عبد المنعم إسماعيل يكتب: الأمة بين الوعد الصادق ووعد ترامب الكاذب

جاء حاكم البيت الأبيض ليعلن بكل فجور وبغي وفساد حقيقة الجاهلية الأمريكية المعاصرة بصفتها الراعي الأول للكيان اللقيط الصهيوني في تل ابيب فينادي بوعد ابليس اللعين ووكلاء الصهيونية العالمية بطرد الشعب الفلسطيني من أرضه المباركة ليجعلها منتجعات لغربان الصهيونية الغربية والشرقية.
لقد ظن طغاة أمريكا أن بإمكانهم إعادة ترتيب المشهد العالمي حسب مرادهم الابليسي الجهنمي فقام راس الجاهلية المعاصرة ترامب يحمل وجهين وجه ينادي فيه بمشروعه الظالم الساعي نحو تهجير أهل فلسطين لتحويل الأرض إلى صهيونية خالصة طبقا لنبوءة طغاة التلمود ودعاة السحر الصهيوني الفاشي ولكن هيهات.
فإذا كان طاغية البيت الأبيض يعد اليهود بما لا يملك فقد وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة الإسلامية وعدا ربانيا بأن الأرض كل الأرض بما فيها بلاد أمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا وآسيا وكل الأرض بأنها سوف تكون ملكا خالصا للمسلمين ولن تقوم الساعة حتى يصل الإسلام وصولا حاكما مهيمنا على الأرض عامة وبلاد فلسطين المقدسة خاصة.
«وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها»
ففي صحيح مسلم (4/ 2215) عن ثوبان، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها، ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر، والأبيض،
وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة، وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم،
وإن ربي قال:
يا محمد إني إذا قضيت قضاء، فإنه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة،
وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم، يستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها،
حتى يكون بعضهم يهلك بعضا، ويسبي بعضهم بعضا.
«وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها»
فلا بقاء لجاهلية صهيون ولا تمكين لغربان تل ابيب في تل الربيع العربية المحتلة
ولا استقرار للمستوطنات المغتصبة في عموم الأرض المباركة فلسطين.
«وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها»
يوما ما يفتح الإسلام البيت الأبيض والمسلمون في عز وتمكين حتما تسقط كل الأطروحات الصهيونية العالمية الماكرة
ويسقط معهم دعاة الاستسلام من غربان المناهج الباطنية المجرمة الخمينية والنصيرية والدرزية والعلوية الجاحدة لحقيقة التوحيد وحقيقة الفهم الرشيد للصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
«وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها»
فلا عبرة لهوس المنظمات الدولية الأسيرة عند بني صهيون فلا مجال لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن المنزوع من قيم العدالة الإنسانية حتما يقع الوعد الحق الرباني الذي جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
ترامب والوجه الصليبي داخل الكنيسة:
لم يكتفي دونالد ترامب بوعده المكذوب الباطل لليهود داخل فلسطين المقدسة وخارجها
بل حمل لسان البغي الصليبي المتصهين عندما حاول مناديا على الأمريكيين بأهمية الايمان بالله والعودة للدين.
هل جهل ترامب حقيقة الوثنية الصليبية التي عليها الكنيسة متعددة الضلال سواء الأرثوذكسي أو البروتستانتي أو الكاثوليكي؟
أي ايمان يزعم ترامب العودة إليه؟ أي إله يزعم ترامب العودة إليه؟
الإله الذي ذبحه اليهود أو ذبحوا ولده تكفيرا عن خطايا ابن آدم؟
أم الآلة الذي زعم جورج بوش الأب أنه استدعاه ليقوم بجريمة العصر حين غزا العراق العربي عام 2003
وتكون الكارثة تدمير العراق وقتل الملايين فيه وفي أفغانستان والصومال وكل بلاد الإسلام..
لخدمة النبوءة الشيطانية التي زعمها بوش وجاء ترامب يجدد معالمها الجاهلية؟
أي دين يدعوا إليه ترامب دين الشذوذ العقدي والفكري والأخلاقي والاقتصادي والسياسي
وما البغي العالمي لأمريكا منا ببعيد ومن أراد المزيد يراجع الافساد الأمريكي والغربي حول العالم؟
مهلا دونالد ترامب فإن الفجور الذي سيطر على عقلك سوف يميط اللثام عن العقول العربية والإسلامية المغيبة في تيه الوسطية المزعومة التي تخدم في حقيقتها براثن الفكر والجاهلية الامريكية المعاصرة.
ليس أمام الشعوب العربية والإسلامية الا الوقوف صفا واحدا لمواجهة قزم البيت الأبيض الواهم المستتر خلف قوته المزعومة والتي هي امام جند الله رب العالمين هباء منثورا.
إن الموقف المصري والعربي والإسلامي المعاصر الرافض للتهجير موقف موفق ويؤيده كل مسلم فيه ذرة من الإيمان
ومع ذلك نأمل أن يرتق إلى صفرية المواجهة مع الصهيونية العالمية في فلسطين والبيت الأبيض الظالم
ولن يخذل الله أمة تولي وجهها شطر توحيد ربها سبحانه وتعالى حال أخذها بالأسباب الشرعية والمادية،
مهما كانت ضعيفة كما ظنت أو توهمت علو البغي الصهيوني.
فحتما تكون العاقبة للمتقين المسلمين وصدق رب العالمين سبحانه:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}.
(سورة الانفال).