أقلام حرة

عبد المنعم إسماعيل يكتب: الصهيونية والحرب الشاملة على الأمة «غزة أنموذجا»

منذ فجر التاريخ الإسلامي يوم أن نجح المسلمون بقيادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في تخليص جزيرة العرب عامة والدولة الإسلامية خاصة من شر يهود بل وضع للامة العربية والإسلامية ميثاقا واضحا كما ورد في السنة الصحيحة كما ذكر البخاري (3168) ومسلم (1637)

أخرجوا المشركين من جزيرة العرب. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاليهود عليهم لعنة الله مجمع الجاهلية العالمية وهذا الحديث فيه عظمة علم الاستشراف المحمدي لمستقبل أمة الإسلام واستقرار جغرافيا دولها عامة ومنطقة الشرق الأوسط حول المقدسات الإسلامية خاصة.

وورد عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (لأخرجنَّ اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً) أخرجه مسلم (1767).

والصحابي الجليل امين الأمة أبي عبيدة بن الجرَّاح رضي الله عنه قال: آخرُ ما تكلَّم به النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (أخرجوا يهودَ أهل الحجاز، وأهل نجران من جزيرة العرب، واعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) رواه أحمد (3/221) وصححه ابن عبد البر في «التمهيد» (1/169)، ومحققو المسند، والألباني في «السلسلة الصحيحة».

إن اليهود والصهيونية العالمية والصليبية والصفوية مدارس جاهلية شيطانية اجتمعت حول مائدة الشيطان الرجيم لأخذ العهد والميثاق فيما بينهم لتحقيق الحلم الابليسي الخبيث الساعي نحو تفكيك عقول الأجيال المعاصرة للأمة العربية والإسلامية ثم هدم محاضنها الجغرافية التي كانت مقرا للحكم النبوي والخلافة الرشيدة والممالك العادلة لبني أمية والعباس وعثمان لأنهم شكلوا في عمومهم النواة الصلبة للأمة العربية والإسلامية لذا كان ثلاثي الجاهلية المعاصرة الصهيونية والصليبية والصفوية مجتمعين أو متفرقين بإعلان الحرب المفتوحة على الإسلام والسنة والصحابة والتابعين رضوان الله عليهم ثم اعلان الحرب على عقول الأجيال العربية والإسلامية على ممر التاريخ ثم اعلان الحروب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية على كل شبر من دول العالم العربي والإسلامي بصفة عامة ومرابض أهل السنة والجماعة بصفة خاصة العراق والشام ومصر الأمة والتاريخ بصفتهم الضلوع الحارسة لقبلة الأمة الإسلامية مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف.

تاريخ الحروب الجاهلية ثلاثية الصاد:

منذ مكر يهود بني قريظة وبني النضير وبني قينقاع إلى رأس الجاهلية الصهيونية والصليبية العالمية دونالد ترامب ووكيلة نتن ياهو رأس حربة الكيان الصهيوني في إسرائيل لم تتوقف الحروب المباشرة على الأمة العربية والإسلامية أو الغير مباشرة والتي كان منها:

الحروب المفتوحة على إجماع الصحابة رضوان الله عليهم ومن ثم الترويج لفتنة التشكيك في الجيل الراشد الذي رباه الرسول صلى الله عليه وسلم ليتم من خلال هذه الفكرة الجهنمية الشيطانية تمرير مخطط الاسقاط المتعمد للسنة النبوية الشريفة على صاحبها الصلاة والسلام.

