مقالات

عبد المنعم إسماعيل يكتب: معركة النص والصراع العالمي.. «غزة مرحلة»

قال تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (سورة البقرة – آية 217).

الحرب على النص الصحيح والعقل الصريح والأرض المباركة هي أصل وفرع  الصراع العالمي طرفاها أهل الحديث والسنة والعقيدة السلفية وعموم الأمة الإسلامية في جانب وفي الجانب الآخر أصحاب الجحيم منذ اجتماع دار الندوة في مكة إلى مجلس الحرب الذي يرأسه نتنياهو وبايدن ضد أهل الإسلام في فلسطين عامة وغزة المباركة والعراق والشام ومالي وكل نقاط الاشتعال حول جغرافيا العالم الإسلامي وجغرافيا العقول الإسلامية في مراكز الفكر التعليمية مرورا بتلاميذ الفكر السبئي وغربان الحروب الصليبية العالمية بمراحلها المتعددة والتي تشكل الباطنية القبورية الصوفية أخبث ادواتها لأنها تسعى لشرعنة الخلل الجاهلي الصوفي تحت مسميات الوسطية أو الاعتدال وما هو إلا كامل التدليس للتلاعب بالشريعة حال محاولة ترسيخ كارثة قبول الكفر والضلالة الصهيونية والصليبية على أساس تنوع الشريعة ووحدة العقيدة وهذه ردة كاملة المعالم لأنها تعلن المساواة بين التوحيد الإسلامي والشرك اليهودي أو النصراني مرورا بمخطط تشريع الاختلاط والخنا والفجور بين الشباب لتحقيق الفساد الأسري والمجتمعي ومن ثم تهلك الحاضنة الربانية للفضيلة ويسقط المجتمع في مقدمات التمرد على النص والشريعة ويكون التيه الوظيفي لمخطط الهيمنة الأمريكية والصهيونية والصليبية المتدثرة بالصفوية الحوثية والنصيرية العلوية في سوريا والدرزية الخدمية في لبنان وقبلهم الفاطميين في مصر تلك البذرة الشيطانية التي حين تمكنت ضاعت القدس وحين سقطت وتحرر القاهرة من براثن احفاد عبيد الله بن ميمون القداح اليهودي تحرر الأقصى فضلا من الله على صلاح الدين الايوبي الذي أدرك حقيقة المعركة فخاض حرب كلمة التوحيد لتكون طريق توحيد الكلمة فقضى على الباطنية فأنعم الله عليه بالانتصار على الصليبية العالمية.

رحم الله الامام مالك حين قال لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلحت به أولها ومن ثم فإن النصوص الشرعية التي أدبت العقول ثم انطلق العقل الصريح مع النص الصحيح جاد الله عليهم بامتلاك الجغرافيا داخل بلاد العرب والترك والفرس وما وراء النهر حتى وصلت الفتوحات عام 104هجرية إلى جنوب فرنسا ومنذ ذلك التاريخ والغرب الصليبي المتصهين يدرك حقيقة المعركة وطبيعة الصراع العالمي بجذوره الدينية الخالصة ولم يتجاهل هذه الحقيقة إلا أهل الفساد العلماني الذي ابتليت بهم الأمة خلال القرن الماضي لأنهم يفكرون بعقلية المهزومية والانتكاسة النفسية أمام أكاذيب الغرب الصليبي والشرق الفارسي الوثني وهذا بخلاف حقيقة التقييم المنضبط.

بوصلة الانتصار:

بوصلة النصر تنضبط خلف صدارة علماء السنة والسلفية للمشهد العلمي والمجتمعي لضبط عقول الأجيال على وفق الدليل الصحيح والعقل السلفي الصريح لتحقيق الموافقة مع أصحاب النعيم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمخالفة أصحاب الجحيم اليهود والنصارى ومن على شاكلتهم.

بوصلة النصر تكمن في امتلاك جيل رباني يعيش على وفق علماء السنة والسلفية البعيدين عن تقديس الحاكم أو الترويج لفكرة الصراع المهلك والنزاعات الطائفية الوظيفية التي تصنعها الصهيونية لخدمة الصليبية والعكس باستثمار مكر الطرق الباطنية والجماعات الاستهلاكية التي تنجح في هدر قيمة الولاء العام للدين والأمة فتجعله للحزب والرؤية فيقع الهلاك والله المستعان.

بوصلة النصر تكمن في التوافق خلف العلماء الربانيين مع السنن الربانية الجارية التي لا تتغير ولا تتبدل إلى قيام الساعة فلن تصل الأمة للنصر بأسباب الهزيمة أو للتمكين بعلل الاستضعاف.

عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights