مقالات

عبد المنعم إسماعيل يكتب: إمكانيات الأمة بين التكامل والتآكل

أخبث مشاريع الصهيونية العالمية هي تفكيك الأمة العربية والإسلامية من الداخل عن طريق صناعة الأزمات والنزاعات والصراعات الفكرية بين أبناء الأمة الواحدة لتنقسم فيما بينها وتستمر متوالية الانقسام المتوالي التي محدود بزمان أو مكان فمن لا تقسمه سايكس بيكو تقسمه المذهبية السنية والشيعية ثم نقل النزاع داخل الكيان السني والأمة العربية السنية بين مسميات سلفية تختزل الدين في رؤية والرؤية في فتوى عالم أو شيخ ليكون التيه البيني هو الفيصل بين الأجيال ويتم تكرار عشوائية الدويلات الطائفية لتضع الأمة في تيه الكيانات المتنازعة أو المتآكلة بدلا من المتعاونة أو المتكاملة منقلبين على طبيعة. النصوص القرآنية.

قال تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ.} سورة البقرة

جاءت الآية الكريمة تبين ربانية الامة الاسلامية بوسطيتها التي لا تجامل فرد أو كيان أو عموم الأمة متعددة الأطياف سواء اللغوية أو الفقهية لو الفكرية المجتمعية بحيث تقيم بنيان التكامل بدلا من تيه النزاع والتآكل.

الربانية والوسطية والخيرية وجوه ثلاث لامة إسلامية واحدة وان تعددت مكوناتها الحارثة لأصل الانتماء والمتعايشة مع فرع الولاء. قال تعالى: {كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ وَلَوۡ ءَامَنَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۚ مِّنۡهُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ.} سورة ال عمران

لقد استطاع شياطين الصهيونية في صناعة كل انواع النزاعات داخل الأمة حين قسمت الكيان الكردي بين عدة دول وصنعت من فتنة القومية أداة لمنع الأخوة الإسلامية الشاملة التي تجمع الهندي والعربي والفارسي والكردي والافريقي في كيان رباني واحد على غرار اجتماع الأمة يوم الحج الأكبر أمام واحد قبلة واحدة زمان جامع مكان حاضن وان تعددت اللغات أو خيم الحراسة من حرارة الشمس أو المنظمة لمهام التفويج لضبط حركة الحجيج.

لماذا لا تجنح الكيانات العلمية والدعوية والحزبية والفقهية إلى الكيان الجامع وهو الأمة العربية والإسلامية باعتبار العرب هو نواة الامة الاسلامية على تنوعهم؟

لن يتوقف التنوع في الفهم ومن ثم لن يتوقف الخلاف الفقهي فهل العلاج يكمن في النزاع والتآكل ام التوافق والتكامل لحراسة جهود الأفراد والجمعيات والجماعات والأحزاب الإسلامية سواء كانت سياسية او مجتمعية؟

لماذا لا تبدأ جهود المسلمين عندما تنتهي جهود وإمكانيات إخوانهم في شتى المجالات أوكلما جاء جيل بدأ من نقطة الصفر لتكون نقطة انطلاق الأجيال القادمة لو بعد عقود ومن ثم تبقى الأمة في المحل وفي نفس النقطة تكرر الأخطاء بلا منهجية ضابطة أو عقلانية حاكمة او ربانية ضابطة؟

أمتنا تملك التاريخ بما فيه من عز وتمكين وواقع وما فيه من مقومات بقاء إذا أحسنت الأمة العربية والإسلامية استثمارها حول التكامل بعيدا عن شيطان الهدم والنزاع والتعطيل الخادم للأعداء لا ينفع الأولياء.

متى يفهم الجميع أن هدر الجهود وشيطنة الخلافات وتحويل النزاعات الفقهية أو السياسية إلى معارك صفرية لا يخدم الأمة لا في نقير ولا قطمير؟

إن دعاة الطعن في العلماء والدعاة وشتى الكيانات المكونة في عمومها للأمة الإسلامية ما هم إلا ادوات في محق الأمة واستهلاك جهودها في معارك وهمية أو مشاكل وظيفية صنعها الهوى أو غربان أصحاب الجحيم مكرا واستهلاكا للزمن والتاريخ والواقع والمستقبل ومن ثم واقعنا الذي نجحنا في تكرار كوارثه قبل أن ننجح في استثمار مقومات بقائه حين نعقل من نحن وماذا نريد؟

عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى