟
إن العقل العربي الغريق في التغريب والعجب بالغرب بصفة عامة مصاب بمرض حسن الظن وصناعة الهالة للخصوم حتى أصبح مجرد التفكير في صناعة الوعي التاريخي بخطر الهيمنة الصليبية الأوروبية يعتبره البعض أمر مبالغ فيه وكان الشيطان الغربي متقدم لأداء فريضة الحج العام القادم!!
لم تتخلى العقلية الغربية الصهيونية والصليبية عن لا فكرة الهيمنة لأنها تعتبرها جزء من المكون العام الطبيعي للشخصية الصهيونية والصليبية المعاصرة.
لقد نجحت الكنائس الأوروبية بناء فاشية العقل الغربي حتى جعلوا من خلال منظومة الهيمنة الغربية اعتبار أن سادية العقل الغربي أمر طبيعي استجابة لنظرية فوقية العرق الغربي وبقاء المجتمعات العربية و الأفريقية و الآسيوية بمثابة مواطنون درجة ثالثة ليس من حقهم مجرد التفكير في تمرد على. عقلية الرجل الغربي.
واقع الهيمنة الغربية والصليبية:
جاءت أمريكا وريث عرش الهيمنة الغربية برعاية بريطانية وهي الأفعى العجوز في حرب تطويق بلاد العرب والمسلمين من خلال جيوش الكنيسة الأوروبية والتي كان من توابعها الحروب الصليبية وعقود الاحتلال حتى وصلنا إلى الحرب العالمية الأولى والثانية والحرب الباردة بين قطبي النظام الدولي صاحب عقلية الهيمنة الاتحاد السوفيتي العدو القابع على تركة الخلافة العثمانية في الشرق وأمريكا صاحبة العقلية الصهيوصليبية في الغرب حين زعم جورج بوش أنه الرئيس الذي استدعاه الرب لاحتلال العراق وأفغانستان وإعلان الحرب على الإرهاب (الإسلام).
لم تتخلى العقلية الغربية عن فكرة الهيمنة سواء في منظومة الحكم الأمريكي أو الفرنسي أو الايطالي أو الألماني أو حتى الهولندي أو الروسي وما الخلافات البينية فيما بينهم ما هي إلا خلاف وصراع على السباق نحو الضحية التي هي بلاد العرب والمسلمين وشعوب افريقيا المسلمة.
حروب الهيمنة:
تعتمد حروب الهيمنة على صناعة العملاء خصوم الشعوب ليتم تفتيت البنية النفسية للشعوب بعد حكم الاغبياء عليهم فلا يستطيعون جلب الأمن والاستقرار السياسي ومن ثم تصبح الدول على بركان من تيه الصراعات وهذا الذي تسعى إليه أوروبا والغرب ضرب الكتل الصلبة في بلاد العرب والمسلمين لتتحول الدول إلى مسرح لعمليات أجهزة المخابرات العالمية ومن ثم يتم سرقة الخيرات بعد عجز الدول تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي في الواقع المعاصر والمستقبل القريب والبعيد.
حروب الهيمنة منها حروب مباشرة ومنها بالوكالة عن طريق دعم عصابات الحكم كما في عملاء فرنسا في أفريقيا أو أبناء البيت الأبيض الذين لا يستطيعون الخروج من نفق التبعية قيد أنملة .
طريق الخروج عن الهيمنة الغربية:
– الحفاظ على النواة الصلبة للأمة والدولة وعدم الرهان على فكرة هدم الجيوش العربية والإسلامية لاعتماد فكرة البناء من جديد فما سقط لا يعود لمجرد احلام الجماهير وفي العراق العظيم المحتل خير مثال .
– السعي نحو امتلاك مشروع الوعي الأممي الشامل من المواطن والقرية إلى الدولة
– تحقيق الأمن المجتمعي والتحام القادة بالشعب بعد القضاء على فكرة الصراع البيني حال التوافق على آليات محددة للحوار. والبناء المؤسسي للدول .
– امتلاك أسلحة الردع النووي والحرية من شيطان البنك الدولي الذي ما دخل دولة إلا وأعلنت خرابها .
– الإصلاح العقدي والفكري والثقافي للمجتمع فلا طائفية حزبية ولا إشعال لمعارك داعش التكفيرية ولا قبول لشيطان التغريب وفكر إسلام البحيري ومؤسسة راند العلمانية.
العمل على تحرير العراق والشام وهما ساحة الهيمنة الغربية بعملائها الكوارث الخمينية.
– تمكين علماء السنة والسلفية من إعادة ترميم الشروخ التي حدثت نتيجة فساد عقول الباطنية والقبورية والتكفير والإرجاء والصوفية القبورية وهمجية دعاة التجريح من خلال ثوابت المنهج الإسلامي السني الموروث من القرون الفاضلة
الاهتمام بالبناء الفكري والثقافي والعقدي للشباب والنشئ في بلاد العرب والمسلمين حتى لا يكونوا فريسة لدعاة الطائفية المخربة.
نشر الوعي التاريخي بين الشباب والبنات لإعادة ضبط بوصلة العقل العربي والإسلامي وعدم ترك شباب العرب والمسلمين. خاصة في أفريقيا فريسة لرأس الأفعى الفرنسية أو الأمريكية أو الأوروبية بشكل عام.
الحذر من الغرب مرة ومن. عملاء الغرب الساعي نحو الهيمنة مليون مرة فلولا العملاء ما دخل الأعداء وفي نموذج خونة النيجر خير مثال وفي عصابات تفتيت الدول نماذج مؤلمة لمن ينشدون الخراب لخدمة أهوائهم على حساب دولهم وأمتهم.