عبد المنعم إسماعيل يكتب: الأوثان الخمسة ومخطط التدجين
قال تعالى : {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا.} سورة نوح
لقد أدركت الجاهلية المعاصرة مخاطر وجود رمزية الوثنية في حياة العرب حين قاموا بصناعة تماثيل لرجال صالحين مر عليهم الزمن تحت مظلة مجتمعية وهي رمزية الذكرى لأهل الصلاح .
لقد استوعبت الجاهلية الصهيونية والصليبية الدرس جيدا وعمدوا إلى تعميم هذه الرؤية الابليسية الجهنمية الخبيثة لتحويل وثنية ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا إلى دمية فكرية قابلة للتحول والتحور في حياة المعاصرين للوصول بالأمة حيث وصلت الأصنام حين نذر الجاهليون لها القرابين واللجوء لهم وقت الرخاء والى السماء وقت الشدة.
رمزية الأوثان الخمسة:
لقد نجح الشياطين على مائدة النظام الدولي في بناء كيانات مستنسخة من رموز الجاهلية القديمة لكي تسعى نحو النجاح في هدم بوصلة الأمة العربية والإسلامية بعد تمرير منهجية التدجين للعقول والمفاهيم سواء من خارج الأمة أو من داخلها فكان من الخارج:
الصهيونية والصليبية الصفوية والباطنية والقبورية وكان من الداخل كيانات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب على طول الجغرافيا الخادمة للشياطين الثالوث الجهنمي وهم:
الصهيونية والصليبية والصفوية فعمد المجرمون نحو تطبيق سياسة المسخ للعقول والتدليس حول المفاهيم والاستلاب للقيم وتغيير معالم العقل بعد تغريب اللغة العربية التي تحمل بين جنباتها حقيقة المراد الرباني والفهم المستقيم.
أوثان تمكين التدليس هم أخطر أنواع شياطين الحرب الفكرية والثقافية الساعية نحو تغيير ملامح العقل العربي والإسلامي ليكون مجرد دمية بين أيدي الصاعدون في زمن التيه والهوى بل الساعون نحو همجية التسويق لمفاهيم الاستلاب والسقوط في براثن الاستلاب القيمي بعد النجاح في شرعنة. التيه وجعله خيارا استراتيجيا عند رموز بنية البناء المؤسسي لحملة التغريب في البلاد العربية بصفة عامة تحت مظلة مواكبة التطور وكأن البعد عن الشريعة ونشر همجية الخلل الأخلاقي دربا من دروب الوسطية وهذا قمة البلاء التدجيني حين يرعى هذه المنظومة هيئات لتغييب العقول في تيه التبعية لسدنة الأوثان الخمسة ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا
حين تصبح ود نموذجا من آليات المسخ العقدي للأجيال لتصبح مجرد أدوات في تحقيق عمق البناء الدموي للنظام العالمي الجديد القائم على خدمة الكيان اللقيط في فلسطين المحتلة بعد تبني آليات الرعاية لسدنة همجية التسطيح للعقول حتى شعار فرعون الواقع الذي يعتقد في نفسه قول فرعون : {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ.} سورة غافر . ليتبجح سدنة وثنية الكيانات الجاهلية المنتصرة للأهواء لرؤية الأنا والهوى الشخصي.
إن رمزية سواع نراها جدلا في كيانات الفاشية المالية التي تسخر المال لصرف العقول والأجيال عن مسار بوصلة الكمال والتمام للدين الذي رضي الله عنه يوم حجة الوداع ليصبح المسلمون مجرد أحجار على رقعة شطرنج الأهواء حين يتم تيسير سبيل أهل المعصية والتضييق على طريق أهل الطاعة لتكون العقول مهيأة للوقوع في دروب الاستخفاف الجاهلي بعد صناعة سدنة لوثن يعوق الذي يسير نحو تغيير معالم القدوة عند الأجيال المعاصر ليصبح لاعب الكرة هو النموذج المقبول لمجرد أنه يقدم قليل من المال للمساجد أو المدارس ونحن لا ننكر رمزية التقرب إلى الله لكننا نخشى من تسطيح العقول وانتكاسة الهمة لتسير خلف رمزية الانسلاخ من القيم الحاكمة لحقيقة السير على سبيل أصحاب النعيم مخالفة لأصحاب الجحيم.
إن كوارث الأمة العربية والإسلامية تكمن في سحرة العقول الساعين لتحويل ولاءات الأمة العربية والإسلامية إلى كيانات حزبية ضيقة هذا من جانب ومن جانب آخر همجية الإسقاط في تيه الصدام بين قمة العالم الإسلامي والقاع ليتحقق لمجرمي النظام الدولي هوس الفوضى الهدامة داخل بلاد العرب ويتكرر النموذج الأندلسي بعد هوس الأنا ودعم رموز الخلل واستدراج ضحايا سايكس أنا الساعي نحو ترسيخ تيه الذاتية وشيطان جاهلية المد الفرعوني أو تيه جاهلية الصراع الصفري بين من يملكون الآلة العسكرية ومن يملكون تيه الحزبية لتحترق الأمصار بعد الفشل في إصلاح هوس النفوس أو هوى القصور.