مقالات

عبد المنعم إسماعيل يكتب: الغرب ومتوالية العداء للأمة الإسلامية

لقد ورث الغرب الصهيوصليبي وثنية خالصة نجح إبليس في تسويقها في غلاف اليهودية المتعصبة تارة والنصرانية العريقة من دجل الكنيسة تارة أخرى.

بمجرد نجاح الكنائس الغربية في تحقيق مخطط إسقاط الأندلس عام 1492 بعد فاشية المد الطائفي حتى بدأت ريح الثورة الفرنسية وسقوط أوروبا بين فكي الكماشة الشيطانية العلمانية من جانب والتوافق مع الجذور الصليبية من جانب آخر حتى أصبح الصليب شعار الكفر النصراني قاسما مشتركا بين كل الأعلام الوطنية الخاصة بكل دولة من دول الاتحاد الأوربي.

متوالية العداء الصهيوصليبي تكمن في العمل على كل المحاور والتخطيط العميق الذي يستوعب عقود لامتلاك ناصية استشراف المستقبل في علم تربية القادة القادمين إلى سدة الحكم في غالب بلاد العالم الثالث خاصة.

مراحل متوالية العداء الصهيوصليبي:

مرحلة صناعة فتنة وكارثة الباطنية الناتجة عن فاشية وعشوائية التعايش حال الدمج لشعوب فارس وتمدد ظاهرة الترجمة وفتح المجال أمام الاحتكاك بلا حدود مع موروث الغرب والشرق من فلسفة محددات الانطلاق لها هو الشك في كل شيء حتى تصل إلى اليقين في صورة من أوضح معالم جاهلية الانحراف الفكري باسم العقلانية في التفكير. وهذا من جريمة الخلط بين الانحدار الفكري والذوبان العقلي في عقلية الآخرين.

الإسلام لا يجحد طبيعة العقل في البحث والفهم ولكنه يؤدب العقل حال الاستماع لنصوص الوحي الإلهي والسنة النبوية الشريفة الثابتة لأن عبودية الاستسلام أحد أهم دلائل صحة العقل البشري واستقامته في الواقع أو عبر التاريخ أو المستقبل.

صناعة خلايا التشكيك في الثوابت والمتغيرات الإسلامية بحجة تبني فكرة المعاصرة أو المواكبة أو الحضارة هكذا زعموا أمام العقل المستلبة التي لا تدرك حقيقة التمدد الغربي في المراكز البحثية والعلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والأكاديمية والاستشرافية للمستقبل خاصة حتى يستطيع المجرمون من أتباع مدرسة التغريب تمرير فكر سلخ  الأمة من ثوابتها جملة واحدة أو بالتدريج المهلك التاريخ والتراث والواقع والمستقبل.

دعم الميليشيات التي تنجح في هدم الكتلة الصلبة للأمة العربية والإسلامية بل لكل القوى على الأرض فالغرب لا يؤمن الا بالمدرسة البراجماتية الخالصة فمن أجلها:

يصنع للحروب المباشرة والحروب بالوكالة يدعم الشياطين مثل تبنيه لشيطان القرن الخميني وسلمان رشدي وكل رموز الكفر والإلحاد تحت مسميات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب والهلاك .

يقوم الغرب بتربية القيادات السياسية والاقتصادية الغريقة في فكرة التبعية ومن ثم لا يؤيد الغرب إلا العقول الأسيرة في منهجية التحرر العقدي والفكري من الإسلام والتوحيد والسنة والإجماع الموروث من فقهاء الأمة وأهل الحديث واللغة والاقتصاد.

يتبنى الغرب متوالية الاستسلام لمخططات بني صهيون وصليب في وقت واحد عن طريق تسخير الإعلام المحرك للعقول والمفاهيم خاصة بعد خطة شيطان التفرق والهلاك التي صنعها عقب تيه التعصب للحدود المصنوعة بين المسلمين.

وتبقى استراتيجية الفوضى الهدامة أو الخلاقة كما زعم أهل الإجرام الغربي أحد أهم سياسات مجمع التدمير الشامل لمنظومة الفساد المعاصر للأمة العربية والإسلامية في وقت واحد بفتح الحرب الشاملة على كافة حدود الجغرافية في كافة بلاد العالم الإنساني فتجد حروبا اقتصادية على مصر وحروب بالمخدرات على مصر الأردن والسعودية وحرب الطائفية على العراق وحرب الشيطان على لبنان واليمن.

باختصار حرب صناعة الكيان اللقيط في فلسطين بعد هدم الخلافة وتحويل بلاد المسلمين إلى كلأ مباح أمام جيوش الغرب الداعم إلى الديكتاتورية والمؤيد للصراعات لتكون النتيجة واحدة وهي تفكك بلاد العرب والمسلمين بعد الرهان على شيطان القومية وخرائط الدم كما يخطط شياطين البيت الأبيض ولندن وموسكو وباريس والصين الوثنية التي احتلت دولة تركستان الشرقية بعد ابتلاع الهندوس الهند التي حكمها الإسلام ألف عام ويزيد ثم خاتمة الحروب هي حرب صندوق النقد الدولي أو صندوق النكد الدولي بعد حروب تجريف بلاد العالم العربي من العقول العلمية ليبقى بلاد العالم العربي والإسلامي ضحايا على موائد اللئام فمن لا يهلك بالحروب المباشرة يهلك بالحروب الغير مباشرة كما حدث في حرب العراق والشام ومالي والنيجر لكي لا تتمكن بلاد المسلمين من امتلاك ناصية القوة العلمية والعسكرية التي تعتبر خط الأمان بعد الإسلام والتوحيد والسنة والإجماع.

حرب التجهيل ومنع بلاد العالم العربي والإسلامي من امتلاك تكنولوجيا المعلومات عامة والصناعات العسكرية خاصة تمثل أحد أهم أسباب الحروب الغربية على العرب والمسلمين.

الغرب شياطين لهم في كل شبر من الأرض كارثة فأرض يهلكوها بالحروب والنزاعات وأرض يدمروها بالفقر والتجهيل وأخرى يسرقونها ويجعلونها مجرد مخزن للمواد الخام ثم مخزن للنفايات.

الغرب لا يريد بلاد العرب والمسلمين إلا مجرد بلاد وظيفية لتحقيق أطماعه التوسعية من خلال سلاسل التدليس الفكري والتلميع الإعلامي لعصابات المد الصهيوصليبي.

نحن نعتقد أن هذه الحرب أزلية لن تنتهي ولكننا نتعايش معها بمنهجية البناء العقدي والفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي للأمة العربية والإسلامية فلن تكون من ضحايا الطائفية لمجرد وجود خلل أو من عشاق العلمانية لمجرد وجود جاهلية في التفكير أو من شؤم التكفير لمجرد وجود بغاة طغاة مفسدين نحن أمة لنا بوصلة لتحديد طبيعة الحق الرباني والفهم المستقيم والسلوك القويم بوسطية تعيد الجميع للأمة وكليات المفاهيم لا جزئيات الهلاك البيني.

عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights