عبد المنعم إسماعيل يكتب: المساكين بين سكاكين من هجر ومن غدر
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف فى هذا المسجد شهرا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل) أخرجه ابن أبى الدنيا في كتاب قضاء الحوائج (ص 47، رقم 36) وحسنه الألباني (صحيح الجامع، 176).
يقاس التقييم لحقيقة نفعك للمسلمين على حسب وسعك الذي رزقك الله إياه الأمر ليس مجرد جبر خاطر لمجرد توزيع الزكاة المفروضة أو الصدقات التي يتم من خلالها تلميع صاحبها على أنه المنفق الكريم.
شفاعتك للمسلمين في تيسير مصالحهم بعيدا عن تعطيل مصالح الناس أمر محمود وأفضل مليون مرة من كثرة الصدقة عليهم فالإسلام يحرص على إقامة العزة في حياة المسلمين لا مجرد السعي نحو كسرهم بالديون أو العطايا الوظيفية الماكرة.
ضع بصمتك بين أهل الطاعة من أرحامك لا تتخلى عنهم حسبة لله رب العالمين حتى لا يمر الزمن وتجف دماء الأرحام من بقايا الرحم وعند دورة الزمن تجد مرارة السلبية منك سببا لحرمانك من النوم إن كان في القلب بقية حياة.
احمل عقلك وقلبك على تقديم النصيحة للمسلمين حولك فهناك من يحتاج لفكرة ومن يحتاج لدعم معنوي ومن يحتاج لصلة الرحم ومن يحتاج مشروع صغير يكتسب منه جنيهات أو ريالات قليلة.
حذاري أن تغرق في مشاكلك الشخصية فوالله لن تخرج منها فمن عاش في رفع هموم المسلمين عافاه الله من الهموم.
اعمل لله افتح باب خير هنا وساهم في فكرة هناك ولا تلتفت نحو المجرمين المتربصين بك على. قارعة الطريق فالحسد اشره في الدين لأن هناك ناس لا يطلبون منك إلا أن تنتكس وتعاملهم بالمثل وهذا لا يليق بك فصاحب الإحسان كريم وكم من شفاعة كانت سببا في الفتح على المسلمين افضل من ملايين الصدقات .
احذر أن تكون من مصاصي دماء المساكين الذين سقطوا بين جحيمين الأول إجرام من تخلى وجحد وظلم والثاني إجرام من حول المسكين إلى فريسة يعطيه في الصباح ليشتري منه مستقبله في المساء بأبخس الأسعار في جريمة لا يفعلها إلى مجرم مفتري جاحد ومصاص للدماء رفع راية الأمم المتحدة في عطاياها حيث تعطي مساعدات بملايين وتشتري أصول الدول بالبخس وليس أمام الفقير الضعيف إلا سكينة الظالم الأول الذي هجر وساطور الظالم الثاني الذي غدر.
الخلاصة:
اذا كان هذا الحديث الشريف بين وأظهر جزاء من نفع المسلمين فكيف بمن صعد فوق عظام المساكين ورقص بطرا وكبرا حين انكسر غيره حاجة للآخرين.