مقالات

عبد المنعم إسماعيل يكتب: الحال والمآل وأسرار القدر

في غالب حياة الناس أنهم ينظرون للأمور بمعايير سطحية ظاهرية مادية لا تدرك مكنون الأمور ومآلاتها ومن هنا يأتي الخلل في التصورات والسلوكيات وجاءت السنة المحمدية الصحيحة على صاحبها الصلاة والسلام تبين للناس أدب وفقه النظر للأمور وتقييم الواقع والخوف او رجاء المستقبل.

حذار ان تكون سطحياً تنظر للأمور بتعجل.

حذار أن تكون متعجلاً فتحكم على الواقع متسرعاً

أحسن الظن واقبل العذر وارجُ الفضل من الله واستسلم لتدبير الملك سبحانه.

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم َقالَ: «وَبَيْنَمَا امْرَأَةٌ فِي حِجْرِهَا ابْنٌ لَهَا تُرْضِعُهُ إِذْ مَرَّ بِهَا رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ، فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذَا».

قَالَ: «فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ».

قَالَ: «ثُمَّ عَادَ إِلَى ثَدْيِهَا يَمُصُّهُ».

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْكِي صَنِيعَ الصَّبِيِّ وَوَضْعَهُ إِصْبَعَهُ فِي فَمِهِ، فَجَعَلَ يَمُصُّهَا. «ثُمَّ مُرَّ بِأَمَةٍ تُضْرَبُ، فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا».

قَالَ: «فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَأَقْبَلَ عَلَى الْأَمَةِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا».

قَالَ: «فَذَلِكَ حِينَ تَرَاجَعَا الْحَدِيثَ، فَقَالَتْ: حَلْقَى، مَرَّ الرَّاكِبُ ذُو الشَّارَةِ فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهُ، فَقُلْتَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، وَمُرَّ بِهَذِهِ الْأَمَةِ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا، فَقُلْتَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا. فَقَالَ: يَا أُمَّتَاهْ، إِنَّ الرَّاكِبَ ذُو الشَّارَةِ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ، وَإِنَّ هَذِهِ الْأَمَةَ يَقُولُونَ: زَنَتْ وَلَمْ تَزْنِ، وَسَرَقَتْ وَلَمْ تَسْرِقْ، وَهِيَ تَقُولُ: حَسْبِيَ اللَّهُ».

حكم الحديث: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

في الحديث البديع السابق:

عقول الناس في أول الأمر كانت كزماننا تنظر للأمور من خلال النعم الزائلة التي تتلاعب بعقول العوام.

يمدحون الأحمق لكونه يركب سيارة فارهة أو يمدحون صاحب المال لمجرد أنه نصاب تم تأجيل بطش الله به فكان فخاً للمغفلين الذين لا يحسنون إلا لغة الجنية والدولار والريال أو السُلطة أو علمانية فاشية أو التزاماً مشوهاً مبتوراً متناسين مكنون قدر أو حكمة إملاء أو عظيم اللطف في المنع والله المستعان.

عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights