مقالات

عبد المنعم إسماعيل يكتب: قراءة في تصريح دونالد ترامب

قال تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}. (سورة البقرة).

قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا}. سورة مريم.

من توابع الكيد الشيطاني للأمة الإسلامية خاصة والبشرية عامة نزغ شياطين الصهيونية للأمة العربية والإسلامية بغية العمل على تفكيك الأمة العربية والإسلامية بداية من تفكيك العقيدة ثم العقول والمفاهيم ثم الجغرافيا للدول لكي يتم التمهيد لتحقيق المخطط الصهيوني من النيل إلى الفرات حسب مخططات التلمود الجهنمية الصهيونية المجرمة.

في السادس من أغسطس 2024 نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، قوله إن «مساحة إسرائيل تبدو صغيرة على الخارطة، ولطالما فكّرتُ كيف يمكن توسيعها»، وذلك وفقا لما نقلته وسائل عالمية.

وبمجرد أن استلم الحكم في العشرين من يناير 2025 وفي الخامس والعشرين من يناير 2025 قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يتعين على الأردن ومصر استقبال المزيد من الفلسطينيين من غزة، بعد أن تسببت حرب إسرائيل ضد حركة حماس في وضع إنساني صعب بالإضافة إلى مقتل عشرات الآلاف. وعندما سُئل عما إذا كان هذا اقتراحا مؤقتا أو طويل الأجل، قال ترامب: “يمكن أن يكون هذا أو ذاك.

عند القراءة الهادئة لطبيعة العقلية الصهيونية وطبيعة الهمجية العقلية لدونالد نجد الآتي:

ما هي الصورة الذهنية عند دونالد ترامب عن الأمة العربية والإسلامية؟

هل يدرك ترامب أننا أمة لها منهج إصلاحي متخصص في تطهير الأرض من الطغاة والجبارين المفسدين؟

هل قامت عقلية ترامب الصهيوني على أساس أننا أمة متكاملة للقيام بالمسؤولية تم متآكلة حول الاهواء الشيطانية؟

كيف ارتقت همة العلج الصهيوني لدرجة أنه يعيش حالة التفكير العلني أمام العالم حيث يريد هواه من العمل على توسيع ارض إسرائيل

التي يراها صغيرة إلى التصريح للآخر وهو تحريك أو تهجير. أصحاب الأرض المباركة فلسطين المقدسة لتمكين شياطين الأرض بني صهيون؟

ما تقييم العلج الصهيوني لقادة الدول الرأسمالية هل يراهم أصحاب سيادة..

أم يراهم وكلاء نيابة عن الكراسي الحاكمة للمكتب البيضاوي في واشنطن الصهيونية؟

لماذا يغامر ترامب ويسعى نحو الاعتداء على سيادة الأمة المصرية ذات المسؤولية التاريخية على ممر العصور؟

هل يدرك المصريون حقيقة المخطط الجهنمي الصهيوني فيقوموا بمهمة مقدسة

وهي منع وتجاهل النزاعات البينية حول مفردات السياسة الماكرة التي يصنعها عملاء ترامب لتفكيك الكتلة الصلبة في الدولة؟

لماذا يستهين العلج الصهيوني بحقوق الجغرافيا العربية والإسلامية سواء في مصر أو فلسطين أو الأردن أو العراق أو الجزيرة العربية؟

ماذا لو نجح ترامب في مسعاه الكارثي؟

هذا مسعاه لخدمة الشيطان الأكبر؟

هل مخططه تحقيق لنبوءة توراتية محرفة؟

اين ردود الأفعال العربية السنية؟

هلْ أدركت الأمة حقيقة الخطر الخميني الباطني الذي ساهم في تفكيك الأمة لمدة خمس عقود؟

هل فهمت الأمة مخاطر التبعية في المجال العلمي والاقتصادي والمعرفي الفارق الصانع للتحديات العالمية في عالم الواقع؟

الأمة.. وتحمل المسؤولية

يجب على الأمة العربية والإسلامية أن تتحمل مسؤولية معايشة التحديات بعيدا عن فكرة استعطاف المجرمين المفسدين.

ليس من العقل مطالبة الخصوم بالتنازل عن أهدافهم الخبيثة لمجرد أنها تهدد كيان الأمة بل علينا مواجهة التحديات الأممية بكل شمولية ووضوح

فلا يفل الحديد غير الحديد والأمة التي لا تملك مشروع تعيش من أجله تصبح جزء من مشاريع الآخرين.

على الساسة العرب والمسلمين بصفة عامة مصارحة شعوبهم بحقيقة التحديات الصهيونية لتحمل المسؤولية التاريخية

التي توجب المصالحة والاعتصام وهجر الطائفية لتعيش الأمة المواجهة بعلم ووعي وحكمة

حتى لا تصبح بلاد الأمة تعيش كارثة الاندلس الأخرى بعد همجية العقل الصهيوني الإرهابي

المسيطر على البيت الأبيض والخادم لعصابات شراذم بني صهيون في فلسطين المقدسة المحتلة.

إن حراسة النجاحات التي تحققت في بلاد الشام توجب العمل على الخلاص من رافضة العراق واليمن لكي تبرأ الامة

وتسلم الجغرافيا من براثن الصهيونية الخمينية المجرمة لكي تتفرغ لطوفان الهلاك الساعي نحو تهجير أصحاب الأرض إلى الدول المجاورة

وهي جريمة وكارثة تحمل كل مظاهر البغي والظلم للأمة العربية والإسلامية.

صناعة الوعي في شعوب العرب والأمة الإسلامية أمر مفصلي وحتمي لامتلاك ناصية القرار المعرفي وبناء الأمة الشاهدة على الناس وتخليص الجماهير من هوس العلمانية الفاشية والباطنية الوثنية والطائفية الكارثية والحزبية الاستهلاكية والعشوائية الوظيفية لإعادة بناء الفرد والأسرة والقبيلة والدولة والأمة بما يوازي التحديات العالمية والمشاريع الصهيونية.

عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights