عبد المنعم إسماعيل يكتب: متى نفهم؟
متى نفهم أن فكرة الحكم بالحق الإلهي والتعامل مع الحاكم على أساس أنه الحاكم بأمر الله نسخة من استنساخ الكهنوتية المقيتة؟
متى نفهم أن الحاكم بشر جعل الشرع قواعد النصح له حراسة لكيان الأمة وليس مجرد الحسابات الظنية أو الوهمية لكل فريق أو عقل وظيفي مدفوع الأجر لتحقيق الخلل المجتمعي خدمة لشياطين الشرق الملحد أو الغرب الصهيوني .
متى نفهم أن فكرة المعارضة ليست محمودة لذاتها بل يجب أن تكون نابعة من رؤية مرتبطة بالإصلاح الرباني ثم يأتي من داخل النواة الصلبة للأمة بعد تفكيك عرى الباطل؟
متى نفهم أن الدين الذي رضي الله عنه يوم حجة الوداع هو العلاج من كل البدع والخرافات الموجودة؟
متى نفهم أن السنة المحمدية الصحيحة هي العلاج الأكيد لوقف كل الآراء والأفكار المخالفة؟
متى نفهم أن مشاكل الأمة تحتاج إلى الأمة بكافة أطيافها المجتمعية بلا عنصرية أو محاصصة أو طائفية مذهبية فلن تكون هناك راية بديلة عن الأمة الجامعة لكل العقول والرايات؟
متى نفهم أن النواة الصلبة للدولة والأمة إذا تم تفكيكها لمجرد هوس الإصلاح لم ولن تعود بسهولة لمجرد الأماني والطموح والتنظير؟
متى نفهم أننا نرى في التاريخ أن محاولات تفكيك الدول لم ولن يحقق الإصلاح السياسي أو الاقتصادي واسألوا الأندلس الماضي؟
متى نفهم أن البطولة ليست هي مجرد المخالفة للحاكم وان كل موافقة له ليست سببا للطعن والتشويه المتعمد المستدام؟
متى نفهم أن الإصلاح رؤية ربانية ترتبط بقواعد الفهم السديد القائم على القواعد الأصولية الحاكمة لقضايا هذا الدين حال النقد إذا أردنا النصح والتصحيح والنقض حال امتلاك الأمة معاول الصيانة لحفظ الأمة والرعية من تيه الأنا أو الهجر للباطل لكونه أنت؟
متى نفهم أن منهج الله لم يكن منهجا لتأسيس العشوائية في الفهم والتصورات أبدا فليس كل مخالفة مع الحاكم تعد محمودة لكونها عكس السير وليس كل توافقا يعتبر نفاقا أو سببا للطعن والتشويه المتعمد.
متى نفهم الوعي والإصلاح دين وليس رؤى يمكن التلاعب بها لتحقيق هوس متعجل أو خلل الجهل بالمصالح والمفاسد والضوابط الحاكمة لكل رؤية.
متى نفهم أن من الرهان الفاشل الجاحد للحق الرياني هو الاعتماد على الموازين العاطفية لعوام الناس وأن الإفراط في استعمال مفردات القوة في غير موضعها ليس بطولة.
متى نفهم أن قراءة المآلات جزء من ضبط موازين الواقع والمستقبل لأننا نتكلم عن دين وليس رؤية طائفية نابعة من عقل زيد أو عمرو؟
الخلاصة:
متى نفهم أن أهل العلم يحتسبون الصبر كما يحتسبون الإصلاح لكنهم لم يكونوا في يوم من الأيام جزء من الإفساد إذا عجزوا عن مهمة الإصلاح؟