عبد المنعم إسماعيل يكتب: المسلم بين ربانية التكاليف واجرام دعاة التحريف

في واقعنا المعاصر تعيش أمتنا العربية والإسلامية بين مطارق الأعداء وسندان تفرق الأولياء ومن ثم زاد البلاء وفتحت أبواب الفتن والمحن على الأمة.
ومما عمت به البلوى في واقعنا المعاصر بلوغ التنازع بين ابناء الامة الاسلامية منتهاه حتى وصل الأمر إلى فاشية التفرق حول النقير والقطمير من متغيرات الواقع العقلي والنفسي والفكري والأخلاقي والاقتصادي والسياسي للأمة العربية والإسلامية حتى وصل الأمر إلى انحدار العقل الاسلامي إلى مرحلة التيه النفسي خاصة عند رموز العمل الإسلامي المعاصر الذي سقطت فيه الجماعات الإسلامية إلى جب الهوى والهاوية حتى شيطن بعضهم بعضا ووصل الامر شرعنة دعشنة العقول والتكفير على الراية الحزبية أو الرؤية السياسية بعد تغيير ملامح الاستدلال عند فتح ملفات التاريخ لعلاج قضايا الواقع المعاصر في كافة الجوانب المتعلقة بملفات الإصلاح المنشود.
سؤالات حول مسيرة العمل الإسلامي المعاصر خاصة في كيفية قراءة التاريخ وفهم الواقع ووضع ملامح ادارة واستشراف المستقبل:
لقد ورثنا أمة إسلامية مجتمعا في اصل نشأتها ومنهجها العقدي والفقهي والاجتماعي والسياسي نتج عنه أمة ذات خلافة ربانية المصدر بشرية التطبيق يعتريها ما يلازم حقيقة وطبيعة الممالك من التوافق مع السنن الربانية حال التمكين أو وقوع القدر الرباني حال الضعف والانزواء الحضاري كالذي رأيناه بعد سقوط الخلافة العثمانية بعد مكر دام قرون حتى 1924ونتج عنه تبعية الأمة الإسلامية بشكل عام إلى جب الهلاك والاستدراج في كهوف الخلل الذي رعاه سايكس بيكو والولاءات الوظيفية التي استهلكت الأمة في رايات كارثية لأنها حاولت ادخال المجموع الكلي للأمة في عقول أفراد منها فكان المآل لا يتوافق مع طبيعة الهدف المنشود.
تعيش أمتنا الإسلامية واقعا كارثيا حيث اجتمعت فيه كل غربان الأرض من يهود ونصارى وباطنية مجرمين صنعتهم قوى الشر العالمي ليكونوا معاول هدم للأمة امثال احفاد قرامطة الخليج العربي ورافضة ايران الخمينية المجرمة ونصيرية ودروز الشام بالإضافة إلى شيعة لبنان والعراق واليمن والخليج العربي ومن سقط في براثن التشيع السياسي أو العقدي عقب عصابات المد الشيعي الذي اندفع في الامة بعد صعود شيطان القرن إلى حكم طهران وزاد الطموح في الإضلال املا عقب فاشية الافساد والتدمير للعراق عام 2003بعد احتلال قوى الجاهلية المعاصرة لبلد الرشيد جمجمة العرب حفظها الله من شياطين الغرب وقم المدنسة برجس صنم الباطنية الخمينية الخميني الهالك لا رحم الله فيه مغرز إبرة .
إن افعى الصهيونية والصليبية الجاثمة على رأس النظام الدولي الفاشي تعمل من خلال دعم الشركات العابرة للقارات بصفتهم سدنة إمبراطورية المال الربوي الناتج عن تخطيط يهود ودعم بني صليب وغفلة ابناء الأمة العربية والإسلامية السنية عن مهمتهم الربانية وهي القيام بمنهج الشهادة على الناس وحراسته في جغرافيا العقول العربية والإسلامية وجغرافيا الأرض بشكل عام وبلاد العالم الإسلامي بشكل خاص.
إن مواجهة الثالوث الجاهلي الصهيونية والصليبية والصفوية وجميع مشتقاته الفكرية الناتجة عن أحادياته أو تلاقيهم على موائد المكر والتدليس والحرب العالمية المباشرة أو الغير مباشرة امر مفصلي بل صفري في حياة الأمة العربية والإسلامية فكل محاولة لتمرير التعايش مع العلمانية أو الأفكار والجماعات الباطنية المدمرة أو قبول المناهج الطائفية كبديل عن الموروث العقدي للأمة الإسلامية درب من دروب الانتحار الجماعي للأمة مهما حاولت طوابير التلميع والتدليس تسويق الأفكار الجزئية أو الحزبية بشكلها العلماني أو الباطني أمام عقول ضحايا العاطفة والحماس الاستهلاكي.
الخلاصة:
إن مهمة المسلم في عالم اليوم مهمة شاملة جامعة لكل ادوات المواجهة مع مناهج أصحاب الجحيم الذي يتبرأ منهم المسام في صلاته يوميا سبعة عشر مرة في صلاة الفرض وأثنى عشر مرة في صلاة السنة وهم أهل الغضب والضلال.
إن التحذير من مناهج الأمة الغضبية والصالة ليس نافلة من القول وليس ترفا فكريا أو سياسيا أو سقوطا في تيه الحسابات الظنية المتعجلة أو المسوفة.
من توفق الله رب العالمين للمسلم المعاصر إدراكه لثوابت القواعد السنية التي تجمع عقيدة أهل السنة والجماعة مع البراء الشامل من موروث أهل الضلال الذي نشأ في الأمة من زمن عبد الله بن سبأ اليهودي بفكرة التشيع أو أبو هلال القرمطي بخبث القرامطة أو ابن ميمون القداح بفكرة الدولة الفاطمية الإسماعيلية المجرمة أو خبث الخميني الهالك في قم المدنسة.
إن من تمام النعمة الربانية شمولية المواجهة مع كل الباطل مع لزوم التعبد بكل الحق الذي كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بعيدا عن هوس دعاة البدع الإضافية أو الأصلية أو رجس التغريب وتفكيك العقول خلفا لهوس التسطيح الكارثي.