عبد المنعم إسماعيل يكتب: كارثة تفكيك السلفية
قمة الغايات عند أصحاب الجحيم وهم الصهيونية والصليبية والصفوية والقبورية والباطنية والعلمانية تتركز في هدف استراتيجي خبيث وهو تفكيك السلفية من الداخل لتتآكل فيما بينها لينتج عنه كوارث التفكك داخل بنيان الأمة بشكل عام حيث ارتبطت السلفية بالجماعة الأم وهي الأمة الإسلامية الجامعة لجغرافيا العالم الإسلامي بعد الاستقامة على ربانية المنهج السلفي الرشيد فلا عصبيات حزبية ولا جماعات وظيفية ولا طرق قبورية ولا مذاهب باطنية ولا أوكار تخريبية تغريبية ولا أندية روتاري وماسونية ولا حداثة وعلمانية ولا ليبرالية للانقلاب على الموروث
القائم على اتباع سبيل المؤمنين كما قال تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}. سورة النساء. فقامت السلفية بحراسة العقيدة ومنهج العبادة والسلوك ومن ثم شكلت أقوى مناهج الصد والدفاع ضد أصحاب الجحيم وللوصول لهذا الهدف عدة آليات منها:
– تفجير النزاع حول قضايا خلاف التنوع
– صناعة الصراع الصفري بين أهل السنة والاشاعرة اعتمادا على الشباب حدثاء الأسنان لتكون النتيجة انقسام السلفية بين مؤيد لحماس الشباب أو متعصب لحكمة الشيوخ فالغاية واحدة وهي تفتيت الكيان السلفي بأي وسيلة.
– دعم غلمان التجريح للعلماء بحجج واهية لتصبح هي الوسيلة الناجحة لهدم جهود السلفيين بمزاعم النصرة للحق ولا ندري أي حق يريدون؟!
– فتح كل الملفات التي لم يتطرق إليها علماء السنة والسلفية على ممر الزمن تحت مزاعم حق الاجتهاد والبحث وتجاهل أدب الإتباع لخير القرون المرضية.
– كثرة التشغيب حول بعض الفتاوى الشاذة المعاصرة والتي تعتبر محل اجتهاد مقبول و التي ربما قال بها بعض علماء السنة في حالات محددة أو تعتبر أسئلة ملغمة ليتم من خلالها تفجير الكيان السلفي حتى أصبحت الأسرة الواحدة منقسمة فريق عن اليمن وفريق عن اليسار وكلاهما من أهل السنة والجماعة ولم يربح من هذا الواقع إلا الباطنية وأهل البدعة والكيانات العلمانية المتربصة.
– السعي نحو ضرب البنيان المجتمعي للبنية العقدية للأمة العربية والإسلامية بصناعة صراع وظيفي بين أهل السنة في كل وطن وفي كل مدينة وفي كل قرية ليتكون لدينا
أهل سنة أو سلفيين محافظين أو إصلاحيين أو عصرانيين ومن هنا تنقسم النواة الصلبة ويتم ضرب الكيانات السلفية الراسخة بأحد أذرع السلفية أو الأمة السنية فتمام الكارثة تكون عندما يقطع الشجرة أحد فروعها.
– صناعة رموز الانقلاب العقدي داخل الكيان السلفي لتمهيد الناس نحو قبول تغيير المسار العقدي وهذا قمة الإجرام حين يزعم زيد أنه كان سلفيا ثم تركها وذهب نحو الخلطة الجاهلية وهي مكونة من الصوفية والعلمانية والإرجاء والباطنية واهم عنصر هو الانخلاع من ولاء القضايا السلفية المميزة لطبيعة ربانية المنهج الإسلامي.
المكر المستدام باستعمال أصحاب الشهادات العلمية الأكاديمية في الأزهر للتسويق للنسخة الصوفية كخيار استراتيجي محمود عند النظام الدولي الجديد الذي يعتبر الصوفية أحد أذرع البقاء العلماني في المنطقة بخلاف السلفية التي تعتبر قضية التصوف القبوري والتغريب العلماني خصوم لا تلاقي معها نحو غاية أو وسيلة إلا في مفردة التعايش داخل الوطن مع فتح مجالا للحوار البناء بين الجميع.
الخلاصة:
السلفية وأهل السنة والجماعة هي المنهج الرباني الذي يضبط بوصلة جغرافيا العقول والأوطان وإذا ذابت كان البلاء المبين لأنه حينها تكون العواقب وخيمة جدا وهي تمكين الأهواء الراسخة في تيه البدع والضلالة.
السلفية هي منهج سلامة جغرافيا الأرض العربية والإسلامية من التحلل أمام هوس الباطنية.
السلفية منهج وقف ومنع كارثة الخلوة بهجر الصلاة والجماعات ودجل الكشف وهوس الطواف بالقبور وخيانة تسليم الأوطان للمجرمين الظالمين أتباع الباطنية العقدية الوظيفية ليكون البديل هو هوس الضلال والانحراف العقدي والفكري تحت شعار الإسلام الوسطي وما هو النسخة الأمريكية المرضي عنها على مائدة المكتب البيضاوي في واشنطن ولندن معقل البلاء العالمي على العرب والمسلمين.