سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وعن أبيه، تحمَّل مسؤولية قيادة الأمة الإسلامية بعد أن تنازل سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنه وعن أبيه، وصلَّى الله على جدِّه صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عن الصحابة وآل البيت أجمعين.
آل البيت والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، أجمعوا على التوافق على استلام الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان الخلافة، وهنا نقطة فارقة فاصلة كفيلة بالقضاء على دعاة تزوير التاريخ، ونبش فكرة المظلومية للسعي نحو تسويق فكرة الطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقضاء على الإجماع الذي كان يوم عام الجماعة، معتمدين على عواطف الجماهير المسلمة تجاه آل البيت رضوان الله عليهم أجمعين. وهذه العاطفة دين ندين لله رب العالمين بها، لكننا لن نجعل منها وسيلة لتعطيل الإجماع الذي تم بين شقّي الأمة، الصحابة رضوان الله عليهم وآل البيت، أو بعبارة أدق بين البيت الهاشمي والبيت الأموي رضي الله عنهم أجمعين.
انطلق سيدنا معاوية فاتحًا الدنيا، وقاضيًا على الفتن الباطنية والخوارج الذين كانوا يتربصون الدوائر بالمسلمين.
اجتهد سيدنا معاوية رضي الله عنه أن يجعل الخلافة من بعده ليزيد بن معاوية، وهذا الاجتهاد لم يُعارضه أهل العلم الموجودون في زمانه غير سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، الذي اجتهد في الخروج على طاعة أمير المؤمنين. وهنا نقول: لسنا ممن يحبون ترويج الشبهات والشهوات، خاصة في أحداث التاريخ الذي مر، لكن هناك توصيف عام لواقع الأمة بعد تنازل الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث:
جاء الصلح والتوافق على قيادة سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، تحقيقًا وإظهارًا لبشارة الرسول صلى الله عليه وسلم لسيدنا الحسن بأن يصلح الله به بين المؤمنين، فأثبت الحديث إيمان الطائفتين، وأقرَّ التوافق الذي تم، والإجماع الذي أصبح أمة فتحت الدنيا من الشرق إلى الغرب.
انطلقت جيوش الفاتحين بعد استلام معاوية بن أبي سفيان مقاليد الخلافة الإسلامية واستقر الأمر.
وهنا سؤالات:
هل كانت الأمة بحاجة لخروج الحسين بن علي عن طاعة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه؟!
هل خروج الحسين بن علي رضي الله عنه وافق عليه إجماع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين؟
نحن نقول بقدرية التدافع وحكمة الاختيار الرباني لما وقع بين المسلمين، لكننا لا نقول بعصمة الحسين بن علي رضي الله عنه وأرضاه فيما ذهب إليه بالاستجابة لفخ شيعة العراق حين راسلوه، ثم تركوه بل قتلوه، بدون أوامر بالقتل من معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أو ابنه يزيد. بل كان القتل للحسين رضي الله عنه أحد أخطر مراحل الكيد الباطني لتفكيك الأمة العربية والإسلامية السنية، لوقف التيار الأموي الذي انطلق بالإسلام والسنة والصحابة فاتحًا للديار شمالًا وشرقًا وغربًا. فلم يجد أتباع المخطّط السبئي فرصة أثمن من استثمار حماس الحسين بن علي المجتهد نحو فكرة الإصلاح، والتي لو استمع فيها لكبار الصحابة رضوان الله عليهم لما استمر في طريقه نحو كربلاء، ونخص منهم سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنه، ولكن قدر الله حتمًا واقع.
مر الزمان، واستمر الإسلام بقيادة بني أمية الكرام رضوان الله على الصحابة منهم. فلماذا يسعى البعض إلى العودة إلى نقطة الصفر وكأن الحسين لا يزال على قيد الحياة؟ وهنا يسقط البعض في تيه الطعن في البيت الأموي، أو التشويه المتعمد لسيدنا الحسن رضي الله عنه. ولكننا لنا رؤية، وهي:
التوافق الصحابي على قيادة بني أمية المشهد أمر قطعي لا خلاف عليه. فلماذا تستدعي بعض العقول نقطة النزاع لاستدعاء الطعن في الدولة الأموية رضي الله عن الصحابة منهم، ورحم الله الخلفاء والفاتحين منهم، ورضي الله عن الشهيد الحسين بن علي رضي الله عنه وأرضاه؟ فلسنا من عشاق الطعن أو اللعن، ويقين عقيدتنا السنية السلفية لا تتحرك قيد أنملة لمجرد سعي بعض الحمقى إلى تشويه الحقبة الأموية المباركة التي فتحت الدنيا، وكأنهم يريدون وقف التاريخ أو العودة لنقطة الصفر التي لم ولن تكون.
الخلاصة:
التوافق الصحابي وآل البيت هو قاعدة البناء للتيار الأموي السني المقاوم لكل حيل الباطنية السبئية القديمة والمعاصرة.
لن نترك عقيدة الأمة الإسلامية استجابة لداعي العاطفة الحسينية التي أرادت الحق ولكنها أخطأت الوسيلة، بدليل تخلي علماء الصحابة في المدينة عن اللحاق به حين أراد الذهاب لكربلاء.
رضي الله عن الشهيد الحسين بن علي الذي قتله أهل الإجرام الذين يعادون آل البيت ولا يحبون بني أمية الكرام.
استمرار العلاقة والمصاهرة بين البيت الأموي وبني هاشم عامة وآل البيت خاصة، فيه وقف لكل دعاوى العداء الموهوم كما يزعم شيعة ساسان الرافضة الذين يرفعون راية آل البيت لتمرير الطعن في الصحابة رضوان الله عليهم عامة، وآل البيت الأموي خاصة.