روى البخاري في صحيحه عن عبدالله بن هشام قال: كنا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو آخذٌ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إلى من كل شيء إلا من نفسى، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم -: لا والذى نفسى بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلى من نفسى، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: الآن يا عمر ، قال ابن حجر: أي الآن عرَفت، فنطَقت بما يجب.
..
ومن قول النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو المشهور المحفوظ: ((ثلاث من كن فيه، وجد بهنَّ حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرءَ لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يُقذف في النار.
..
روى أنس أن رجلا جاء فسأل النبي – صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله، متى الساعة؟ فأعرض عنه النبي – عليه الصلاة والسلام – ثم عاد إليه، فقال: ما أعددتَ لها؟ قال: حب الله ورسوله، فقال: فإنك مع من أحببتَ.
..
تأتي المناسبة الشريفة لميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم كل عام لتنقسم جماهير الأمة العربية والإسلامية في كيفية التعامل معها مما جعل تراث الأمة الفقهي كلأ مباح لاستنباط أدلة المنع أو الجواز مما أصاب عقول جماهير الأمة العربية والإسلامية بحالة من فقدان الثقة في الطرفين أو شعور البعض بعشوائية الطرح العلمي الموجود في الواقع المعاصر.
..
المانعون للاحتفال بذكرى المولد يعودون لأصل منهجهم وهو أنهم لا يقومون بفعل شيء تعبدي الا بدليل من كتاب الله أو من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من فعل الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ومن ثم يدركون أن حديث النبي صلى الله عليه كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار امر ثابت وراسخ في تحديد الموقف النهائي من كل محدثة خاصة التي كان لها مقتضى في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لك يفعلها صلى الله عليه وسلم ولم يفعلها الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وبالتالي يصبح فعلها الان محدثة من البدع الضالة التي وجب البعد عنها .
الذين يجيزون الاحتفال بميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم يعتمدون على منهجية الفهم بأن المسكوت عنه بعدم صدور نهي من الرسول بعدم الاحتفال يفهم منه الجواز ومشروعية الأمر خاصة أنهم يرون هناك مناسبات مجتمعية تمر في واقع الأمة العربية والإسلامية أقل بكثير من مناسبة ميلاد سيد البشر صلى الله عليه وسلم ومع ذلك الأمة تحتفي وتحتفل فكيف يروق لهم أو غيرهم أن تمر المناسبة كغيرها من المناسبات هكذا يفكر من يرون جواز الاحتفال بميلاده صلى الله عليه وسلم.
..
للجمع بين القولين السابقين بكيفية نصرة السنة المحمدية وتحقيق شرف عبودية الإتباع الكامل للرسول صلى الله عليه وسلم مع المحافظة على الحقوق الربانية لجناب النبوة على صاحبها الصلاة والسلام نقول يجب ترسيخ أدبيات وثوابت منهجية في حياة المسلم والأسرة والقبيلة والقرية والمدينة والدولة والأمة حتى لا يظن مسلما أن الأمر يتعلق بمظاهر مجتمعية واحتفالات شكلية يقصد منها الاستهلاك الزمني أو معايشة وهم وأوهام التعبد والتعظيم المحصور في مراسم اجتماعية تجمع بعض المحرمات مثل المزامير والطبل والاختلاط أو القصائد الشركية التي يقوم بها ضحايا الطرق الصوفية القبورية الموروثة عن الدولة العبيدية الظالمة الاثنى عشرية الإسماعيلية الباطنية الهالكة :
اولا : يجب اظهار أن ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم كمل وتم فضل الله عليه صلى الله عليه وسلم باختياره رسول نبي لإخراج البشرية من الظلمات إلى النور من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة فالميلاد النبوي للحبيب صلى الله عليه وسلم هو بداية الانطلاقة لتعميم رسالة الرحمة للعالمين بكسر أوكار الشرك ومرابض الجاهلية القديمة والمتجددة فلا كسرى بعده ولا قيصر بعده بل وكل امر من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمه الشريف صلى الله عليه وسلم فلا تحاكم لغير الله ولا ولاء على غير مراد الله عزوجل ولا براء الا على شريعة الله عزوجل .