الحرب الصهيونية استثمرت في نقير يحقق غايتها الشيطانية وكل قطمير يشعل فتيل النزاعات داخل الأمة العربية والإسلامية فسعى المجرمون من غربان الباطنية ذات الجذور الصهيونية والصليبية إلى تفكيك العقول والنفوس والقلوب العربية والإسلامية معتمدين سياسة تفخيخ المفاهيم وتغيير طبائع العقول والنفوس بما يحقق سيطرة التيه الجاهلي عند كل خلاف لإخراج منه علل للنزاع ومن ثم فتح مهالك الصراع البيني داخل أطياف المجتمع العربي والإسلامي ويتحقق هذا الحلم الخبيث كلما نجح دعاة الشؤم الجاهلي في ترسيخ صفرية المعارك بين أبناء الوطن الواحد أو المذهب الفقهي الواحد أو أبناء العقيدة السنية المجتمعة على محبة الله والرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم تحت مظنة الحق الموازي لكل عقل من العقول المعاصرة خاصة التي سقطت في تيه الجماعات السرية الوظيفية التي جعلت لها بيعة سرية أو ولاءات فكرية خاصة جعلتهم يتعاملون مع الجماعة الخاصة بهم على أساس أنها الوريث الحصري للإسلام والأمة ومن هنا نجح غربان الولاءات المتجددة حسب الهوى في استهلاك جهود الأمة خلال قرن ماضي في عشوائية نجحت في تفخيخ الأمة وصناعة مظلوميات كارثية استهلاكية للزمن بلا تغيير فاعل أو مدافعة للباطل موازية فكم من أفعال كان ظاهرها الرحمة وحملت بين ثناياها معاول الهلاك والدمار خاصة مع فقد الندية والتوازي مع الأعداء والخصوم.

في واقع الخطر الصهيوني والصليبي والصفوي المعاصر تقف جيوش عالمية أمريكية وبريطانية وفرنسية وروسية وصفوية خمينية أو صينية وثنية أو هندوسية مجوسية من خلال رأس الحربة الإسرائيلية المحتلة لفلسطين في مقدمة الحروب المفتوحة على الأمة العربية والإسلامية.

يتناغم مع الحروب الجاهلية المعاصرة حكام باطنيون مجرمون أمثال النظام الخميني والدول الداعمة لحروب تفكيك السودان واليمن وفلسطين والشام وإعلان الحرب الماكرة على مصر الكنانة عن طريق الشراكات الاقتصادية اليهودية مع النظام الفاشي في اثيوبيا المجرمة رأس الحربة في الحرب الناعمة والظاهرة على مصر والسودان لتكون خنجر لي خاصرة دولة الحراسة للأمة العربية والإسلامية حين يأتي طوفان المغول الجدد أو التتار الجدد أو الحملات الصليبية الترامبية المعاصرة أو حروب التهجير للشعب الغزاوي الفلسطيني لتمرير مخطط التلمود الصهيوني الخبيث.

إن الحرب على غزة ليست حصرية في المكان بل هي بروفة ونموذج للحروب القادمة التي تحلم بها الجيوش الصهيونية والصليبية والصفوية على مدن العالم العربي والإسلامي في العراق والشام ومصر والحجاز والأردن خاصة إذا تم تجريف شعوب هذه الدول واسقاطهم في تيه الترفيه والخديعة الظالمة باسم السلام أو الوسطية أو الاعتدال حال قبول مخطط النظام الدولي الجديد بحرمانهم من امتلاك الأسلحة النووية لتكون سلاح ردع من العدوان الإسرائيلي أو الصهيوني أو الإيراني أو الأمريكي أو الغربي بشكل عام.

إن حروب التجهيل العلمي والأخلاقي وترسيخ الغباء والشهوات في الشعوب لا تقل خطورة عن الحروب النووية الظاهرة.

الخلاصة:

إن امتلاك الأمة العربية والإسلامية عامة ومصر الكنانة خاصة السلاح النووي والجيوش القوية صاحبة العقيدة الإسلامية الصحيحة هي الضمان الوحيد من الوقوع بين فكي المناهج الجاهلية المعاصرة سواء كانت صهيونية أو صليبية أو صفوية خمينية.

الحذر من الصهيونية العالمية والصليبية الغربية ليس معناه قبول السقوط في تيه الجاهلية الخمينية الصفوية أو التنظيمات البديلة عن الشعوب العربية والإسلامية السنية لأنها بمثابة فخاخ استهلاكية لاستنساخ ملوك الطوائف المدمرة للأمة كما كانت في زمن السقوط الاندلسي أمام طوفان نصارى الغرب الأوروبي الصليبيين.

عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights