أقلام حرة

عبد المنعم إسماعيل يكتب: الصهيونية ومخطط تفكيك الأمة وهدم الكتل الصلبة

تمر الأمة العربية والإسلامية بمرحلة خطيرة من مراحل الصراع مع اليهودية والصليبية العالمية والتي تقف الصهيونية على الرأس منها حيث تنفذ مخططات التفكيك لعقلية الأفراد والكيانات والدول والأمة العربية والإسلامية بشكل عام عن طريق الاليات الآتية:

هنا قاعدة وجب التنبيه عليها وهي ليس كل تعامل مع اليهود يعتبر سقوط في تيه التطبيع أو تغيير لمعالم العقل العربي والإسلامي وهذه نقطة رئيسية في ضبط التصور العقلي والفكري لكل مسلم حتى لا يصبح توزيع الأحكام على الناس عملا عاطفيا أو اندفاعيا حماسيا.

الآلية الأولى في تنفيذ الصهيونية العالمية لمخطط التفخيخ والتفكيك يكمن في صناعة العملاء من خلال مخطط الشراكة الاستراتيجية الذي يستهدف تفخيخ وتفكيك العقل الجماعي للأمة العربية والإسلامية بعد نجاح الصهيونية والصليبية في اسقاط بعض العقول والكيانات والدول في شراك تيه التعاون مع الصهيونية في اتفاقيات ظاهرها التعاون الاقتصادي وباطنها تغيير البنية العقلية والفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية للكيانات والدول المعاصرة فيما عرف عنه السقوط في تيه التطبيع مع الكيان المحتل الإسرائيلي.

الآلية الثانية: تفخيخ العقل الجمعي للأمة العربية والإسلامية عن طريق التركيز على أخطاء الحكام والعلماء والدعاة بحيث يتم محاكمة اجتهادات العلماء والدعاة والمفكرين والساسة على موائد الجهل والهوى والحماس والعاطفة الغالب على عقول الشباب والأجيال المعاصرة.

الآلية الثالثة: وهي استدعاء الرؤية الصفرية عند التعامل مع قضايا خلاف التنوع والنزاع المقبول أو المرفوض بحيث تصل الأمة إلى كابوس المظلومية الخاصة بكل فصيل أو جماعة أو حزب أو طائفة.

الآلية الرابعة: هدر قيمة التاريخ الاسلامي عقب تشويه الآيات الاستدراج الخادم لمنهجية الاستنباط عند كل طائفة مثل استدلال فريق من الدعاة المعاصرين بخروج الحسين لملاقاة خصومه في كربلاء وفريق آخر يقوم بالاستدلال على فعل الحسن بن علي رضي الله عنهم أجمعين في عام الجماعة

العجيب والشاهد هو أن عقول المعاصرين هدموا قيمة الكرامة العلمية للباحثين المعاصرين عندما يستدل فريق بثبات ابن الزبير أمام الحجاج وفريق آخر بصلاة ابن عباس رضي الله عنهما خلف ابن يوسف الثقفي رحمه الله رحمة واسعة.

الآلية الخامسة وهي استدلال حيل الذكاء الاصطناعي لتشويه أبناء الأمة العربية والإسلامية عن طريق الأكاذيب او تركيب المقاطع الفكرية لتشويه بعض الدعاة أو عمومهم.

الآلية السادسة وهي تكمن في تفخيخ العقول والنفوس والمفاهيم الجزئية الحاكمة. ليسهل على الأمة العربية والإسلامية النجاة في زمن الاستدلال الغير منهجي.

الآلية السابعة تكمن في دعم الإعلام الوظيفي الساعي نحو تفكيك الأمة العربية والإسلامية في كابوس التبعية والدوران في كهف الجماعة والحزب أو على حسب رؤيتهم بحيث يتم القضاء على فكرة الاعتصام في واقع المسلمين.

الآلية الثامنة والخطيرة بل أخطرهم وهي كيف نجحت الصهيونية في بناء نفسية الأتباع؟

كيف استطاعت الصهيونية الوصول بالبنية العقلية لجماهير الأمة العربية والإسلامية لمرحلة خطيرة جدا وكارثية؟

إذا انقلبت الجماهير على مخطط التبعية سقطت في تيه العشوائية والفوضى الهدامة وإذا رفضت التغيير والإصلاح استقرت الكوارث العقدية والأخلاقية والفكرية والسياسية والاقتصادية في واقع الأمة وإذا ظهر طوفان من الوعي نجح العملاء في تشتيت العقلية الجمعية للأمة ومن ثم صنعوا من أدوات النصرة معاول هدم.

لقد أيقن عقلي ونفسي ارتباط الصهيونية والصليبية والصفوية الباطنية والطائفية المدمرة للعقل الجمعي للأمة بالشيطان اللعين الذي يضع عرشه على الماء لنشر مهام جنوده في الافساد المتوالي في الأرض بعمومها.

إن الإصلاح الشامل الان مهمة ربانية نبيلة جدا لكنها صعبة جدا جدا جدا ومع ذلك ليست مستحيلة لحسن ظننا كمسلمين في الله رب العالمين سبحانه.

هل يستطيع علماء السنة والجماعة الذين يشكلون المنهج الرباني الصحيح في وسط أمواج من الهوى والضلال أن يقوموا بمهمة نشر الوعي بحيث يتم تصحيح مسار الحاكم والمحكوم؟

هل بإمكان العلماء تقديم نموذج رشيد يستوعب جهود الأفراد والجماعات والدول بعيدا عن صفرية الرؤية التي إما تفتح الطريق أمام الهلاك والصدام الخادم للصهيونية أو تساهم في مزيد من الضلال والإضلال للجماهير باسم الوسطية والاعتدال الذي خرج من رحم النظام الدولي الأسير عند بني صهيون؟

لكم الله يا علماء السنة والجماعة لكم الله يا دعاة السنة والسلفية الرشيدة البعيدة عن هوس الأنا وفلول الذاتية الكارثية.

لكم الله يا شباب الأمة العربية والإسلامية الذين يعيشون بين صهيونية العدو الإسرائيلي وصهيوينة العقول الكارثية ذات الأسماء العربية وباطنية بعض الرؤوس الحاكمة في الدول ذات النفوذ المالي المنحرفين عقديا وفكريا حتى وصلوا إلى مرحلة الاستغراق في كابوس التبعية والدوران في فلك طاغية النظام الصهيوصليبي.

لكم الله يا أبناء الشام فأنتم درة الفؤاد في زمن الانتكاسة ولكنكم تحتاجون حكمة معاوية بن أبي وبصيرة خالد يوم الانسحاب بفقه إدارة المعركة.

لكم الله يا أهل مصر الأمة التي يبدوا أنهم يغردون خارج سرب الانتكاسة والردة الأخلاقية التي عصفت بالجميع ممن يرون أنفسهم عرب حين يبدوا في واقعهم أنهم أعراب ومن ثم نقول كوارثنا ولا ابي بكر لها.

عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى