عبد المنعم إسماعيل يكتب: قرن البغي الصهيوني (1924-2024)
لم تمضي على الأمة العربية والإسلامية أخطر من كوارث القرن الماضي منذ سقوط الخلافة إلى حرب الصهيونية والصليبية والخمينية على غزة المباركة الثابتة المجاهدة في زمن الانتكاسة الذي نعيشه.
لماذا التهويل بهذا العنوان؟ ألم يضرب الأمة المغول قبل ذلك وجاء النصر عليهم؟!
ألم يضرب الأمة العربية والإسلامية الخطر الصليبي والحروب الصليبية لمدة قرون متواصلة ومع ذلك بقيت الأمة العربية والإسلامية ثابتة وذهب المكر الصليبي وبقي الاسلام؟!!
نقول وبالله التوفيق نعم لقد ضربت الأمة جيوش البغي المغولي والصليبي والصفوي والاسماعيلي الفاطمي ومع ذلك لم تبتلى الأمة الإسلامية بفلول المسخ العقدي والفكري مثل ما نراه الآن.
في كل الكوارث التي ضربت الأمة كان المخرج إلى السنة المحمدية وعلماء السنة والجماعة ليكونوا النواة الصلبة لجمع الجماهير من جديد نحو مقاومة خطر الصفوية الاسماعيلية أو السبئية اليهودية أو الصليبية النصرانية فكانت معالم الولاء والبراء واضحة أمام عقول الأجيال من الأطفال إلى الشيوخ مرورا بالشباب والنساء المجاهدات بتربية الأجيال على التوحيد والسنة النبوية الشريفة وفهم الصحابة رضي الله عنهم أجمعين في البيوت.
قرن الافساد الصهيوني:
لقد ابتليت الامة العربية والإسلامية بكارثتين الاولى نجاح الصهيونية في بناء أوكار المؤسسات الماسونية تحت مسميات فكرية علمانية خبيثة غايتها الطعن والتشكيك في الشريعة الإسلامية والسنة النبوية الشريفة وموروث الصحابة رضي الله عنهم وعلماء السنة والسلفية على ممر التاريخ والواقع.
..
لقد استطاعت قوى أصحاب الجحيم مجتمعة في هدم الكيان الأممي وبناء مشروع سايكس بيكو لتفريق بلاد الأمة العربية والإسلامية إلى ستة وخمسين دولة تحت رايات متفرقة بالإضافة إلى شرعنة حرية المد الفكري لدعاة الطائفية والمذهبية الضالة تحت شعار حرية التعبير ليكون وسيلة لتكوين محاضن الهلاك مثل شياطين تكوين أو دهماء دار التقريب بين الإسلام والشيعة أو اوهام مؤسسات وحدة الأديان رغم جحود أصحاب الجحيم لقضية الاسلام والتوحيد الخالص لله رب العالمين.
..
لم يتوقف الخطر الجهنمي الصهيوني على مجرد اسقاط الخلافة بل تمدد الى زراعة الكيان اللقيط في فلسطين المقدسة من النهر الى البحر ثم أقام وكر اليهودية في قم المدنسة بشيطان القرن الخميني ثم احتلال عاصمة الاسلام والتاريخ بغداد عام 2003
لتتعرض العراق والأمة العربية والإسلامية إلى انتكاسة أخطر من احتلال القدس عام 1948.
..
لقد نجح شياطين الجاهلية المعاصرة الصهيونية والصليبية والصفوية الخمينية في صناعة كيانات وظيفية لتشتيت العقل العربي والإسلامي حتى أصبح البعض يعالج الصهيونية والصليبية بالخمينية ذات الجذور اليهودية أو يعالج كوارث الشيوعية الفاشية بالرأسمالية الباغية ذات العقلية الأحادية التي تؤسس لاستنساخ الفرعونية القديمة في عقول ظاهرها يشبه باطن العقيدة الباطنية الخبيثة بالإضافة إلى مكر التوظيف الفكري لدعاة التمرير والمسخ الفكري والثقافي والاجتماعي لتقزيم العقل الاسلامي وتحويله الى مجرد كيان وهمي قابل لهوس التغريب بأوهام التحضر أو معاصرة التيه الغربي بعيدا عن نور التوحيد الخالص لله رب العالمين أو عدالة الشريعة الإسلامية الربانية.
..
تتمة البلاء الصهيوني والصليبي يكمن في التغريب والتطبيع الأول لمسخ العقل العربي والإسلامي وتحويله إلى مجرد جماهير تقف في المدرجات لتشجيع غربان النظام الدولي الصهيوني والصفوي والصفوي بحيث إذا عجزت الصهيونية والصليبية تنجح الباطنية الخمينية السبئية أو القبورية الصوفية الضالة التي تجعل من عقول الأمة ضحايا حول أوثان قير البدوي الاسماعيلي أو قير علي بن ابي طالب المزعوم في العراق المحتل أو من على شاكلة الهوس القبوري الوظيفي الذي يمهد الطريق للعلمانية ومن ثم التطبيع مع العقيدة التلمودية الجاهلية.
الخلاصة:
هل أدركت الأجيال المعاصرة حقيقة الخطر الداهم الذي تعيشه الأمة ام لا زالت تراهن على العلل التي سببت الداء؟!!