ثانيا : الميلاد النبوي الشريف للرسول صلى الله عليه وسلم هو إعلان عبودية الإتباع المطلق للرسول صلى الله عليه وسلم فلا نصرة ولا انتصار للهوى البدعي ولا تجاهل للمدارس الباطنية التي هدمت الإسلام والتوحيد والسنة مثل مدرسة عبيد الله بن ميمون القداح المجرم الذي أسس الدولة الشيعية الرافضية الفاطمية كذبا وزورا كما مكر اليهود في تحريف الإصطلاح ومن هنا نقول ماذا تقصدون بالاحتفال ؟
هل تهدفون إلى استغلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف إلى ترسيخ قبول الجماهير للبدع والضلالات بمزاعم المحبة المطلقة للرسول صلى الله عليه وسلم ؟
هل تهدفون تقديم أصحاب النسب المزور لكثير من الطرق البدعية الموجودة على الساحة وتقديمهم للجماهير على أساس أنهم أصحاب الحق النبوي المهضوم كما يخطط المجرمون من الرافضة بمزاعم الإمامة والعصمة لآل البيت رضوان الله عليهم أجمعين؟
هل تريدون من خلال الاحتفال اعلان الحرب على قواعد علم الحديث في قبول الروايات لتحقيق المخطط الخبيث الساعي نحو تضعيف السنة النبوية الشريفة الصحيحة الواجب العمل بها ثم الانتقال إلى تصحيح الضعيف والموضوع نصرة للهوى لمجرد أوهام الكذب له صلى الله عليه وسلم وليس عليه كما يزعم الوضاعون على ممر التاريخ ؟!
هل تريدون من خلال الاحتفال تقديم رموز الضلال القبوري والصوفي المنحرف على أساس أنهم حماة الجنابة النبوي الشريف ولو تدبر الأمر عاقل لادرك تمام الإدراك أن البدع والضلالات اعلان حرب كاملة على الرسول صلى الله عليه وسلم بل هي اتهام للرسول صلى الله عليه وسلم بخيانة الرسالة حين يتم اختراع محدثات وبدع ما أنزل الله بها من سلطان من خلال التلاعب بالعقول لأنهم يقولون نحن نحب الرسول صلى الله عليه وسلم ونحب ذكراه ولو صدقوا في دعواهم لجعلوا الإتباع المطلق السنة المحمدية ومنهج السلف الصالح صحابة رسول الله صلى الله عليه هو الفيصل في الحب والاتباع الكامل للرسول صلى الله عليه وسلم ؟
محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ومحبة ذكراه الشريفة ليست محصورة بزمن محدد بل عبودية كاملة تسيطر على حياة الفرد والأسرة والمجتمع والأمة بشكل عام.
مزاعم المحبة ليست حيلة لكثرة الطرق البدعية الجاهلة بالسنة أو الداعمة للبدع والمنكرات تحت ستار المحبة لأن حقيقتها اخلاص لله واتباع مطلق للسنة المحمدية كما فهمها الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين والقرون الفاضلة الثلاثة الأولى التي حثنا الشرع الحنيف على محبتها ويزداد الحب حبا كلما قرب الزمان من زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
لسنا ممن يضيق واسعا وكذلك لسنا ممن يجهل مآلات الابتداع و متوالية الخروج عن فهم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ولسنا ممن يقفون حجر عثرة في طريق قبول المتغيرات التي يقبلها الشرع الحنيف لحراسة الثوابت واعظمها التوحيد الخالص لله رب العالمين والاتباع الكامل للرسول صلى الله عليه وسلم وقبول فهم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين..
هل من العقل أن نقبل السقوط في فخ مزاعم الاحتفال لنجد أنفسنا والأجيال شركاء في تجديد دماء الجهالة والجاهلية الباطنية البدعية الشركية يباح فيها كل محرم ويهدم فيها ركن التوحيد ويمدح فيها كل شيء إلا النص الصحيح والعقل الصريح ؟
ماذا حصدت الأمة من عصابات الطرق البدعية المخاصمة للشريعة والسنة النبوية الشريفة وفهم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.؟
يجب أن تكون المناهج الدعوية موازية لحجم التحديات العالمية التي تواجه المسلمين خاصة مخطط تفكيك النواة الصلبة للأمة العربية والإسلامية لتصبح شيع وأحزاب أمام مخطط بني صهيون الساعية لفرض الهيمنة الأمريكية والاسىرائيلية على جغرافيا اسرائيل الكبرى كما تحلم شياطين الغرب الصهيوصليي .
السنة المحمدية الصحيحة هي نواة العز والصلابة للأمة العربية والإسلامية فهي سيف الفتوحات الإسلامية على ممر التاريخ وهي العاصم من قواصم الهوى وهي ممر النجاة من فتن الأهواء المتجددة خلف طرق الضلال الزاعم بأن الرب عبد والعبد رب أو بين كوارث الذكر الضال اهم صكك هلع يصو أو غربان التدجين الفكري للعقول عن طريق بدع الطواف بالقبور والاستغاثة بالمقبور والتعلل بضعيف الأقوال ومكذوبها انتصارا للهوى المتجدد خلفا لعقل عقل غير صريح أو نص غير صحيح.